إنهاء قسري مبكر للموسم الزراعي في وادي الأردن لوقف الخسائر
دفع تردي أسعار بيع المنتوجات الزراعية وانخفاضها لمستويات غير مجدية عددا كبيرا من المزارعين الى إنهاء موسمهم قسرا لوقف الخسائر، سيما وأن الاستمرار في رعاية المحاصيل دون جدوى سيكبدهم خسائر إضافية كبيرة، وفق تأكيدهم.
وبحسب مدير سوق العارضة المركزي المهندس احمد الختالين، فان جميع أصناف الخضار شهدت تدنيا بأسعار البيع منذ بداية الموسم والى الآن، ما تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين، مشيرا الى ان المحظوظ من المزارعين من تمكن من الإفلات بتكاليف العمل الزراعي أو بأقل الخسائر الممكنة.
ويضيف إن هذه الأوضاع دفعت عددا كبيرا من المزارعين إلى التوقف عن جني محاصيلهم وانهاء موسمهم لتفادي تكبد خسائر إضافية، ما ادى الى تراجع الانتاج الخضري بوادي الاردن بنسبة زادت على 20 % مقارنة بالموسم الماضي، في حين تراجع انتاج بعض الاصناف كالخيار بنسبة زادت على 50 % مقارنة ببداية الموسم.
ويبين أن سعر بيع صندوق البطاطا حاليا يتراوح ما بين 1.5 ودينارين اي بمعدل 15 الى 20 قرشا للكيلو، وهو سعر يقل عن الكلفة بنسبة 100 %، مضيفا ان هذا الوضع يشمل معظم اصناف الخضار حاليا باستثناء الخيار الذي تحسنت اسعار بيعه مع تراجع الإنتاج والتصدير الى الاسواق الخارجية.
ويؤكد المزارع هاشم المرازيق أن الموسم الحالي يختلف كليا عن المواسم السابقة لأن تكلفة جني المحصول وبيعه في الأسواق المركزية لا يعود بتكاليف جمع المحصول والشحن والعبوات، عدا عن تكاليف زراعة المحصول ما يجبره في الغالب على دفع الفروقات من جيبه، لافتا الى انه قام بانهاء جميع المحاصيل وزراعة أخرى بدلا عنها في محاولة اخيرة لإنقاذ الموسم على أمل أن تتحسن الأوضاع وترتفع الأسعار.
ويوضح أن معظم المزارعين قلصوا حجم الإنفاق على المحاصيل لخفض النفقات ما انعكس سلبا على عملية الإنتاج سواء من ناحية الكم أو الجودة، مشيرا الى أن هذا الأمر يعتبر خطوة أولى لإنهاء الموسم لدى الغالبية من المزارعين.
وبين المزارع سعد النعيمات أن معظم المزارعين أهملوا مزروعاتهم لأن الأسعار الحالية لا تساعدهم على استمرار الإنفاق عليها، فضلا عن تأمين أجور العمال، مؤكدا أنه اضطر الى ترك المحصول لتلافي تحمل أي خسائر أو تحمل كلف جديدة.
ويقول، "رغم إن الإنتاج الحالي أقل من المواسم الماضيةـ إلا إن الأسعار ما تزال متدنية ما يشير الى أن الأوضاع تسير نحو الأسوأ”، موضحا ان "تراجع أوضاع القطاع خلال السنوات الأخيرة سيدفعه لإعادة التفكير بزراعة أرضه للموسم المقبل والعمل على تأجيرها لآخرين لأن الاستمرار في العمل في ظل هذه الأوضاع يعتبر ضربا من الجنون”.