كيف أجلى فريق نخبة بريطاني دبلوماسيين من الخرطوم؟
بدأت المهمة السرية لإجلاء الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من العاصمة السودانية الخرطوم، التي تشهد اشتباكات مستمرة منذ 9 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تحت جنح الظلام، ومرت بعدد من المراحل المخطيرة، قبل أن يكتب لها النجاح.
رحلة الإجلاء.. المرحلة الأولى
توجه فريق من نخبة القوات البريطانية إلى الخرطوم في ساعة متأخرة من ليل السبت، على متن طائرة عسكرية أميركية، كانت جزءًا من مهمة إجلاء أميركية منفصلة، لكن منسقة.
عند الهبوط، ترك الجنود البريطانيون نظراءهم الأميركيين، وحصلوا على عدد من المركبات المحلية، وتوجهوا عبر المدينة باتجاه سفارة المملكة المتحدة.
البعثة البريطانية والدبلوماسيون تواجدوا في منطقة بالخرطوم، تقع بين طرفي الصراع، مما جعل استخراجهم محفوفًا بالمخاطر بشكل أكبر.
خلال نهار السبت، تجمّع من كان من المقرر إنقاذهم معا.
ويُعتقد أنه تم إجلاء حوالي 20 دبلوماسيا بريطانيا، بالإضافة إلى أفراد أسرهم، وحفنة من المسؤولين من دول أخرى عرضت بريطانيا مساعدتها.
التقت القوات مع قرابة 30 شخصا، من بينهم أطفال، واستعدت للرحيل.
كان عليهم تقييم الوضع على الأرض، ومعرفة ما إذا كان الوضع آمنًا بما يكفي لإخراجهم، دون الحاجة لمزيد من الدعم.
المرحلة الثانية
بالتوازي مع المرحلة الأولى من المهمة، أقلعت طائرتا نقل تابعتان لسلاح الجو الملكي من طراز (سي 130 هيركوليز) و(إيرباص A400M) من قاعدة أكروتيري، وهي قاعدة عسكرية بريطانية مترامية الأطراف في قبرص.
هبطت الطائرة، التي تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة الفرنسية والأميركية وبإذن من الجيش السوداني، في مطار وادي صيدنا على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال الخرطوم، في حوالي الساعة 1 صباح يوم الأحد بتوقيت المملكة المتحدة.
كان هذا بعد حوالي ساعة ونصف من هبوط الطائرة الأميركية - التي كانت تقل الفريق الأول من نخبة الجنود البريطانيين - في الخرطوم.
المرحلة الأكثر خطورة
جاءت بعد تلك الخطوات، المرحلة التي يحتمل أن تكون الأكثر خطورة في مهمة الإنقاذ.
كان على "فريق النخبة" والدبلوماسيين، الانتقال من نقطة تجمعهم في الخرطوم إلى المطار، في رحلة على امتداد حوالي 30 كيلومترا، عبر نقاط تفتيش متعددة.
في حالة حدوث قتال عنيف، كان يتم التخطيط لإرسال المزيد من الطائرات والقوات البريطانية، القادرة على "اختراق" نقاط التفتيش والوصول إلى الدبلوماسيين.
في هذه الحالة، كان يتوجب على الجنود الموجودين مع الدبلوماسيين، أن يقوموا بحمايتهم من القتال وانتظار وصول المساعدة، بدلا من الاستمرار بالقيادة، وفق ما ذكرت "سكاي نيوز". لحسن الحظ، كانت هناك نافذة من الهدوء النسبي في المنطقة، مما سمح للجنود بنقل الدبلوماسيين إلى المطار.
ماذا حدث في المطار؟
بمجرد وصولهم إلى المطار، استقل الدبلوماسيون والعائلات الطائرة.
أقلعت الطائرتان البريطانيتان حوالي الساعة 9 صباحا، بتوقيت المملكة المتحدة، وعادتا إلى قبرص.
يُعتقد أن الطائرة ظلت على الأرض لمدة تتراوح من 7 إلى 8 ساعات.