الخصاونة هذا هو الخط الأحمر أردنياً وعربياً .. تفاصيل

قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الأحد، المدنيين الفلسطينيين ليسوا أقل إنسانية من غيرهم، ويتعيَّن حمايتهم وأن توقف إسرائيل سلوكها الرامي إلى منع إدخال المساعدات الإنسانيَّة إلى غزَّة، وضغطها على أكثر من مليون غزِّي بالاتِّجاه من شمال غزَّة إلى جنوبها
وذكر أن الحرب على قطاع غزة تشتدُّ وتستعر ما بشكل يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الإنساني الدَّولي، والقانون الدَّولي ومنظومة قوانين الحرب برمَّتها، مشيراً إلى أن أي تهجير قسري للسكان يشكل خرقا لخط احمر أردني وعربي.
وشدَّد رئيس الوزراء على أنَّ الصَّمت ليس خياراً مقبولاً على ما يتعرَّض له أهلنا في غزَّة من حرب وتدمير ممنهج؛ لأنَّ هذا يشكِّل صمتاً على عدوان يجرِّد أهل غزَّة من حقِّهم الإنساني والقانوني في الحماية، وصمتاً على خروقات إسرائيليَّة فاضحة للقانون الدَّولي.
وأكد الخصاونة أنَّ هذه ثوابت أساسية في الموقف الأردني، وكان منطلقها على الدوام وعبر سنوات مضت الإدراك الكامل والوعي للأردن بقيادته الهاشميَّة، بأنَّ غياب الأفق السِّياسي الرَّامي إلى إنهاء الصِّراع في سياق حل الدَّولتين الذي تقوم بمقتضاه الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة وذات السِّيادة الكاملة والنَّاجزة على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيَّة، وفي إطار يلبِّي كلّ الحقوق المشروعة للشَّعب الفلسطيني والمصالح العُليا والحيويَّة للدَّولة الأردنيَّة هو الحلّ الوحيد الذي من شأنه أن يضمن سلاماً واستقراراً في المنطقة.
وأشار الخصاونة إلى الزِّيارة التي يُجريها جلالة الملك حاليَّاً إلى أربع عواصم أوروبيَّة، هي: لندن، وروما، وبرلين، وباريس، بالإضافة إلى الاتِّصالات التي يجريها جلالته مع مختلف زعماء الدُّول الشَّقيقة والصَّديقة خلال الأيَّام الماضية، والتي تأتي جميعها في إطار بلورة هذا الجهد الدَّولي الذي يستهدف وقف هذا العدوان، و"ضمان تطبيق القانون الدَّولي الإنساني بحيدة، وحماية القيم الإنسانيَّة المشتركة، وحماية المدنيين الأبرياء الذين يواجهون جحيم الحرب ولا يجدون ملجأ أو طعاماً أو غداءً أو مستشفيات لأطفالهم وجرحاهم".
وأكد الخصاونة أنَّه يتعين على المجتمع الدولي أن يتعامل مع الحرب على قطاع غزَّة وفق معايير محدَّدة، يدين من خلالها قتل المدنيين "الواسع النِّطاق" لأهلنا الفلسطينيين مثلما هبَّ وقام بإدانة قتل المدنيين الإسرائيليين؛ لأنَّ الضَّحايا المدنيين في المحصِّلة النهائيَّة هم ضحاياً أيَّاً كانت هويَّتهم أو جنسيَّتهم أو عرقهم أو دينهم.
ولفت الخصاونة إلى أنَّ هذا التَّحذير والتَّنبيه والإدراك المتواصل، الذي واكبه سعي جاد من الملك، يثبت مرَّة أخرى أنَّ إهماله يؤدِّي بنا إلى ما نراه من تصعيد وعدوان واعتداءات تعيد إنتاج دائرة ودوَّامة العنف دون الوصول إلى نهاية تضمن الاستقرار والأمن والسَّلام للإقليم ولكلِّ شعوبه ودوله.
وشدَّد الخصاونة على أنَّ الأردن يرفض بشكل قاطع أيَّ إجراءات أو خطوات تقود إلى أيِّ نمط من أنماط التَّهجير القسري لأهلنا الفلسطينيين في غزَّة أو في الضفَّة الغربيَّة أو في أيٍّ من المدن والقُرى الفلسطينيَّة.
وأكد أنَّ التهجير خطَّ أحمر، وسيدفع المنطقة برمَّتها صراع أعمق وأوسع، وهو أمر مرفوض ويشكِّلُ خرقاً فاضحاً لاتفاقيَّة جنيف الرَّابعة ولمنظومة القوانين التي تحكم إدارة العمليَّات الحربيَّة والواجبات الملقاة على عاتق قوَّة الاحتلال في هذا الصَّدد.
وأشار الخصاونة إلى جهود الأردن في تقديم المساعدات الإنسانيَّة للأهل في قطاع غزَّة، مؤكِّداً أنَّ الملك بادر على الفور بالإيعاز لإرسال هذه المساعدات، واستجابةً لذلك كانت أوَّل طائرة مساعدات تصل إلى مطار العريش المصري هي طائرة مساعدات أردنيَّة تتبع لسلاح الجوّ الملكي، وأُرسلت بالتَّنسيق مع الجانب المصري، وهي ما زالت في عهدة الهلال الأحمر، بانتظار أن تتكلَّل الجهود التي نحن جزء منها، والتي يسعى جلالة الملك إلى بلورتها، من أجل إدخال هذه المساعدات الإنسانيَّة المتواصلة إلى أهلنا في قطاع غزَّة.
ولفت الخصاونة إلى أنَّ الهيئة الخيريَّة الهاشميَّة تقود جهود تقديم المساعدات الإنسانيَّة من الأردن إلى أهلنا في غزَّة، مشدِّداً على أنَّ أيَّ تبرُّعات نقديَّة أو عينيَّة من المواطنين أو الهيئات أو المؤسَّسات من الأفضل أن توجَّه إلى الهيئة للقيام بجهد منظَّم لإيصالها إلى الأهل في قطاع غزَّة.
كما أعلن رئيس الوزراء ان مجلس الوزراء وافق الأحد على تنسيب وزير الصحة بتخصيص معدات طبية وادوية للأهل في قطاع غزة وفلسطين بقيمة نصف مليون دينار أردني، مؤكدا أن الاردن مستمر بتأطير هذا الدعم الانساني.
وأكد الخصاونة ان المستشفى الميداني الاردني في غزة سيستمر بالتواجد في مكانه بغزة رغم ان المستشفى لم يستطع ان يقدم خدماته للمرضى خلال الايام الاخيرة للمرضى بفعل الظروف المحيطة به ونتيجة عدم تمكن الكثير من المرضى من الوصول اليه.
وقال ان المستشفى الميداني العسكري موجود في غزة منذ نحو 20 عاما وكوادره متواجدة في المستشفى وحالما تسمح الظروف بان يقدم خدماته بعد ان تصله الكثير من الاحتياجات الطبية التي يتعذر وصولها حاليا فانه سيقدم خدماته التي قدمها ويقدمها على مدى عشرين عاما.
واكد رئيس الوزراء ان المستشفى الميداني الاردني سيبقى قائما وشاهدا على الالتزام الاردني الدائم بتقديم كل المعونة والاغاثة للأهل في قطاع غزة مطالبا جميع الاطراف الفاعلة بالالتزام بأحكام القانون الدولي التي تحكم عمل المنشآت الطبية والمنشآت الصحية والمستشفيات في مثل هذه الظروف ونتوقع من جميع الاطراف الفاعلة بان تحترم سلامة ونبل المهمة الانسانية التي يتصدى لها هذا المستشفى وكوادره العاملة في قطاع غزة منذ ما يقرب من 20 عاما.
ولفت الخصاونة الى ان هذه مرتكزات اساسية يسعى الملك اليوم الى تحقيقها ووقف هذه الدوامة من الاعتداءات والقتل والعقاب الجماعي الذي يتعرض له ابناء قطاع غزة.
واعاد الخصاونة التأكيد على ما ركز ونبه اليه الملك ومنذ سنوات على انه في غياب الافق السياسي الذي يتوج بتجسيد حل الدولتين فان المنطقة ستنتقل من تصعيد الى تصعيد وتوسع في التصعيد ولن تنعم المنطقة وشعوبها باي قدر من الاستقرار المستدام الذي يفضي الى انتاج تعاون اقليمي وتحسن اقتصادي ومعيشة مستدامة في المنطقة.
خط أحمر
وشدد رئيس الوزراء على ان اي تهجير قسرية للسكان تشكل خرقا لخط احمر اردني وعربي " وهذا امر غير مقبول فضلا عن انه يشكل في اعراف قوانين الحرب جريمة حرب " لافتا الى ان المسعى يركز على ان يتوقف هذا العدوان والاعمال العسكرية الدائرة به وحوله لنتمكن من فرض ممرات انسانية اغاثية واعادة انتاج الافق السياسي الذي بغيابه سنبقى ندور في حلقة مفرغة قوامها الانتقال من دوامة عنف ثم تهدئة ثم عنف من جديد.