رثاء صالح ابراهيم الرواشدة لوالدته المرحومة الحاجه مريم عبد عبدالله الرواشدة

جراءة نيوز - بقلم : صالح إبراهيم الرواشدة


بريح طيبة ... فلم اشعر طيلة حياتي كلها الا بكل توفيق وتسهيل ويسر ...، ( وماكنت انجو من الازمات والاوجاع والآهات والحسرات والمتاهات والصعاب والتحديات الا بدعواتك لي .
(امي) مهما وصفتك سأبقى عاجزاً مقصراً لأنك فوق الوصف، وتعجز الكلمات بكل لغات العالم
اجمع عن صياغة وكتابة الخواطر والقصص والقصائد والروايات التي يمكن ان اخطها وارسمها بقلمي عنك...، عذراً يا غاليتي فلن أقدر على الكمال في الوصف والتوصيف والتجسيد والتشخيص .
أمي وغاليتي وملهمتي ومعلمتي ... ليس هناك اعظم من فقدك الا زلزلة الساعة، وليس هناك انكى من رؤيتك وانت مسجاه بلا حركة وحراك ...، لأول مرة (يا غاليتي) في حياتي انظر اليك ولا تنظري
الي، ولا تحاولي النهوض لتضميني الى صدرك الحنون الروؤم ، نظرت الى جثمانك الطاهر وهو مسجى في البيت العتيق وممدود امام المودعين والمودعات من اشقائي وشقيقاتي والاقرباء ...، وانا في ذهول واستعدت شريط الذكريات ومسيرة الرحلة مع الام الغالية والحنونة فانهمرت الدموع وسالت
وغطت الوجنتين وفاضت ، وتحشرجت الآهات والغصات في الصدور وصالت وجالت ...، واسرعت
نبضات ودقات القلب وجعاً والما وفزعاً وجزعاً على فقدانك ... كنت اردد متسائلاً بيني وبين نفسي
واتمتم هل فعلا ان وفاة (امي) صارت وباتت وأصبحت حقيقة وانه ليس لي من مفر بعد الان الا ان أقول ان امي كانت وكانت وكانت ؟؟.
فيا امي واقولها خاتماً رثائي لك : وداعاً ايتها الروح الزاهدة الطاهرة المطهرة النقية العابدة
المتعبدة الطائعة لله عز وجل ، فلن انسى طعم خبزك ولن انعم من اليوم بطعم قهوتك العربية
الاصيلة او بطيب دعواتك ودفء احضانك فلقد كنت لي ظلاً ودرعاً وسلاحاً واقياً ... وكنت لي
سنداً ، وداعاً امي أيها العش الدافئ الذي احتضنني واستوعبني صغيراً وكبيراً ، ولازمني شباباً ... كنت لي نعم الدواء والشفاء ...، ( وداعاً يا مصدر الوفاء والالهام والحب والإخلاص الذي لم تغيره او تزيفه
معايير وقوانين الدنيا بأسرها ولا منظومة وتعليمات البشر ...، واسأل الله المولى عز وجل ان يجعلك
ممن ترحب بهم الأرض ، وتستبشر بهم السماء ، وان يجعل آرائك الجنة وسادك بعد ان وسدناك
الثرى، وان يسقيك من حوض نبيه عليه افضل الصلاة والسلام شربات ماء لا تظمئين بعدها ابداً
وان يمتعك متاعاً سرمديا في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وان يتغمدك بعفوه وغفرانه ومغفرته ، وان يجعل اخرتك افضل من دنياك ، وان يبرد مضجعك ، وان يرحمك رحمة الصالحين الابرار ، اللهم ان امي في قبضتك وبين يديك ، اللهم ارحمها واغفر لها ، اللهم نور قبرها وعطر مرقدها ، اللهم ارحم
ابي وامي وآباء المسلمين وامهاتهم رحمه واسعه ، واجمعنا وجميع المسلمين جوار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة ... اللهم آمين آمين آمين ... ، ولا حول ولا قوة الا بالله
العلي العظيم ، وانا لله وانا اليه راجعون.