كارثة زرعية تدق ناقوس الخطر جراء اسعار المحروقات

جراءة نيوز-عمان:

حذرت نقابة المهندسين الزراعيين مما قالت "انه كارثة ستترتب على القطاع الزراعي نتيجة إمعان الحكومة برفع أسعار المحروقات،واكدت النقابة نقف اليوم لندق ناقوس الخطر محذرين من النتائج الكارثة التي ستترتب على القطاع الزراعي نتيجة القرار متناسين دور هذا القطاع في مجال تأمين سلة غالبية الأردنيين من الغذاء .

وأكدت"يأتي رفع أسعار المحروقات والكهرباء ليؤثر سلبا على جميع قطاعات الزراعة سواء الثروة النباتية أو الحيوانية وليزيد من حجم التحديات التي تمثلت في ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة وبذور وعلاجات وبلاستيك وأنابيب ري والتي تشكل أكثر من 50 % من تكاليف الإنتاج ، بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل بـنسبة تجاوزت (10%) مما سيكون ذا أثر سلبي على الإنتاج و تنافسية صادرات المنتجات الزراعية ، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف عمليات الخدمة اليومية من حراثة و تسميد و تشغيل مضخات الري التي تعتمد عليها معظم زراعاتنا .


لا يستطيع منصف إلا أن يعترف بدور القطاع الزراعي الأردني وقدرته على مواكبة كل جديد بسرعة قياسية استطاع من خلالها تبني التكنولوجيا الحديثة بكل كفاءة واقتدار بالرغم من أحوال الزراعة المتغيرة والموارد الطبيعية المحدودة .

ورافق هذا التطور ارتفاع في سقف الطموحات الهادفة إلى إعطاء القطاع الزراعي المكانة التي يستحقها وهو الذي كان ولا زال جزءاً من حلم أولئك الذين عاشوا فوق ثراه وواجهوا سنوات الجفاف والخصب ، فهو العمود الفقري لاقتصادهم ومصدر رزقهم ، وفيما كانت مؤسسات الوطن تكبر ، واجهت الزراعة سلسلة من التحديات وبدأت تفقد مكانتها بين القطاعات الرديفة .

وتوقعنا كما هو حال الكثيرين أن يتم إنصاف هذا القطاع المظلوم الذي أدارت الحكومات المختلفة ظهرها له، بل حوصر مائيا ورفع عنه الدعم و فرضت عليه ضريبة المبيعات و أغلقت في وجهه العديد من الأسواق التقليدية وزحفت المدن على أهم عناصر الإنتاج فيه ، وهددت مصادره الطبيعية من الغابات بالمصادرة بحجة دعم الاستثمار، دون ادني مراعاة لأهميته الاجتماعية والاقتصادية والبيئية .


ولعل اكبر المتأثرين بهذه القرارات غير المدروسة قطاع الثروة الحيوانية والذي سيمثل القرار آخر مسمار يدق في نعش هذا القطاع حيث ستضاف ارتفاع أسعار التدفئة إلى أسعار النقل بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأعلاف و انحسار المساحات الرعوية وانحباس الأمطار، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الدجاج اللاحم والبيض في الأسواق، و اضمحلال فئة صغار المزارعين .

أن حاجة المواطن للتدفئة هي أمر لا يستطيع الاستغناء عنه في ظل قساوة برد الشتاء الذي يمر على المملكة منذ سنوات ،وهنا وأمام هذا الارتفاع في أسعار المحروقات سيلجأ كثير من المواطنين إلى استخدام الحطب كبديل رخيص للتدفئة ،مما ينذر بالقضاء على البقية الباقية من غابات الأردن ،تلك الرئة التي يتنفس منها الأردن .
إن هذه التداعيات و أكثر منها تستدعي وقفه حكيمه من صاحب القرار للرجوع عن قرار رفع أسعار المحروقات, لاستدراك ما بقي من قطاع تناهشته قرارات و سياسات حكومية متعاقبه.
في نهاية هذا العام نحذر من العودة إلى المربع الأول فينطبق علينا قوله تعالى " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " . مؤكدين على أهمية دعم كافة الجهود الهادفة إلى تطوير الإنتاج الزراعي الأردني وتوفير فرص المنافسة لمنتجاته .