بروفيسور أردني: درجات الحرارة قد تصل إلى 50 درجة في آب

اكد أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية الدكتور أحمد ملاعبة أن المناخ الجوي الأرضي الصيف الحالي شهد فترة إرتفاع في درجات الحرارة بشكل غير مسبوقة، ولقد صرحت بعض المواقع المناخية العالمية أن هذه الموجات الحرارية لم تسجل منذ تاريخ البشرية، الأمر الذي أدى إلى تحذيرات رسمية من أن البشرية أصبحت ليس ضمن مفهوم التكيف المناخي بل تحت تهديد الحياة أو ما أطلق عليه "التهديد الوجودي".

وقال في لقاء متلفز أنه جيولوجيا وبيئيا هناك مصطلحات علمية ظهرت مثل بداية فترة الانقراض السادس في تاريخ الأرض ولكن هذه المرة ليس بسبب الدورات المناخية كما حصل في الانقراضات الخمس السابقة ولكن بسبب التأثير البشري في التغيرات المناخية وزيادة غازات الاحتباس الحراري ولربما لتأكيد الحدث أطلقوا عصر جيولوجي جديد أطلق عليه العصر الجيولوجي البشري "الانثروبوسين".

وبين ان هذا الارتفاع في درجات الحرارة دفع بالأمين العام للأمم المتحدة غوتيرريتش إلى إعلان بداية عصر الغليان العالمي, وهو ما يعرف لغويا بالقيظ (الحم الشديد) وليس الحر الساخن لتأكيد تسجيل أعلى درجات حرارة عالمية منذ بداية التاريخ البشري.

وتحدث عن طبيعية الوضع في أوروبا والتي كانت توصف ببلاد الضباب حيث ووفق أصدقائه ممن يعيش في أوروبا بدأوا بتركيب مكيفات الصيف، ليتعجب الملاعبة " هل بلاد الضباب أصبحت بلاد احتراق وشمس؟!" فدرجات الحرارة تجاوزت الـ٣٥ درجة مؤية. ومحليا وعريبا يقول الملاعبة ان درجات الحرارة قد تصل الى 50 درجة في شهر اب.

واكد أن من الأدلة العلمية على الغليان العالمي هي زيادة تراكيز الغازات الدفيئة بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري، التي تسبب تراكم الحرارة بالقرب من سطح الأرض إذ أنه منذ الثورة الصناعية، تراكم حوالي ١,٦ تريليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما تسبب في ارتفاع درجة حرارة العالم بنحو ١,٢ درجة مئوية منذ عام ١٨٥٠م، وتضاعف تركيز غاز الميثان بنسبة ١٠٠٪ ، إضافة إلى التراكيز المرعبة للغازات الدفيئة الأخرى مثل أكسيد النيتروز وبخار الماء والأوزون والكلوروفلوروكربون.

وبحسب الملاعبة لعل حرائق الغابات تتصدر مشهد التغيرات المناخية خلال هذا الصيف حيث شهدت دول حوض البحر الأبيض المتوسط منذ أسبوعين موجة من الحرائق في الجزائر واليونان وتونس وسويسرا دمرت آلاف الهكتارات من الغابات وذهب ضحيتها العشرات من المواطنين ورجال الإطفاء وأيضا تحطمت طائرتي إطفاء في اليونان, وتعزى هذه الحرائق إلى ارتفاعات قياسية في درجة الحرارة بشكل غير مسبوق في العالم.

وقال أنه ربما لابد من التركيز على مؤشر النجاة للأنظمة البيئية ويتوجب علينا أن نتساءل عن النتائج السلبية التي ستجنيها البشرية بسبب الغلو في أرباح الصناعات والتكنولوجيا بحيث تدفع مقابل الأرباح خسائر في الأرواح والمقدرات الصناعية.

وأضاف أن هناك من يحاول أن يفسر الوضع بالاعتيادي ويستخدم ظواهر مناخية مثل ظاهرة النينو الاسنوائية في المحيط الهادئ على أنها سببا في هذا الاحترار. وهنا وجب توضيح ظاهرة النينو أو التذبذب الجنوبي أنعا معروفة منذ مئات ان لم يكن آلاف السنين ورغم حدوثها قديما إلا أنها لم تصحب بدرجات حرارة مثل التي تشهدها اليوم.

وزاد:إن ثمة نقطة لابد من توضيحها أن البعض فسر ارتفاع درجات الحرارة الأرضية نتيجة للوضع الفلكي لموقع الأرض في منازل الصيف الحارة حيث قسموا "مربعانية القيظ" إلى ٤ فترات ساخنة مدة كل فترة منها يمتد فترة ١٣ والتي تنتهي بظهر نجوم رأس كوكبة الجوزاء أو ما يعرف الجوزاء الاولى (الهقعة ٣/ ٧) ثم بعدها تاتي "جمرة الصيف" والتي تسمى الجوزاء الثانية (الهنعة) فترة الذارع او (المرزم) يتبعها الكيبين واخر منزلتين هما من منازل الشعرى اليمانية والشامية من كوكبة الجبار والتي تقرب فيها الارض من الشمس ولكن ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها في مثل هذه الفترات من السنة يؤكد أن السبب الرئيسي هو بشري وبفعل التغيرات المناخية.