بلعاوي:يجب اتخاذ إجراءات بعد انتهاء حالة الطوارئ لكورونا
أوصى عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي بضرورة اتخاذ عدة اجراءات مهمة لمرحلة ما بعد الإعلان عن انتهاء حالة الطوارئ العالمية المتعلقة بجائحة كورونا.
ودعا الى ضرورة الإبقاء على دائرة التوعية بالفيروس والتطورات التي قد تحدث بشأنه، منعا من تداول اي معلومات خاطئة او شائعات مغلوطة وغير علمية مستقبلا، وتوفير مخزون منطقي من أدوية ولقاحات كورونا تحديدا لموسم الشتاء وكما هو معمول به تجاه فيروس الإنفلونزا، خصوصا للفئات ذات الاختطار العالي ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم.
وأكد أهمية وجود نظام رصد عشوائي للفيروس والإبقاء عليه، لكن ليس بنفس الحجم الكبير لعينات الفحوصات السابقة، بل كنظام ممثل لجغرافية المملكة وبعض المناطق المكتظة والمطارات؛ كون ذلك سيعطينا المعلومات الكافية حول ادخالات الطوارئ وأقسام العناية الحثيثة بالمستشفيات.
وطالب بلعاوي بدعم البحوث والدراسات حول الفيروسات ومتلازمة ما بعد كورونا، حتى لا نعمل كردة فعل تجاه الأوبئة بل نكون استباقيين والتأكد من عدم دخول متحورات جديدة، بالإضافة لفتح عيادات خاصة لمتلازمة ما بعد كورونا، إذ ما زال هناك أشخاص يعانون منذ شهور وسنوات من أعراض بعد إصابتهم بالفيروس، كالتعب الشديد، وزيادة حالات السكري، والتهابات القلب وعدم انتظام دقاته، وهذا يحتاج إلى ممارسات صحية صحيحة، وانظمة صحية لبعض الامراض وأجراء البحوث التي تدعم هذا الكلام.
ورأى ان إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء حالة الطوارئ المتعلقة بجائحة كورونا، لا يعني انتهاء انتشار الفيروس او قدرته على نقل العدوى، إنما تغيير السياسات الصحية العالمية للدول المرتبطة بالفيروس.
وشدد على ان فيروس كورونا سيبقى معنا وأصبح مستوطنا، حيث انضم لفيروسات تنفسية الأخرى كالزكام والإنفلونزا، وسيكون هناك إصابات وارتفاعات بها، مبينا ان إعلان منظمة الصحة العالمية، جاء بعد ثبوت الانخفاض الحاد بالحالات حوالي 25% مقارنة مع الأسابيع السابقة، وانخفاض الوفيات حوالي 40% مقارنة مع الأسابيع الماضية ايضا، بالإضافة للمناعة المجتمعية التي تشكلت بسبب التطعيم والعدوى السابقة.
ووفق بلعاوي فإن هناك مازال اصابات ووفيات كورونا في العالم بالملايين، فمثلا في نيسان الماضي كان هناك 3 آلاف و500 وفاة أسبوعيا، اي وفاة كل 3 دقائق، وهذا رقم ليس بقليل، لكن اذا قارنا هذه الأرقام خلال الجائحة فهي أقل بكثير، حيث كنا نتحدث عن 100 الف وفاة اسبوعيا، ولذلك اعلان منظمة الصحة عن انتهاء حالة الطوارئ لا يعني انتهاء الفيروس.
ولفت الى ان إعلان منظمة الصحة العالمية يتعلق بالسياسة الصحية العامة للدول، كـسياسات السفر بين الدول وفحوصات (البي سي ار) للقادمين او الوافدين، وتخزين الأدوية واللقاحات، وكلها ستنخفض الان، وفي الوقت ذاته ليس لها علاقة بالسياسة الداخلية للدول، فهناك بلدان كالهند ما زالت تفرض ارتداء الكمامات لمواطنيها، وكل دولة تحدد الوضع على أرضها بناء على ارتفاعات الإصابات ضمن مواسم معينة.
ونوه الى ان النسخة الأكثر انتشار حاليا لكورونا أوميكرون xbb1.16، وستكون هي الطاغية عالميا في الأشهر القادمة، واكثر قدرة على الانتشار مرتين من المتحور الذي قبلها، إلا أنه لم يثبت انها اكثر شراسة او قدرة على الإدخالات للمستشفيات.
وفيما يتعلق بقدرة المملكة على على امتصاص اي وباءات اخرى مستقبلا، أوضح بلعاوي ان جائحة كورونا لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولذلك يجب يجب ان نتذكر هذا الدرس دائما، عن طريق الاستثمار في المنظومات الصحية الموجودة لدينا، وتفعيل مراكز السيطرة على الأمراض المعدية وغير المعدية على أرض الواقع، ودعم الباحثين والعلماء في مجال الأمراض والأدوية والدراسات الوطنية.
وبين الى أننا أفضل من السابق في الاستعداد لأي جوائح اخرى، فنحن دخلنا بتجربة جائحة كورونا، لكنها ليست شاملة ومتكاملة، فمازال الطريق طويلا أمامنا، من حيث تطوير وتقويم وتقوية المنظومة الصحية لدينا، وتنظيم وتطوير مراكز الازمات، وتقوية وتأهيل كوادر مزوديه الرعاية الصحية من اطباء وممرضين وصيادلة، وتوفير المعدات الطبية مثل اجهزة التنفس الاصطناعي، ناهيك عن رفع الميزانيات لتطوير قطاع الصحة.