استشهاد عشرة فلسطينين بينهم احمد الجعبري قائد كتائب القسام

جراءة نيوز-عربي دولي:

 اعلنت مصادر طبية فلسطينية صباح اليوم الخميس ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت دراجة نارية شرق خان يونس (جنوب قطاع غزة).
وقال الطبيب اشرف القدرة، الناطق الاعلامي باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ان "ثلاثة فلسطينيين قتلوا في غارة اسرائيلية استهدفت +تكتك+ شرق خان يونس مما يرفع عدد الشهداء الى 11 منذ امس الاربعاء وحوالى مئة جريح".

وكان قد اعلن استشهاد أحمد الجعبري "أبو محمد" نائب قائد كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وباستشهاد ابو محمد يسدل الستار على إنجازات كبيرة حققها رئيس أركان حماس العسكري في سنوات توليه المنصب.
 
ويعتقد على نحو واسع في فلسطين أن الجعبري هو القائد العام الفعلي لكتائب القسام في ظل الأحاديث عن إصابة القائد الأعلى للمجلس العسكري لحماس محمد الضيف بالشلل التام نتيجة قصف إسرائيلي تعرض له قبل سنوات في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وقالت مصادر خاصة إن الجعبري عاد قبل أسبوع فقط من الديار الحجازية بعد أدائه مناسك الحج، علمًا بأن الرجل يتخفى بشكل كبير ولا يعرف له بيت أو رقم هاتف.

وكان الجعبري الذي ولد في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة عنصرا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي اعتقل على خلفية الانتماء إليها ثلاثة عشر عاما، قبل أن يأخذ المنحى الديني الملتزم في السجن وينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين قبل إنشاء حركة حماس رسميا عام 1987.

وارتبط الجعبري في السجن بعلاقة واسعة مع قياديي حماس الشهداء عبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين وإبراهيم المقادمة، وهو ما مكنه من تبوؤ منصب قريب من القيادة السياسية لحماس عقب إنشائها.

وحينما أسس الشيخ صلاح شحادة كتائب القسام اعتمد على الجعبري في قيادة منطقة غزة المسماة تنظيميا لواء غزة، وعقب استشهاد شحادة أصبح الجعبري الرقم الأصعب في قيادة الجناح العسكري لحماس.

مسؤوليات واسعة
وعقب الإفراج عن الجعبري من سجون الاحتلال عام 1995 اتجه إلى العمل المؤسسي حيث عمل في دائرة شؤون الأسرى والمحررين في حماس، ثم صار مسؤولاً في حزب الخلاص الإسلامي الذي أنشأته حماس لتجاوز عقبات السلطة المفروضة عليها.

واعتقل الجعبري مرتين في سجون السلطة الفلسطينية وفيها توطدت علاقته بمهندس المتفجرات الأول في حماس عدنان الغول الذي استشهد لاحقا، وانتخب عضوًا في المكتب السياسي لحماس لدورتين متتاليتين.

ومن أبرز إنجازاته على الأرض تنظيمه للجناح العسكري لحماس أشبه بالجيش النظامي الذي يقدر عدده الآن بنحو 20 ألف مقاتل منضبط، كما يعتقد أن القسام تمتلك ترسانة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة تمكنها من إدارة معركة كاملة.

وتعرض الجعبري لأربع محاولات اغتيال إسرائيلية إحداها كانت عام 2004 واستشهد خلالها ابنه البكر محمد وشقيقه وأقارب له.

وكانت آخر إنجازات الجعبري العسكرية عملية تبادل الأسرى التي سمتها حماس وفاء الأسرى في عام 2010 لمبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بـ1027 أسيرا وأسيرة فلسطينية بعضهم من ذوي الأحكام العالية.

وعاش الجعبري في سرية تامة حيث أبعد نفسه بشكل تام عن وسائل الإعلام وظهر فقط في بعض التدريبات العسكرية للقسام، ويوم تسليم الجندي الإسرائيلي شاليط لمصر إذ كان ممسكا به إلى جانب القيادي القسامي رائد العطار. وظهر أيضا في بعض المناسبات الخاصة بتكريم الأسرى المحررين لدقائق قبل أن يختفي.

اعلن وزير الصحة في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس استشهاد سبعة فلسطينيين، بينهم احمد الجعبري قائد كتائب عزالدين القسام، في 20 غارة اسرائيلية على قطاع غزة امس. وقال الوزير مفيد المخللاتي في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء الطبي بغزة ان «حصيلة الشهداء حتى الان سبعة بينهم طفلان عمراهما اقل من خمسة اعوام». واشار الى ان وزارته تعاني من «ازمة حادة في الادوية والمعدات» داعيا الدول العربية الى المساعدة على هذا الصعيد.

من جانبه، اوضح اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس ان عدد الاصابات في الهجمات الاسرائيلية امس ارتفع الى ستين على الاقل اصابة اثنين منهم بالغة. واكدت وزارة الداخلية في حكومة حماس ان اسرائيل نفذت امس عشرات الغارات الجوية على اهداف في قطاع غزة.

واعلنت وزارة الصحة ان «المشافي والمراكز الطبية في قطاع غزة اعلنت حالة الطوارىء لمواجهة نتائج الاعتداءات الاسرائيلية ولاستقبال الشهداء والجرحى».

واعلن الجيش الاسرائيلي ان بحريته اطلقت نيرانها على اهداف في قطاع غزة،وافاد مراسلو فرانس برس في غزة ان القصف ما زال مستمرا ليل الاربعاء على وقع صفارات سيارات الاسعاف والاطفاء،وبث التلفزيون التابع لحماس مشاهد لمبان مدمرة. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس ان اسرائيل «مستعدة لتوسيع» العملية في قطاع غزة في حال اقتضى الامر.

وقال نتانياهو في خطاب متلفز بعد الغارات التي استهدفت قطاع غزة «وجهنا اليوم رسالة واضحة الى حماس والمنظمات الارهابية الاخرى وهي انه في حال اقتضى الامر فنحن مستعدون لتوسيع العملية» في غزة. واضاف بعد مشاورات اجراها مع الحكومة الامنية المصغرة ان «حماس والمنظمات الارهابية اختارت تكثيف هجماتها على المواطنين الاسرائيليين في الايام الاخيرة. لن نقبل بوضع يكون فيه هؤلاء مهددين باطلاق الصواريخ»، وهدد نتنياهو بالقيام باجتياح بري للقطاع.

ودعا اسماعيل هنية رئيس حكومة حركة حماس في قطاع غزة الدول العربية وخاصة مصر الى وقف الهجوم الذي بدأته اسرائيل على القطاع في وقت سابق امس. وقال هنية انه يدعو الاشقاء العرب خاصة مصر والرئاسة المصرية الجديدة لوضع حد للحملة الوحشية دفاعا عن غزة وأهلها.

ودعا هنية الى عقد قمة عاجلة للجامعة العربية لمواجهة العدوان الاسرائيلي. كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجامعة العربية الى عقد اجتماع طارىء.

وأدان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني امس الهجمات الاسرائيلية التي قتل فيها القائد العسكري لحركة حماس في غزة وما لا يقل عن ستة فلسطينيين اخرين وقال ان تلك الهجمات ينبغي ألا تمر دون عقاب. وقال الشيخ حمد للصحفيين عقب اجتماع في العاصمة السعودية الرياض لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الروسي سيرجي لافروف بشأن سوريا انه يدين الهجمات باسم قطر وقال ان ما وصفه بالجريمة القذرة ينبغي ألا تمر دون عقاب.

وقرر الرئيس المصري محمد مرسي سحب السفير المصري لدى إسرائيل احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في مصر ياسر علي، في بيان صادر عن الرئاسة أورده التليفزيون المصري الرسمي مساء امس، إن الرئيس مرسي قرر توجيه مجهود مصر في الأمم المتحدة وذلك من خلال الدعوة لعقد جلسة طارئة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتل الأبرياء من الفلسطينيين. وطالب الرئيس المصري وزير خارجيته باستدعاء السفير الإسرائيلي في القاهرة وتسليمه رسالة احتجاج على قتل الأبرياء في غزة،وتقدم الرئيس محمد مرسي بخالص التعازي للشعب المصري في استشهاد عدد من أبرياء الشعب الفلسطيني.