كيف عرفت الملائكة أن البشر سيفسدون في الأرض؟ 4 أقوال للعلماء
كيف عرفت الملائكة أن البشر سيفسدون في الأرض ؟ أخبر الله تعالى في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم -عليه السلام-، وهذا دليل ظاهر يؤكد وجود الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام، كما ورد في قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ» (البقرة:30).
ويتساءل البعض كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء؟ اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال: القول الأول: أنهم علموا ذلك بإعلام الله تعالى لهم، وإن كان ذلك لم يذكر في السياق.
القول الثاني: إن الملائكة قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض، وهم الجن، فقد سبقوا الإنسان في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الدماء، فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على حال من سبقهم.
القول الثالث: إن الملائكة فهموا ذلك من الطبيعة البشرية، يقول مفسرون للآية القرآنية: «وإنما ظن الملائكة هذا الظن بهذا المخلوق من جهة ما استشعروه من صفات هذا المخلوق المستخلف، بإدراكهم النوراني لهيئة تكوينه الجسدية والعقلية والنطقية، إما بوصف الله لهم هذا الخليفة، أو برؤيتهم صورة تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده، والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه، فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب، وعن الامتثال إلى العصيان ... ، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات».
القول الرابع: إن الملائكة فهموا من قوله تعالى (خليفة) أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم، ويردعهم عن المحارم والمآثم .. والمعنى: أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم، فإنه يلزم من ذلك أن هؤلاء الناس تقع منهم المظالم.
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
ورد سؤال إلى الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، من سائل يقول: «من أين عرف الملائكة أن آدم سيفسد في الأرض في قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ».
وقال الشيخ عويضة عثمان، خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، إن المفسرين قالوا إن الملائكة اطلع بعضهم على اللوح المحفوظ فرأوا فيه ذلك، وقيل اطلعهم الله على بعض من اللوح المحفوظ فعلموا ذلك، لأنهم لا يفعلون شيئًا إلا بأمر الله، فالملائكة لا تفعل شيئاً إلا بعد أن يأمر به الله وذلك وفقًا لقوله تعالى: «لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ».
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أخبرهم أنه يعلم ما لا يعلمون، «فهذا المخلوق سيسبح ويصلي ويعمر الكون وسوف يحج إلى بيتي ويؤمن برسلي»، مضيفاً أن هناك فعلا من لا يفعل ذلك ويفسد في الأرض، وهناك من كفر بالله ولكن مع ذلك هناك من عبد وهناك من أطاع وهناك من أقام بواجب الله.
وأكد أن خلق الإنسان أمر أراده الله في الكون، والله حين يجعل شيئا في الكون يفعله لحكمة، ومعنى اسمه سبحانه وتعالى "الحكيم"، فالحكيم هو من يضع كل شيء في مكانه.
هل خلق الملائكة كان سابقا على خلق آدم عليه السلام
أفاد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، بأن خلق الملائكة كان سابقًا على خلق آدم عليه السلام، وقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشرًا من طين، ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه، وذلك دليل ظاهر على أن الملائكة كانوا موجودين قبل خلق البشر.
واستشهد «عاشور» في فتوى له، بقول الله تعالى: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ» (ص 71-72).
وأشار إلى أن الله تعالى أخبر في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم، وذلك دليل ظاهر أيضا على وجودهم قبل آدم عليه السلام، كما ورد في قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ» (البقرة 30).
وعن كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء؟ أوضح: أن الملائكة قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض، وهم الجن أو مخلوقات غير آدمية، فقد سبقوا الإنسان في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الدماء، فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على حال من سبقهم.
من هم الملائكة المقربون ؟ الملائكة من عالم الغيب الذي لا نُدركه، وقد أخبرنا الله عنهم بأخبار كثيرة في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي طائفة من المعلومات الصحيحة والأخبار الثابتة الواردة فيهم، لعلك أيتها السائلة الكريمة تقدّرين الأمر حقّ قدره وتعلمين عظمة الخالق سبحانه وعظمة هذا الدّين الذي جاءنا بأخبارهم.
حكم الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة التي لا يقوم الإيمان إلا بها، ومن لم يؤمن بواحدة منها فليس بمؤمن، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه من الله تعالى.
وخلق الله الملائكة من نور كما قالت السيدة عَائِشَةُ رضي الله عنها: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ" رواه مسلم رقم: (2996).
الملائكة المقربون قال الدكتور الراحل محمد وهدان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هناك 4 ملائكة مقربين من الله -عز وجل- وهم: جبريل وميكائيل وإسرافيل وسيدنا ملك الموت «عليهم السلام».
وأضاف «وهدان» في تصريح سابق له، أن الله -عز وجل- يحب ملائكته المقربين لأنهم يدبرون أمره ولا يعصونه، مشيرًا إلى أن «الخالق» وصفهم بأنهم "عباد لله تعالى".
وأشار أستاذ الدراسات الإسلامية، إلى أن الله عز وجل وصف جميع الملائكة بأنهم "عباد مكرمون"، مؤكدًا أن منهم الراكع والساجد لله عز وجل، ويطيعونه ولا يعصون أوامره.
واستدل بقول الله تعالى:-«وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ».