الاحتلال يمهد لتنازلات لإطلاق أسراها لدى حماس

تهيّئ حكومة الاحتلال مواطنيها لاحتمال تقديم تنازلات كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين تصنفهم بـ"الخطيرين"، في إطار التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، هدنة إنسانية مؤقتة استمرت أسبوعا بين الكيان وحماس تم خلالها تبادل أسرى ومحتجزين بين الطرفين، وإدخال مساعدات إغاثية قليلة، وكميات وقود محدودة إلى  قطاع غزة.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية إن حكومة الاحتلال تناقش مع الوسطاء إطلاق سراح عشرات الاسرى المستوطنين، مع إعطاء الأولوية للنساء اللواتي لم يتم إطلاق سراحهنّ بموجب الصفقة السابقة، والمسنين الذين أصيبوا أثناء الأسر والمصابين بأمراض مزمنة.
ونقلت الهيئة عن مصدر عبري مُطّلع على تفاصيل المفاوضات، لم تسمّه، قوله "يجب أن يكون جمهور المستوطنين مستعدا لاتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى "الخطيرين"، والمقصود بالأسرى الخطيرين هم المعتقلون الفلسطينيون في السجون ، الصادرة بحقهم أحكام مشددة جدا.
 
** اتفاق صعب
ونقلت هيئة البث العبري عن مسؤول سياسي ، لم تسمّه، قوله "سيكون الأمر أصعب بكثير من صياغة الاتفاق السابق، وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال تدرس جميع الخيارات كجزء من محاولات التوصل إلى اتفاق مع حماس، بما في ذلك إطلاق سراح السجناء ذوي الأحكام المشددة".
من جهتها، نقلت القناة 12 العبري عن مسؤول كبير، لم تسمّه، قوله "حكومة الاحتلال ستكون على استعداد لقطع شوط طويل لإعادة الرهائن"، وأضاف المسؤول أن "الاتفاق إذا نُفّذ، سيكون صعبا وسيتطلب أثمانا باهظة، ولا يزال الطريق طويلا، لست متأكدا من أنه سينجح. على أي حال، الكرة الآن في ملعب الوسطاء".
كما أشارت القناة، إلى أن حكومة الاحتلال تعمل على صفقة ستشمل إطلاق سراح ما بين 30 و 40 محتجزا، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، وأضافت بالمقابل، ستنظر حكومة الاحتلال في التحلّي بالمرونة في عدد أيام الهدنة الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تطلق حكومة الاحتلال سراح السجناء بسخاء أكبر، سواء من حيث الخطورة أو العدد، وبحسب القناة على الرغم من استعداد حكومة الاحتلال ، فإن هذه ليست سوى بداية عملية، ومن غير المعروف ما الذي سيحدث في النهاية، ومع ذلك فمن المتوقع الآن أيام طويلة من المفاوضات، وذكرت أن حكومة الاحتلال تريد إقناع قائد حماس في غزة  يحيى السنوار بأن الصفقة جديرة بالاهتمام.
 
** أسبوع مقابل 40 محتجزا
من جهته، نقل موقع "واللا" الإخباري عن مسؤولَين ، لم يسمّهما، أن حكومة الاحتلال تعرض وقف القتال في غزة لمدة أسبوع واحد على الأقل، كجزء من صفقة جديدة لحمل حماس على إطلاق سراح 40 من المحتجزين لديها.
وأضاف الموقع، يقول مسؤولون إن "الاقتراح يظهر أن حكومة الاحتلال مصممة على إعادة إطلاق مفاوضات جادة من أجل إطلاق سراح مزيد من المحتجزين، حتى مع قول حماس إنها لن تستأنف المفاوضات طالما استمر القتال".
وتابع الموقع، قال مسؤولون إن "رئيس الموساد ديفيد برنيع قدّم اقتراحا حول كيفية إعادة إطلاق المحادثات حول صفقة جديدة لتأمين إطلاق سراح مجموعة مكوّنة من حوالي 40 محتجزا".
وأشار الموقع إلى أنه بموجب الاقتراح: ستضم المجموعة النساء المتبقّين الذين تحتجزهم حماس، والرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما وغيرهم من المرضى أو المصابين بجروح خطيرة ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
 
** شروط حكومة الاحتلال
وذكر موقع  "واللا " الإخباري أن حكومة الاحتلال اقترحت أيضا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المدانين بارتكاب هجمات أكثر خطورة على الاحتلال من أولئك الذين تم إطلاق سراحهم في الصفقة السابقة، ونسب الموقع إلى مسؤولين القول بأن "هناك العشرات من هؤلاء الأسرى الفلسطينيين من كبار السن أو المرضى، ويمكن إطلاق سراحهم كجزء من صفقة إنسانية".
ووفق الموقع ، يرى رئيس الموساد أنه إذا أرادت حماس أن تتوقف الحرب، فعليها أن تلقي سلاحها، وتسلّم قادتها في غزة الذين كانوا مسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على الأراضي المحتلة الذي أشعل فتيل الحرب.
لكن هذه التصريحات تصطدم مع توجه حماس التي ترفض الحديث عن أي صفقة لتبادل الأسرى قبل انسحاب الجيش من قطاع غزة ووقف شامل لإطلاق النار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفا و667 قتيلا، و52 ألفا و586 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وردا على اعتداءات يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوم طوفان الأقصى ضد قواعد عسكرية ومستوطنات في محيط غزة.
وقتل نحو 1200 مستوطن، وأسرت حماس نحو 240 بادلت 110 منهم مع حكومة الاحتلال التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، وانتهت في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري بوساطة قطريةـ مصريةـ أميركية.