هل يجوز رفع الصوت بالدعاء بمشاعر الحج؟

قال الشيخ جماز الجماز: إن رفع الصوت بالدعاء وخاصة في مشاعر الحج، مخالفٌ للسنة، ومُذهِب للخشوع، وجالب للرياء.

وتفصيلًا، قال الجماز لـ"سبق": "رفعُ الصوت بالذكر مشروع في مواضع، منها رفع الصوت بالتلبية؛ فالحاج إذا لبى رفَع صوته كما ثبت في السنة، وهو جهر يسمعه من بجانبه دون أذية، أما رفع الصوت بالدعاء وخاصة في مشاعر الحج فهو مخالف للسنة، مُذهِب للخشوع، جالب للرياء".

وأضاف: "الله تعالى يقول: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفيةً إنه لا يحب المعتدين} [الأعراف: 55]، فسمى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء اعتداءً، بل المشروع خفض الصوت؛ لحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ أهْلَلْنا وكبّرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده) أخرجه البخاري.

وأردف: قال الطبري رحمه الله: "فيه كراهة رفع الصوت بالدعاء والذكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين".

وتابع: "وأشد منه مخالفة ما تفعله الحشود الجماعية؛ حيث ترفع أصواتها بالدعاء بطريقة فيها غلو، ومؤذية لمن حولهم من الحجاج وتشويش على القريب منهم، وهذا غير مشروع ولا أصل له، والواجب تركه".