الأردن الأول عالميا في انتشار التدخين

يدق تصنيف مُنظمة الصحة العالمية، للأردن، بأنه الدولة الأولى عالميًا من ناحية انتشار التدخين، ناقوس خطر لارتفاع التأثيرات السلبية المُصاحبة لتلك الظاهرة على البيئة، فيما يؤكد مُختصون في مجال البيئة والمياه والزراعة أن "أعقاب السجائر التي تحتوي على مواد بلاستيكية مُتناهية الصغر، تتسبب بنفوق 25 % من الماشية، بل وينتهي بها المطاف في غذاء الإنسان”.



وفيما يقول أولئك المُختصون، في تصاريح مُنفصلة، إن "زراعة التبغ تكون على حساب الإنتاج الغذائي، وتتسبب بتدهور التربة، وتُدمر النظم البيئية”، يشددون على ضرورة تفعيل القوانين للحد من استهلاك السجائر، وفرض عقوبات على "المُلوثين بيئيًا”.


ويدعو المختصون إلى "فرض ضرائب عالية على التبغ، وتنفيذ تشريعات بشأن مسؤولية المُنتجين تحملهم مسؤولية إزالة التلوث الذين تسببوا به”.


وتُشير المُنظمة، في تقرير بعنوان "التبع، السّم لكوكبنا”، أصدرته العام الماضي، إلى أن "صناعة التبغ مسؤولة عن إزالة 600 مليون شجرة حول العالم، وانبعاث 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، المُسبب الرئيس لظاهرة التغير المُناخي”.


إلى ذلك، يؤكد مُدير مركز المياه والبيئة في الجامعة الهاشمية، الدكتور ضياء الروسان، أن "إنتاج الدخان عالميًا يصل لنحو خمسة تريليونات سيجارة سنويًا، والتي تضاهي تأثيراتها البيئية أضعافًا مُضاعفة لتداعيات الصحية”، موضحًا أن "الأثر البيئي يبدأ مع مرحلة التصنيع، ثم الاستهلاك، وصولًا للتخلص من النفايات الصادرة عن كل هذه المراحل”.


ويقول إن "زراعة التبغ أدت إلى إزالة ملايين الأشجار حول العالم، والتي رافقتها خسارة كبيرة في التنوع الحيوي، بل وإطلاق ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون”.


هذا الرأي يؤكده تقرير لـ”الصحة العالمية”، بينت نتائجه أن "زراعة التبغ تستخدم 200 ألف هكتار من الأراضي، و22 مليار طن من المياه كل عام”.


ويُضيف الروسان أن "أعقاب السجائر في الأردن تُعتبر من المُسببات الرئيسة وراء انتشار الحرائق سنويًا، والتي تتسبب بخسائر في الثروة الحرجية”.


وكانت مديرية الدفاع المدني، تعاملت خلال الفترة الواقعة ما بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) العام 2021، مع 8506 حرائق أعشاب جافة وغابات، والتي يعود جزء كبير من أسبابها إلى رمي أعقاب السجائر.


ولا يقتصر الأثر البيئي للسجائر على ذلك الأمر، إذ يوضح الروسان أن "أعقاب السجائر مُشبعة بالمواد الكيماوية، والتي تُلقى بصورة عشوائية في المملكة، مؤدية لتسرب مُحتوياتها في التربة والمياه، في ضوء صعوبة تحللها، لكونها تحتوي على مواد بلاستيكية”.