بني مصطفى: فريق للدعم النّفسي والاجتماعي للمتضررين من الأزمات
رعت وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، اليوم السبت، إطلاق جمعية حماية ضحايا العنف الأسري والجمعية الأردنية لعلم النفس والخدمات الطبية الملكية ووزارة التنمية الاجتماعية البرنامج التدريبي المتخصص للدعم النفسي والمساندة الإنسانية في الكوارث والأزمات.
وأكدت بني مصطفى في كلمة لها خلال حفل الاطلاق، اعتزازها بالموقف الرسمي والشعبي للمملكة الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في الوقوف مع الاشقاء الفلسطينيين، حول ما يحدث في غزة من اعتداء غاشم وجرائم حرب، مبينة ان اكثر من 70% من المصابين بالعدوان هم من النساء والأطفال.
وأشادت بني مصطفى بالجهود الأخيرة المتمثلة في افتتاح مستشفى ميداني في نابلس واخر في خان يونس، منوهة الى ان هذه المواقف ليست غريبة على الأردن الرسمي والشعبي تجاه الاشقاء الفلسطينيين.
وقالت ان وزارة التنمية الاجتماعية تُثمن جهود جمعية حماية ضحايا العنف الأسري بالتعاون مع الخدمات الطيبة الملكية والجمعية الأردنية لعلم النفس لعقد "أعمال البرنامج التدريبي المتخصص للدعم النفسي والمساندة الإنسانية في الكوارث والأزمات" الذي يشارك فيه مجموعة من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، الهادف إلى تأهيل فريق وطني متخصص بالدعم النفسي والمساندة الإنسانية في الكوارث والأزمات.
وأوضحت ان وزارة التنمية تعمل بالتنسيق والتعاون مع شركاءها على تنفيذ مجموعة من الإجراءات، علما ان مجلس الوزراء كان قد وافق على لجنة توجيهية عليا لإعادة تحديث الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية هذا العام ، ضمن محاور الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية.
وأشارت إلى استحداث مركز لإدارة الأزمات في الوزارة، الذي جاءت فكرة إنشاء ضمن أحد الدروس المستفادة من جائحة كورونا، ورصد آثارها على الفئات المنتفعة من خدمات الوزارة، وتنامي الطلب على خدمات الوزارة بفعل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسّياسية، ما أظهر الحاجة إلى وجود مركز داخل الوزارة متخصص في التعامل مع الأزمات والكوارث التي قد تحدث "لا قدر الله"، يُسهل على الوزارة.
وبينت انه تم تشكيل فريق للدعم النّفسي والاجتماعي من موظفي وموظفات الوزارة، يمثل أعضاءه مديريات التنمية الاجتماعية في المحافظات والألوية كافة، والذي يهدف إلى الاستجابة للتدخلات الطارئة لتقديم خدمات التدخل النفسي والاجتماعي للحالات المتضررة من تداعيات الأزمات والكوارث والصدمات، وخضع جزء من هذا الفريق للتدريب على التدخلات النفسية والاجتماعية من قبل مختصين لدى مديرية الدفاع المدني، وسيستمر العمل على استكمال تنفيذ الورش التدريبية لاحقاً، كما تم إعداد خطة لمواجهة تداعيات فصل الشتاء في مختلف المحافظات والألوية، ويقوم بتنفيذ هذه الخطة اللجنة المركزية المشكلة في مركز الوزارة، (41) فريقًا فرعيًا موزعين على مختلف مناطق المملكة.
وشددت على استعداد الوزارة إلى تعزيز التعاون والتنسيق ما بين مختلف الجهات الشريكة إلى إيجاد فريق وطني للتداخلات النفسية والاجتماعية مؤهل وقادر على الاستجابة السريعة في مواجهة التداعيات الناجمة عن الأزمات والكوارث، وكذلك إلى قدرة هذا الفريق على نقل المعرفة والخبرة داخل مؤسساتهم، لا سيما أن التدخل في الأزمات أسلوب من أساليب العلاج الذي يرتكز على أسس نظرية وعلمية لمواجهة المواقف الطارئة والمفاجئة في حياة الإنسان, ويعتبر تدخلاً ملائماً للتعامل مع الحوادث الفجائية والأمراض الحادة وضغوط تحديات الأدوار الاجتماعية, كما أنه من المهم وجود الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين المؤهلين للعمل بأسلوب التدخل في الأزمات, ولا يقتصر ذلك مع الأفراد فقط, وإنما مع الأسر والجماعات والمجتمعات.
وتحدث في الافتتاح رئيسة جمعية حماية ضحايا العنف الأسري داليا الفاروقي مرحبة بالحضور مؤكدة على أهمية الشراكة والعمل كفريق واحد من أجل هدف واحد وهو توفير الدعم النفسي لكل من يحتاجه في أوقات الشدائد والصعاب، واننا اليوم في مرحلة مفصلية في التاريخ ومسؤوليتنا الآن مساندة ضحايا العدوان الغاشم على أهلنا في غزة... غزة هاشم.. .غزة العزة والكرامة .
وقالت الفاروقي : نقف اليوم متحدين مع وزارة التنمية الاجتماعية والجمعية الأردنية لعلم النفس والخدمات الطبية الملكية لإرساء ركائز مبادرة وطنية ممنهجة، حيث تهدف هذه المبادرة الى تعزيز آليات الدعم النفسي والمساندة الإنسانية بطريقة علمية وعملية مبنية على تقييم الاحتياجات واستعمال وسائل التدريب المتطورة والمتابعة المستمرة.
وعرضت ريم أبوحسان الرئيسة الفخرية للجمعية نبذةً عن البرنامج التدريبي؛ مؤكدة أن إطلاق هذا البرنامج اليوم يأتي في ظل ما يعانيه الأهل في غزة وحاجتهم لهذا الدعم ولما يتعرضون له من إرهاب إسرائيلي استهدف الجميع وخصوصا المرأة والأطفال؛ من خلال نهج تشاركي يضم وزارة التنمية الاجتماعية والخدمات الملكية الطبية وجمعية حماية ضحايا العنف الأسري والجمعية الأردنية لعلم النفس، لاسيما وأن التدرب يضم كوادر ستخدم في المستشفيات الميدانية الأردنية في فلسطين بالإضافة للمرضى والمصابين من أهل غزة الذين سيتم نقلهم للعلاج في الأردن ويحتاجوا لدعم نفسي، وكذلك عقد جلسات توعوية وتفريغ نفسي لمن يحتاجها ويطلبها من أهالي المصابين في الأردن.
كما وقدم اللواء المتقاعد الدكتور تيسير شواش عضو الهيئة العامة في الجمعية وخبير الدعم النفسي في الكوارث مقدمة عن أساليب الدعم النفسي المختلفة في الأزمات والكوارث
وتشمل فعاليات البرنامج التدريبي والذي يعقد على مدار أسبوع كامل جلسات حول الإسعاف النفسي في التعامل مع المصابين نتيجة الكوارث والأزمات؛ والدروس المستفادة عند التعامل مع المرضى داخل المستشفيات، والاحتياجات النفسية لهم؛ والتقييم النفسي للمرضى بناء على النماذج.
كما يقدم البرنامج التدريبي جلسات متخصصة في الدعم النفسي والعلاج المعرفي والعلاج السريري؛ كما يشمل فنيات المقابلة الإرشادية الخاصة بمقابلة المرضى المصابين ومعالجة الصدمة؛ ودور الطبيب النفسي في تقييم الحالات نفسيا وعصبيا.
يذكر أن الفريق الوطني للدعم النفسي والمساندة الإنسانية أنشئ عام ٢٠٠٥ اثر تفجيرات عمان من قبل جمعية حماية العنف الأسري وقدم الدعم والمساندة لذوي الشهداء، وكوادر الدفاع المدني والأطباء الشرعيين ، وقد تم إعادة تفعيله بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والخدمات الطبية الملكية لمتابعة الدعم النفسي والمساندة الإنسانية لضحايا العدوان الغاشم على غزة.