سائح عربي: ستنتهي الحياة قبل اكتشاف عظمة التاريخ في الأردن

"ستنتهي الحياة ولن ينتهي اكتشاف التاريخ في الأردن”.. عبارة لخص بها الصحفي السوري روجيه أصفر المقيم في لبنان منذ 23 عاما، انطباعاته عن الأردن بعد 8 أيام قضاها في المملكة في رحلة سياحية قطع خلالها بسيارته 1400 كيلو متر، ومشى 62 كيلو مترا سيرا على الأقدام، وقام بمغامرات وتسلق مرتفعات، لينتهي به المطاف إلى ما قال.

روجيه أصفر البالغ من العمر 40 عاما، ويعمل باحثا ورئيس تحرير موقع "تعددية”، قال إنه يطوف كل عام بمركبته سائحا لاستكشاف بلد ما فكانت وجهته هذه المرة الأردن، ليوثق مشاهداته وانطباعات العفوية بالصورة والتعليق.

وقال، إنه نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك” وعلى مدار الأيام القليلة الماضية صورا "حلوة جدا” من عدد من المواقع السياحية والأثرية في الأردن، وسيستمر بنشرها تباعا، معربا عن اعتقاده "بأن البشرية ستنتهي قبل اكتشاف نصف الآثار التي تركها الأقدمون الذين مروا بالأردن”.

وأكد أن ما يميز الأردن بشكل عام نظافته بالمركز والأطراف، وكذلك كرم أهله، مشيرا الى أنه وكلما اقترب موعد الإفطار في شهر رمضان كان يتلقى دعوات إفطار جدية من كل القلب من موظف بموقع أثري أو عامل بمحطة البنزين، واستمتع بمذاق سلطة الجرجير بالسماق.

أما عناصر الأمن العام الحاضرون في كل مكان، فتلك ميزة أخرى تشعر الضيف بأنهم موجودون لتوفير الأمن والطمأنينة له، مشيرا الى أنه صور تقريبا كل شيء أحبه دون أن يتعرض لمضايقة من أحد.

ولفت إلى ميزة أخرى أن "الأردني إذا سمع منك عبارة "أنا غريب”، لن يتركها تمر دون أن ينتفض ويقول لك "نحن أهلك، أنت مش غريب”.

وقال، إن العاصمة عمان وبسبب تضاريسها قد تكون المدينة الأكثر بالجسور والأنفاق بين المدن التي زارها، وهي أكبر بكثير مما توقع وتتمدد أفقيا، مشيرا إلى "المطبات في الشوارع الداخلية لتقليل الحوادث حيث صممت بشكل مدروس”.

وأشار إلى أن المناطق القديمة في العاصمة عمان تضم أسواقا شعبية جميلة تشبه مدن حلب وطرابلس وصيدا، لافتا الى أن الأردنيين يتمتعون بحس متحضر تجاه الحيوانات غير المنزلية حيث يضعون الطعام لقطط الشوارع.

وأضاف، إنه زار عددا من المواقع مثل البترا وجرش والمغطسن ومادبا التي تضم مواقع تاريخية وأثرية كثيرة، وأم الرصاص وأم قيس والبحر الميت اللواتي "جميعها تسرق الألباب” بحسب وصفه.

وفي القرى، أشار الأصفر الى منظر الأطفال بملابس العيد التقليدية والشماغ الأحمر والفخر باد عليهم، لافتا الى أن في القرى والمدن البعيدة آثارا تاريخية مسيحية رائعة يقدم الشرح عنها أدلاء سياحيون لطيفون ويمتلكون أسلوبا جميلا وموهبة راقية.

لكنه سجل شهادته على أن المرأة الأردنية لديها مستوى ثقافي عال، وحرية في الحركة واللباس والتفاعل في المجال العام، بعكس الصورة النمطية التي كانت مرتسمة لديه.