زوجة رئيس الوزراء الكندي سيدة (عادية)
عُرف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بتواضعه، فهو الذي فضّل النزول إلى مترو الأنفاق لإلقاء التحية على المارة، بعد إعلان فوزه بالانتخابات،عقب ليلة طويلة لم يذق فيها طعم النوم، وعُرف أيضا بكرمه وأعماله التطوعية، وكرهه للحرب وإيمانه بالتغيير وبالاستثمار في الطفولة،لكن المسلمين أحبوا هذا الشاب الأربعيني أيضا لترحابه باللاجئين السوريين وبتسامحه وببغضه للعنصرية والتمييز العرقي والديني ،فهو الذي زارهم في مساجدهم وتقاسم معهم افطار رمضان.
من المؤكد ان الكثيرين يعرفون ان جاستن ترودو سليل عائلة سياسية،فوالده بيير اليوت ترودو،كان رئيسا ايضا للحكومة الكندية،لكن قلة يعرفون من تقف وراء هذا الرجل الذي أسر بوسامته الكنديات.
إنها السيدة الأولى في كندا،لكنها لا تزال غير معروفة في اوروبا وفي العالم العربي.لم تكن صوفي غريغوار ترودو (41 عاما ) عارضة أزياء ولا ممثلة، ولكنها تخلت عن عملها في التلفزيون من أجل تربية أطفالها، وتعليم اليوغا وإلقاء محاضرات حول الشره المرضي.
ترعرعت صوفي غريغوار في مونت روايال في مونتريال في مقاطعة كبيك وفق ما ذكرت صحيفة لابراس الكندية، وولدت لأب يعمل سمسارا في البورصة وأم ممرضة .عاشت طفولة هادئة ودرست في مدارس خاصة،تعرفت فيها على ميشال ابن رئيس الوزراء الكندي السابق بيير اليوت ترودو والأخ الاصغر لجاستن، وأصبحت بمرور الوقت مقربة منه،لكنهما لم يلتقيا الا نادرا فيما بعد.
درست صوفي التجارة في ماك جيل والاتصال في جامعة مونتريال، ثم عملت في العلاقات العامة والاعلان، قبل ان تدرس الصحافة وتتحول الى صحافية بالتلفزيون مختصة بتغطية الاخبار الفنية في كيبك.
اللقاء الأول
التقت صوفي زوجها لأول مرة في عام 2003 خلال حفل الجائزة الكبرى في مونتريال،وعن ذلك اللقاء قالت السيدة الكندية الأولى لصحيفة لابراس «لقد تحدثنا في ذلك اليوم وغازلني،ولكن في اليوم التالي أرسلت له رسالة إلكترونية عبرت له فيها عن سعادتي بلقائنا،لكنه لم يرد أبدا علي» وأضافت «لقد غضبت جدا ووضعت خطا أسود عريضا على اسمه». لكن جاستن وصوفي التقيا مجددا في الشارع واتفقا على أن يجلسا إلى بعض لأول مرة في مطعم أفغاني، وهكذا تعرفا الى بعضهما جيدا وتوالت الأحداث وتسارعت بينهما إلى أن ارتبطا رسميا في عام 2005.
بعد مرور عشر سنوات على الزواج،أصبح جاستن ترودو رئيسا للوزراء وقد استفادت زوجته كثيرا من شهرته ومن وضعها كسيدة اولى في سلسلة من المعارك التي كانت تقودها.
معاناة مع الشره المرضي
عانت صوفي غريغوار خلال فترة المراهقة من داء البوليميا أو الشره المرضي، واليوم هي تتحدث عنه بكل تفتح وصراحة،كما تتطرق الى الاضطرابات الغذائية التي أثرت كثيرا في حياتها اثناء تسعينات القرن الماضي،خلال المحاضرات التي تلقيها هنا وهناك من اجل توعية المراهقات الشابات بهذا الداء،وقالت صوفي التي كانت تشغل في وقت سابق منصب المتحدثة باسم هيئة مساعدة ضحايا الشره المرضي وفقدان الشهية للموقع الالكتروني لصحيفة جورنال دو مونتريال «خلال الفترة التي عانيت فيها من الشره المرضي،كنت أقول في قرارة نفسي عدة مرات لم أفعل هذا».لقد كنت أكلم نفسي وغالبا ما كنت اقول «توقفي صوفي،إنها آخر مرة،لكني لم أكن قادرة على التوقف أبدا».
مناصرة لقضايا المرأة
تعتبر صوفي غريغوار ترودو مناضلة معروفة وصوتا نسائيا ذائع الصيت في كندا،فهي المتحدثة باسم العديد من الجمعيات الكندية وابرزهم اللجنة الوطنية الكندية للنساء، وخلال اليوم العالمي للاناث الذي يصادف 11 اكتوبر من كل عام،وجهت صوفي غريغوار رسالة باعتبارها سفيرة للمخطط الدولي الكندي حول مواقع التواصل الاجتماعي،اكدت فيه على ضرورة اتخاذ قرارات لمصلحة الفتيات.
صوفي ترودو حاضرة بقوة على كل الجبهات ولم تتردد في اتخاذ العديد من المواقف آخرها وصفها لتصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب بالعنصرية.
سيدة عادية
زوجة رئيس الوزراء الكندي، امرأة «عادية» تتحمل نقاط ضعفها وعيوبها وسبق ان صوّرت اعلانا اعتبر مزعجا عن الروائح التي تنبعث من النساء خلال فترة الطمث، كما لم تتردد في تأدية اغنية من أغانيها التي كتبتها طفلتها،كما تعطي دروسا في اليوغا في الموازاة مع تعليم اطفالها غزافييه جيمس (8 سنوات)وإيلا غراس (7 سنوات)وأدريان (سنتين). تتمتع السيدة الأولى في كندا بحرارة انسانية ودفء يمنح رئيس الوزراء الطاقة والقوة لتنفيذ أي مشروع. ويعد جاستن ترودو وصوفي غريغوار اكثر غرابة من كيت وويليم،حيث لا يتورعان عن تبادل القبل امام الملأ في الشارع،كما لم يجدا حرجا في الانفجار ضحكا خلال عشاء سنوي اقامه رئيس الوزراء لممثلي الصحافة الكندية.
ولتعزيز علاقتها بالكنديين،فتحت صوفي غريغوار ترودو في الـ11 اكتوبر الجاري صفحة على فيسبوك، وأنشأت حسابا على انستغرام في سابقة بالنسبة لهذه المرأة التي تقول انها قاومت منذ عشر سنوات أي رغبة في اقتحام عالم وسائل التواصل الإجتماعي، واما أول منشور لها فشرحت فيه رؤيتها لصفحتها التي تعلوها صورتهاحين كانت طفلة بجانب والدتها.
ويمكن الوصول بسهولة للسيدة الأولى الكندية التي حرصت على تذكير معجبيها على صفحتها في فيسبوك بضرورة مناداتها باسمها «صوفي «بدل استخدام لقب «السيدة» وهي التي اختارت اليوم العالمي للاناث من اجل اقتحام عالم التواصل الاجتماعي لتقول للجميع انها «امرأة عادية».