نقباء لطلبة "التوجيهي": احذروا الوقوع في فخ البطالة
دعا نقباء مهنيون طلبة الثانوية العامة الذين بدأوا امتحاناتهم النهائية الأسبوع الماضي، إلى التفكير مرارا وتكرارا قبل اختيار تخصص دراساتهم الجامعية.
وأكدوا ، أهمية الابتعاد عن التخصصات المشبعة والتي يعيش منتسبوها بطالة مدقعة، خصوصا وأن السوق المحلي بات يعاني من إشباع كبير في عدد من التخصصات صحية وغيرها.
ووجه نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي حديثه لطلاب التوجيهي قائلا "لتحقيق النجاح عليكم التفكير بأهدافكم، اهتماماتكم وميولكم الشخصية عند اختيار التخصص الجامعي فلا يوجد تخصص أفضل من الآخر".
وأضاف أنه من ناحية سوق العمل فبعض التخصصات أكثر طلبا من أخرى ذات نسب ركود أعلى.
ولفت إلى أن نقابة المهندسين تسعى دوما إلى الإيضاح والتوجيه الإيجابي فيما يتعلق بالتخصصات الهندسية والذي يتوافق مع مؤشرات سوق العمل ومؤشرات الكفايات والتخصصات المطلوبة.
وبين الزعبي أنه مما لا شك فيه أن سوق العمل لا يعتمد على الحصول على تعليم جيد فقط، فهو يعمل بآلية العرض والطلب ويواجه تحديات مستمرة ترتبط بأعداد الباحثين عن الوظائف واشتراطات لمهارات وكفايات متنوعة ومتغيرة مع متطلبات سوق العمل.
وأكد أن مهنة الهندسة وبشكل خاص تمر في جميع تخصصاتها وباستمرار بتغييرات كبيرة وأحيانا متسارعة في المعرفة والمعدات والأدوات والمهارات المطلوبة.
وأوضح الزعبي أن سوق العمل مفتوح للجميع لكن من الضروري أن يمتلك الجميع المهارات الأساسية في وظائف المستقبل والتي تعتمد على 4 مهارات أساسية هي المهارات الرقمية والمهارات الحياتية والتواصل البصري ومهارات التواصل الإجتماعي.
وطالب بأن يتم خلال الفترة الدراسية الجامعية تعزيز الحصول على الشهادات المهنية ذات الاعتماديات الدولية التي ترفد وتعزز تخصص الطالب.
وقال الزعبي "هنالك بعض التخصصات والتي يمكن النظر إليها كتخصصات مطلوبة في أنحاء العالم خصوصا دول الإقليم مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة البديلة والمتجددة، البرمجيات، الميكاترونكس، الروبوتات والأتمتة، البترول، الطاقة النووية، وعلم البيانات".
وجدد نقيب المهندسين التأكيد على أن التخصصات الهندسية وبشكل عام إن اجتمعت مع المهارات الأساسية تعتبر تخصصات مطلوبة في جميع أسواق العمل بالأردن وخارجه.
إلى ذلك، دعا نقيب أطباء الأسنان الدكتور عازم القدومي الطلبة الذين يتقدمون حاليا لامتحان التوجيهي، للتأني في اختيار التخصص الجامعي خصوصا وأن الدراسة يجب أن يكون هدفها إيجاد فرص عمل قبل الحصول على مسمى "دكتور".
ولفت القدومي إلى أن هدف دراسة أي تخصص جامعي هو القدرة على تأمين عمل يؤمن حياة كريمة.
وأكد أن تخصص طب الأسنان تخصص سوقه مشبع جدا وقد تكون نسبة البطالة فيه من أعلى المستويات بين النقابات الصحية الأربع.
وقال "لا أنصح أبناءنا الطلبة بدراسة طب الأسنان لصعوبة إيجاد فرص للاختصاص ولصعوبة تأمين فرصة عمل داخل الأردن فيه".
وشدد القدومي على أن دراسة طب الأسنان سيشكل مضيعة للوقت والجهد في الوقت الحالي خصوصا وأن إمكانية العثور على فرص عمل داخل المملكة ستكون ضئيلة بالإضافة إلى زيادة أعداد الخريجين التي أصبحت نسبتها أعلى بعشرين ضعفا من حاجة السوق المحلي.
بدوره، اعتبر نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي أن أعداد الأطباء في الأردن مرتفع بشكل كبير وتفوق قدرة سوق العمل على استيعابها.
ولفت الزعبي إلى أن النقابة لا تستطيع تأمين فرص عمل لجميع الخريجين والأطباء المسجلين، لافتا إلى أن هنالك نحو 2500 طبيب ينتظرون دورهم في التعيين من خلال ديوان الخدمة المدنية.
وشدد على أن هناك نحو 22 ألف طالب طب على مقاعد الدراسة الجامعية في الأردن سيتخرجون خلال 6 سنوات مقبلة.
وأشار إلى أن هناك ما يقرب من 20 ألف طالب طب يدرسون خارج المملكة مبينا أن خلال نهاية العقد الحالي سيكون لدى الأردن 42 ألف طبيب جديد وهو عدد يزيد عن عدد أعضاء الهيئة العامة منذ 70 عاما.
وأضاف الزعبي أن ذلك لا يعني التوقف عن دراسة الطب، لكن على الجامعات أن تأخذ الحدود الدنيا من الأعداد التي قبلت بها سابقا، خصوصا وأن تخصص الطب يعيش حالة بطالة كبيرة إلى جانب تخصصات أخرى على غرار الهندسة والصيدلة وطب الأسنان.
واعتبر أن التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات من التخصصات المطلوبة في أي سوق الآن، خصوصا في الأردن، مشددا على ضرورة التخلي عن فكرة الحصول على "لقب" مقابل الحصول على فرصة عمل.