تحديد (موقع مرجعي لانطلاق حقبة جديدة على الأرض)

أعلنت مجموعة علماء، الثلاثاء، أنها اختارت بحيرة كراوفورد الواقعة قرب تورونتو في كندا لتكون المرجع العالمي لبداية حقبة الأنثروبوسين، العصر الجيولوجي الجديد الذي بدأ عنده التأثير البشري الهائل على الكوكب.

ورأت مجموعة العمل المعنية بالأنثروبوسين (حقبة التأثير البشري)، أن الترسبات في قاع البحيرة الصغيرة البالغة مساحتها حوالى كيلومتر مربع واحد، أبرز مثال على آثار النشاط البشري على الكوكب.

وأوضحت المجموعة أن هذه الترسبات تترواح من اللدائن الدقيقة (مايكروبلاستيك) إلى الملوثات الكيميائية الأبدية، مرورا بالأنواع الغازية والغازات الدفيئة، والرماد الناتج عن احتراق النفط والفحم الحجري، وبقايا الانفجارات النووية.

ومنذ 2009، تنكب هذه المجموعة من علماء الجيولوجيا على جمع أدلة عن انتقال البشرية إلى عصر جيولوجي جديد ناجم عن التأثير البشري.

 

تاريخ الأرض

يقسم تاريخ الأرض الممتد على مدار 4.6 مليارات سنة، بشكل منهجي إلى عصور وفترات وعهود وحقب جيولوجية.

هذا التقسيم يتعلمه الطلاب، وتطوره اللجنة الدولية لطبقات الأرض.

تعيش البشرية حاليا في فترة الحياة الحديثة، العصر الرباعي، الحقبة الهولوسينية (الحقبة الحديثة).

هذه اللجنة هي التي كلفت مجموعة العمل المعنية بالأنثروبوسين (حقبة التأثير البشري) بمهمة الإجابة، بحكم الواقع، على 3 أسئلة رئيسية.

بحسب هذه التساؤلات، إذا عمدت مجموعة كائنات فضائية خلال الأعوام المليون المقبلة إلى تفتيش طبقات الصخور والرواسب الموجودة على الأرض، فهل ستكتشف أثرا بشريا مهما بما يكفي لاستنتاج أن حدودا جيولوجية جديدة قد جرى اجتيازها بوضوح؟

إذا كان الأمر كذلك، فمتى نجد أوضح دليل على ذلك؟ وأين؟

بالنسبة للسؤال الأول، فإن إجابة مجموعة العمل لا لبس فيها، إذ يؤكدون أن البشر أخرجوا فعلا الكوكب من حقبة الهولوسين التي بدأت قبل 11700 عام بعد دورات جليدية عدة، ونقلوه إلى "عالم جديد".

يبقى تحديد المكان الرمزي حيث يكون هذا التحول أكثر وضوحا.

قد يكون ذلك في بحيرة، أو في شعاب مرجانية، أو كتلة جليدية، وقد وضعت 9 مواقع في الصين وكندا واليابان وأماكن أخرى في القائمة المختصرة للأماكن المحتملة في هذا الإطار.

بالنسبة لفريق العمل، فإن نقطة التحول هي منتصف القرن العشرين، عندما شهدت جميع مؤشرات وجود التأثير البشري في الرواسب ارتفاعا هائلا أطلق عليه العلماء اسم "التسارع العظيم".

أما السؤال الثالث الذي ظل من دون جواب وهو تحديد المكان الرمزي، حيث يكون هذا التحول أكثر وضوحا، فقدمته مجموعة العلماء الثلاثاء عندما اعتبرت بحيرة كراوفورد أفضل مثال على عصر تأثير الإنسان على الكوكب.