وزير كويتي أسبق : " لولا الهاشميين لكان هناك 40 حكما في الأردن"

قال وزير الأعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، إنه لولا تدخل الجيش الأردني في احداث أيلول عام 1970، لقام الاحتلال الإسرائيلي باستغلال الأوضاع المنفلتة واحتلال الأردن.

وأضاف النصف، خلال استضافته على برنامج ديوان الملا الذي يقدمه محمد الملا ويعرض على منصة يوتيوب، أن رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات غادر الأراضي الأردنية في تلك الأحداث بزي كويتي (دشداشة).

وأكد، أن "نجم ياسر عرفات لمع في معركة الكرامة، وهو دائمًا ما يدعي به صالح الثورة الفلسطينية، والحقيقة العكس".

وبين، "تمخضت أحداث 1968 عن عدة أمور؛ الجيش الأردني شعر بخطورة العمل الفدائي، أي شخص يذهب إلى الأراضي المحتلة ويلحقه الجيش الإسرائيلي، حيث وصلت الخشية إلى إمكانية دخول الفدائيين المملكة وتحويل شرق الأردن إلى دولة فلسطينية".

وأكمل: بناءً على معركة الكرامة، منع الجيش الأردني المنظمات الفلسطينية كافة من العمل على الخط الحدودي (650 كيلو متر)، الأمر الذي أدى إلى ارتداد المنظمات الفلسطينية إلى المدن الأردنية.

وزاد، "ارتداد المنظمات الفلسطينية للمدن الأردنية كان له بالغ القلق على القضية الفلسطينية؛ إذ بدأت التجاوزات وارتفعت إلى أن أصبحت محاولات انقلاب ومحاولات اغتيال للملك الراحل الحسين أكثر من مرة".

وبين، أن البعض في المنظمات الفلسطينية بدأ التفكير بإجراء عمليات خارجية، حيث أن وديع حداد قام بخطف طائرة في عام 1968 التي ذهبت إلى الجزائر، لتستفحل الأمور بعد ذلك بالنسبة للمنظمات.

وشدد على أن رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات تربطه علاقات وثيقة مع بعض القيادات؛ مثل جورج حبش ووديع حداد اللذان قاما بعمليات خارجية.

وأوضح، أن المنظمات الفلسطينية آنذاك اتجهت للعمليات الخارجية من أجل التمويل المالي، "لكن الفيتناميين لم يخطفوا طائرة ولا الجزائريين ولا الجنوب الأفارقة".

ولفت إلى أن بعض المنظمات الفلسطينية بعد ارتدادها للمدن الأردنية بدأت لها تواصل مع منظومات إرهابية متطرفة في ألمانيا وإيطاليا والجيش الأحمر في اليابان، "وهذه القضية مثل خطف الطائرات لا تكسب مؤيد ولا مناصر".

وأشار إلى أن منظمات فلسطينية قامت بخطف طائرات كويتية (1977، 1978، 1980)، "واحد من الخاطفين هو فصيل فلسطيني منشق عن آخر فلسطيني ويأتوا للكويت أيضًا".

وبين، أن السلطات الأردنية حاولت آنذاك التوصل إلى تفاهمات مع المنظمات الفلسطينية، حيث حاولت عمّان الاتفاق معهم لوضع لوحات على المركبات "دولة داخل دولة".

وأوضح، "تخيل شباب أعمارهم (16-17) عامًا يضعوا كلاشنكوف، ويطلب من الضابط والنقيب الأردني أن يعطيه هويته لكنه هو الآخر لا يحمل هوية شخصية".

وزاد، "الأردن حاول أن يصل لتفاهمات مع المنظمات بأن تخرج من المدن، لكن لا يستمع إلى الرأي الأردني"

وأشار إلى أن منتسب للمنظمات الفلسطينية قام بخطف طائرة تقل 460 راكبًا، بدون تنسيق مع الجبهة الشعبية ودون موافقة الأردن، "كما يؤخذوا الرهائن إلى فندق بعمان ويقوموا بحراسته لاستبدالهم بأسرى فلسطينيين".

وقال، "لم يعد مجالًا للسلطة في الأردن الا القيام ما قامت به، لذا كانت بالنسبة للأردنيين حرب تحرير وإعادة الهيبة للدولة، حيث كانت هناك مخاوف من استغلال إسرائيل للوضع القائم آنذاك واجتياح الأراضي الأردنية ولن يلومهم أحد في العالم".

وأضاف، "الجيش الأردني بدأ أخذ الموضوع كشرف مهنة بعد تفتيشه وتطلب هويته"، منوهًا إلى أن رئيس الوزراء الأردني الأسبق محمد داود بعد تسلمه قيادة الحكومة، بدأ عملية إعادة هيبة الدولة.

ويروي عن صديقه قوله بانه "حينما بدأ الملك الراحل الحسين بالاتصال مع رئيس الأركان لإيقاف الحرب، ليطلب منه الأخير تجاهل الأمر لإكمال المهمة لأنه إذا توقفنا ضعنا"، مؤكدًا أن القيادات العربية فشلت بإيقاف الحرب لأن الجيش الأردني لم يستمع لأحد؛ إذ يرغب بإنهاء المهمة.

وقال، "اكشف سرًا.. أن الجيش الأردني في ذلك الوقت، لم يستمع لأي جهة"، منتقدًا طلب الرؤساء في الدول العربية بإيقاف الحرب في الأردن، حيث لا يقبل أي رئيس دولة عربية وجود دولة داخل دولة.

وأضاف، أن الإعلام المناصر للمنظمات الفلسطينية أطلق على تلك الأحداث أيلول الأسود لكنه لا يتحدث عن السبب وماذا ان استمر الأحداث؟، ليجيب عن نفسه إن إسرائيل كانت ستقوم باحتلال الأردن إذا تبقى عمل المنظمات الفلسطينية داخل الأردن.

ويوضح، "لا قدر الله.. لو سقط النظام في الأردن آنذاك، كان هناك 50 منظومة ستتقاتل من أجل الوصول إلى الحكم ".

وقال الوزير الكويتي الأسبق إن تلك المنظمات بدأت بوصف الملك الحسين الراحل بأنه يتعامل مع الإسرائيليين آنذاك، دون وجود أية دلائل أو قرائن.

وأكد أن الجيش السوري والجيش العراقي تعهدا آنذاك بمناصرة المنظمات الفلسطينية لكن جيش الاحتلال لم يتدخل.

ولفت إلى أن الجيش السوري لم يتدخل بتلك الأحداث؛ خوفًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي، "لا تستبعد أن الدول في العالم، ضغطت على كل من حاول إيقاف تحركات الجيش الأردني وارجاع الأمن والأمان إلى الأردن، وخاصة أن المنظمات الفلسطينية قامت بخطف طائرات وعمليات خارجية.

وكما انتقد عدم معارضة موقف القادة العرب في تلك الحقبة الزمنية بظاهرة لم نشهد مثلها في الجزائر أو فيتنام، "لم يطلب بإزاحة ياسر عرفات وكل القيادات التي لعبت بالدم الأردني والفلسطيني ومحاكمتهم!".

وبين، أن الوفود العربية زارت عمّان عدة مرات من أجل أنهاء الحرب ولم تفلح آنذاك، ليطلب الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر من احد القادة العسكريين في مصر بإنقاذ ياسر عرفات غير أن الأردن ينظر إلى عرفات على أنه عدو.

وأوضح أن الوفد العربي الذي زار الأردن، تواصلوا مع ياسر عرفات، ليلجأ إلى السفارة المصرية في عمّان، وارتدى رداء كويتي (دشداشة)؛ ليخرج من البلاد.

ولفت إلى أن الملك الحسين لن نلومه على المصالحة مع ياسر عرفات، بسبب تعاطف أغلب الدول العربية مع المنظمات الفلسطينية.