علماء يرجحون وجود مئات الملايين من الكواكب الصالحة للحياة
توصلت دراسة جديدة إلى أنه قد يكون هناك مئات الملايين من الكواكب الصالحة للحياة في مجرة درب التبانة حيث تقع المجموعة الشمسية ومن ضمنها الأرض.
وبحسب الدراسة، فإن معظم النجوم في مجرتنا هي أقزام M (تسمى أحيانًا الأقزام الحمراء)، وهي أصغر حجمًا وأكثر احمرارا من الشمس - وقد يكون لدى العديد منها القدرة على استضافة الحياة، وفق موقع live science.
وأظهرت الدراسة وهي تحليل جديد للبيانات المأخوذة من مهمة كبلر لصيد الكواكب أن ثلث الكواكب حول الأقزام الحمراء قد تكون مناسبة للحياة - مما يعني أنه من المحتمل وجود مئات الملايين من الكواكب الصالحة للسكن في مجرة درب التبانة وحدها.
ولمهمة التحليل، أدرج علماء الفلك في جامعة فلوريدا معلومات جديدة من القمر الصناعي "جايا" (Gaia) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي يقيس بدقة مسافات وحركات النجوم، لضبط قياسات مدارات الكواكب الخارجية.
سعى الباحثون إلى تحديد معلمة لكل مدار تُعرف باسم الانحراف، وهو مقياس لمدى امتداد مسار الكوكب حول نجمه.
وقالت شيلا ساجير، طالبة الدراسات العليا في علم الفلك في جامعة فلوريدا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان: "المسافة حقًا هي الجزء الأساسي من المعلومات التي كنا نفتقدها من قبل والتي تسمح لنا بإجراء هذا التحليل الآن".
الكواكب حول الأقزام الحمراء ذات الانحرافات الكبيرة هي مدارات بيضاوية ممدودة للغاية، إذا كانت قريبة بما فيه الكفاية من النجم، ينتهي بها المطاف "مقلية" في عملية تسمى التسخين المدي.
وبحسب الدراسة فإن عملية التسحين هذه تنتج عن مدار الكوكب المتزعزع، مما يؤدي إلى التمدد والضغط من جاذبية النجم، كعملية فرك اليدين تماما، وفي هذه الحالة تؤدي كل هذه الحركة إلى حرارة من الاحتكاك، وإذا كان هناك الكثير منها يفقد الكوكب مياهه وفرص تطور الحياة على سطحه.
لكن، في المقابل، إذا كان كوكب يدور حول قزم أحمر بعيدا، فقد تمنع هذه المسافة التسخين المدي - ولكن عندئذ سيكون الكوكب شديد البرودة، ويفتقر إلى الدفء اللازم للحياة.
وقال العلماء إنه لهذا السبب يجب أن تعيش الكواكب الخارجية حول الأقزام الحمراء بالقرب من نجومها حتى يتسنى لها الحصول على فرصة للسخونة الكافية مدى الحياة، لكنها ستتعرض أيضا لخطر ارتفاع التسخين المدي إذا لم يكن مدارها دائريا بالكامل.
ووجد العلماء من خلال قياساتهم الجديدة والمحسّنة لعدد كبير من الكواكب الخارجية التي اكتشفها تلسكوب كبلر الفضائي، أن ثلثي الكواكب حول الأقزام الحمراء ستتأثر بحرارة النجوم المضيفة، مما يحرق فرصها في العيش.
لكن هذا يترك ثلث الكواكب في ما يسمى منطقة "نطاق الحياة" حيث يمكن أن توجد المياه السائلة نظريا، قابلة للحياة عليها.