أردني يرى الملائكة والإفتاء ترد

كان قد انتشر في وقت سابق، مقطع فيديو ظهر فيه رجل أردني قال خلاله انه رأى ملاكا في السماء خلال شهر رمضان المبارك، ما طرح تساؤلات حول حقيقة هذا الأمر، وإن كان من الممكن ان يرى الإنسان ملاكا في الحقيقة؟

الإفتاء تكشف حقيقة رؤية الإنسان للملائكة

أجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، حقيقة رؤية البشر للملائكة، وقالت ان الملائكة مخلوقات من نور مكرمون ولا يعصون أوامر الله، محتجبون عن أبصار الناس.

وأكدت الإفتاء انه يمكن رؤية الملائكة بكرامة من الله تعالى، في صورتهم الملَكِية أو في اي صورة يتمثلون بها، مستشهدة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خُلِقَتِ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ) رواه مسلم.

وفي دليل آخر، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لاَ أَرَى) متَّفق عليه، وقال الله تعالى عن مريم عليها السلام: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17].

وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، على هيئة دحية الكلبي، وعلى هيئة رجل لا يعرفه، ما يدل على ان البشر لا يستطيعون رؤية الملائكة على صورتهم التي خلقهم الله عليها.

رؤية النبي لجبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى جبريل عليه السلام على صورته مرّتين، لكن لم يثبت أن أحد غيره تمكن من رؤيتهم، وفي هذا الشأن، إذا ادَّعى إنسان صالح رؤية الملائكة على صورتهم الحقيقيَّة، عندها نفوض أمره إلى الله تعالى، ولا حكم شرعي يتعلق بهذا الأمر.

رؤية الملك بصورة البشر

من الممكن رؤية الملاك على غير صورته الحقيقية، حيث وقعت لعديد من الصحابة رضي الله عنهم، وأثبت ذلك بحديث صحيح رواه سيدنا عمر بن الخطاب، إذ سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة والكثير من الأمور، فقال له: (يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟) قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ) متفق عليه.

وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَمَعَهُ رَجُلاَنِ يُقَاتِلاَنِ عَنْهُ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، كَأَشَدِّ القِتَالِ مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ" رواه البخاري.