أسباب ألغنى والسعة في والرزق عند الله ليست عند الحكومة
ابراهيم القعير
الأفكار السائدة بين المسلمين أن الرزق على الله . ولكن هل ينطبق لسان الحال على لسان القول . أي أن المسلم يقول مقتنعا ومن قلبه أن الرزق على الله . لذلك تجد البعض يُقبل على الحرام أو الخوف من البشر على رزقهم لأنه غير موقن بأن الرزق من الله الخالق . قال تعالى " قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ : 36]" . لقد شاء الله أن يكون رزق عبيده بيده وحده لا سواه. فكتبه الله في اللوح المحفوظ وقدره. وبين الله عز وجل بيان عدم بسط الرزق وتحديده . أي انه جعل عبادة أغنياء وفقراء . لأنه هو الواحد الذي يعلم بالنتائج علام الغيوب قال تعالى " وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ [الشورى : 27]"
فلو توكل الإنسان على الله . لرزقه كما يرزق الطير. بين ذلك الرسول صلى الله علية وسلم
"عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا" رواه ابن ماجة "
لذلك يجب علينا الإيمان بأن الرزق بيد الله وحدة لان ذلك جزء من القعيدة وحرم علينا نكران ذلك . لهذا العمل علينا واجب لكسب الرزق لنا ولأولادنا . فتقوا الله في عملكم ليبارك الله لكم في رزقكم .
ولكن هناك العديد من الإعمال إذا قمنا بها زاد رزقنا وبارك الله لنا به .
العمل الأول لمن يريد التوسعة في الرزق هو تقوى الله تعالى
أن تتقي الله . والتقوى أن يجدك الله حيث أمرك وأن يفتقدك حيث نهاك. التقوى سبب سعة الرزق، والمعاصي
والذنوب والمخالفات سبب في تضييق الرزق والدليل قول الله تعالى: مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.. (3) الطلاق )
قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتيكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة ثم قرأ . " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
ويقول الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون [الأعراف:96].
العمل الثاني كثرة الاستغفار .
إذا أردت الذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع أكثر من الاستغفار . لو تعلم ثمرات الاستغفار ، فضل الاستغفار ، فوائد الاستغفار قال تعالى : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً" [نوح {
يرزق المستغفر البنين الصالحين . لذلك تجد معظم الآباء اليوم لديهم العديد من المشاكل مع أبنائهم بسبب تركهم الاستغفار.
العمل الثالث صله الرحم .
صله الرحم تزيد من الرزق وتبارك في المال . لذلك يجب أن لا تكون صلة الرحم صله من اجل مصالح دنيوية وإنما صله لوجه الله . عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { مَنْ سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه } [رواه البخاري]. أن لصلة الرحم ثماراً عديدة وآثاراً طيبة منها: البسط في الرزق، والزيادة في العمر، ودفع ميتة السوء، وأنها سبب لمحبة الأهل للواصل. وبر الوالدين من أسباب دخول الجنة . سبب في توسيع الرزق . دعوة البار بواليه مستجابة . ينال بر أبنائه مستقبلا . بر الوالدين مكفر للذنوب قال أمير المؤمنين سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول" ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق"
قال (صلى الله عليه وسلم) : الولد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو إن شئت أحفظه . الترمذي
العمل الرابع الصدقة
الإنفاق في سبيل الله . قال تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39]، وتشفي المريض . وتصد البلاء .
العمل الخامس الدعاء
لقضاء الدين والسعة في الرزق. عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و سلم) يا معاذ،ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير . آداه عنك،فادع الله يا معاذ قل : اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير.تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب
فالتقرب إلى الله تعالى يكون بعبادته وطاعته وأداء فرائضه، واجتناب محارمه، ثم بفعل النوافل والمستحبات وترك المكروهات، وقد دل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحبته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذتي لأعيذنه " رواه البخاري.