ما حـكم زيارة المقابر في العيد؟
من المهم معرفة حكم زيارة القبور في العيد لأنه ضمن عادات معظم المسلمين في عيد الأضحى 2023، وقد يختلط على البعض الربط بين زيارة القبر وبين الحزن والتأسي على مفارقة الميت، فيبطل فرحة العيد بالبكاء وقول ما لا يرضي الله.
حكم زيارة القبور في العيد
تعج فتاوى دار الإفتاء المصرية بالحديث عن حكم زيارة القبور في العيد حيث يكثر الجدل حول هذا الشأن وتتكرر الأسئلة فيه، وأكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في لقاء تلفزيوني له، أن "زيارة القبور يوم العيد، ترجع لقصد الإنسان".
وأوضح أن الإنسان الذي يذهب للقبور لمشاركة موتاه فرحة العيد وبنية الاتعاظ والزيارة فلا مانع قائلًا: "فمن ضمن الفرحة، أني افرح مع الأحياء، أفرح الأموات بزيارتي، لو قصدي البر والإحسان، فلا مانع".
وحذر أمين الفتوى من البكاء والنحيب والكلمات التي تغضب الله: "لكن اللي يروح اعتراض على قدر الله، إنه مفيش عيد بعد موتك يا فلات فهذا لا يجوز".
وأضاف أنه "ورد فى بعض الأحاديث عن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إنه يستحب زيارة القبور يوم الجمعة، وهو يوم عيد، وخصوصا الوالدين، وهذا نوع من البر والإحسان لهما".
بينما أدرج مركز الأزهر العالمي للفتوى، زيارة القبور ضمن محظورات العيد حيث قال " وتُكرَه زيارة القبور في يوم العيد؛ لأنه يوم بهجة وسرور".
حكم زيارة القبور في أول يوم العيد
وحول حكم زيارة القبور في أول يوم العيد، لفت الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى بالبث المباشر لصفحة دار الإفتاء، أن الأولى في أول أيام العيد إظهار الفرحة، مؤكدًا أن زيارة المقابر تخالف ما هو أولى، لكنها ليست محرمة.
واستطرد أمين الفتوى أنه لا يستحب زيارة القبور أول أيام العيد: "والأيام كثيرة من الممكن أن نزور فيها الموتى فى أى يوم، ولكن إذا ذهبوا جزءا من اليوم بأن يدخلوا السرور على المتوفى فلا بأس”.
حكم زيارة القبور في العيد للشعراوي
جاء حكم زيارة القبور في العيد للشعراوي موافقًا لما عليه جمهور العلماء في ظاهره، ولم يرد عنه ما يخص وقت الأعياد لكنه تحدث عن آداب زيارة القبور في كل الأوقات، فقد قال الشعراوي أنه يجب زيارة القبور ليس من أجل شخص محدد بل لزيارة جميع الموتى "أنا مش رايح لقريبي بس أنا رايح للكل".
واستدل الشيخ الشعراوي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم "السلام عليكم أهل بيت مؤمنين" فالصيغة جاءت بالجمع وليست بالمفرد، لذلك فزيارة القبر مستحبة للعظة والتذكرة وليس لزيارة شخص بعينه.
حكم زيارة القبور في العيد للنساء
نتحدث عن حكم زيارة القبور في العيد للنساء عبر سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية حوله، حيث أكد الإفتاء أنه يجوز زيارة المرأة للقبور ولكن بقصد الإحسان للميت والعظة والاعتبار، فمتى "اتُّخذت فيها الآداب الشرعية، كانت مشروعة للرجال والنساء.
فيما شددت الإفتاء على ضرورة البعد عن النياح والبكاء والعويل، فيجب أن تخلو نية زيارة القبور من تجديد الأحزان ومظاهر الجزع، مضيفة أن حكم زيارة القبور في العيد إذا "اتُّخذ فيها ما يُنافي العظة والاعتبار، فإنها تكون مُحرمة".
واستنكرت الدار "التجمعات الساخرة" في المقابر خلال الأعياد والمواسم، وصور اللهو والتسلية ونُظم الضيافة فيها، محذرة من المبيت في المقابر "وانتهازها فرصة لما لا ينبغي".
ومن جانبه، أجاز مركز الأزهر العالمي للفتوى، زيارة المرأة الحائض للقبور في العيد وغيره، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:«كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ».
كما اشترط في رده على فتوى "التزام الآداب الشرعية الواجبة على المرأة أثناء الخروج، وعدم مزاحمة الرجال، أو إحداث أمر منهي عنه كالنواح، أو الاعتراض على قدر الله تعالى".
ماذا يقال عند زيارة القبور؟
لا جدال حول ماذا يقال عند زيارة القبور لأنه نص حديث واضح ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمه لأصحابه إذا خرجوا إلى المقابر، وهو قوله: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله تعالى بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية" رواه مسلم.
وفي حصن المسلم: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، [وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتأْخِرِينَ] أَسْاَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ.
وما رواه ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال: " السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر". رواه الترمذي وحسنه.
دعاء زيارة الميت يوم العيد
يستحب دعاء زيارة الميت يوم العيد بما يتنماه الأحياء لموتاهم من سعادة وفرحة ونعيم وعتق من النار، وخاصة في عيد الأضحى ويوم النحر الذي يعد أحب الأيام مطلقًا عند الله وفيه لا يرد الدعاء، ونترككم مع أدعية للميت في العيد:
اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.
اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.
اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه.
اللهم أنت رب هذه الروح، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر له.
اللهمّ أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهمّ إن كان محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيّئاته، اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.
اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه، اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به.
اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتّى تبعثه آمنًا مطمئنًّا في نورٍ من نورك، اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظُر إليه نظرة رضًا لا تعذّبه أبدًا، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم»
اللهمّ اعف عنه، فإنّك القائل "ويعفو عن كثير"، اللهمّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجُد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك، اللهمّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه.
اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال، اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين».
اللهمّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفدًا، اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين، اللهمّ بشّره بقولك "كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية"، اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض.
اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل "إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب"، اللهمّ إنّه كان لكتابك تاليًا وسامعًا، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه، اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً.
اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنًّا، وعند قيام الأشهاد آمنًا، وبجود رضوانك واثقًا، وإلى أعلى درجاتك سابقًا.
اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلمًا، واغفر له فإنّه كان مؤمنًا، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقًا، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلًا. اللهمّ ارحمنا إذا أتانا اليقين، وعرق منّا الجبين، وكثر الأنين والحنين.