لماذا يخون الزوجان؟.. اليكم الأسباب
من الطبيعي أن تنشأ خلافات بين الأزواج، ولكن تبقى الخيانة الزوجية أكبر الكبائر بين الرجل والمرأة، فهي بالنسبة لكثيرين "ذنب لا يغتفر".
وأظهرت دراسة عام 2017 أن 75% من الرجال و68% من النساء اعترفوا بأنهم ارتكبوا نوعًا من الخيانة العاطفية أو الجسدية في مرحلة ما من حياتهم.
ومؤخرًا، ظهرت دعوات تحث الزوجات على التجاهل إذا ما اكتشفن خيانة أزواجهن لهن، وتطوير أنفسهن وأدائهن العام في المنزل، بدلا من طلب الانفصال وتدمير الأسرة.
وقبل أيام، دعت الفنانة المصرية فيفي عبده النساء إلى تجاوز الخيانة الزوجية، وعدم مواجهة الرجل بخيانته حفاظا على "البيت والأولاد"، والتحلي بالصبر والقوة "في زمن يصعب فيه استقرار البيوت".
اليكم آراء خبراء في علم النفس والاجتماع والعلاقات الأسرية، لبيان أسباب الخيانة الزوجية عند الرجل والمرأة، وسألتهم عن مدى قدرة الزوجة على تجاوز الخيانة وطرق العلاج.
الإنترنت والعلاقات الموازية
في البداية، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الخيانة الزوجية تتوسع عددا وتعدادا وعمقا، وأسهم الإنترنت ووسائل التواصل الحديثة في سهولة إنشاء علاقات موازية، وكشفت دراسة عام 2007 عن وقوع 55 ألف حالة طلاق بسبب الخيانة عبر الإنترنت، متسائلا: "ما بالك بأرقام هذه الأيام؟".
وأضاف هندي لـ"العين الإخبارية": "الإنترنت أصبح مسرحا لإسقاط كل عوراتنا، وعلى رأسها الخيانة، وهي أن ينشئ أحد الزوجين علاقة غير شرعية مع طرف آخر، وتتراوح بين كلمات الغزل والحديث المعسول والمشاهد المباشرة وصولا إلى اللقاء الحقيقي في الواقع والعلاقة الجسدية".
وأشار استشاري الصحة النفسية إلى أن "مصادر الجذب على الإنترنت أوقعت كثيرين في فخ الخيانة الزوجية، رغم النسق القيمي الذي يتحلون به من الأدب والتربية والمكانة الاجتماعية والمستوى الثقافي والتعليمي؛ لأنه يوفر نوعا من التنفيس الانفعالي، وغالبا ما تبدأ الخيانة عبر الإنترنت بضغطة إعجاب".
خيانة متأصلة أم عابرة؟ وعن مدى قدرة الزوجة على تجاوز الخيانة، تقول شيماء نصر، خبيرة العلاقات الأسرية في مصر: "لابد من تعقب أساس المشكلة، فهل كانت الزوجة تعلم أن زوجها متعدد العلاقات قبل الزواج؟، أم أن هذا الأمر طرأ واستجد على طبيعته الشخصية؟".
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "إذا كانت الخيانة غير متأصلة في الزوج فيجب على الزوجة من باب أولى أن تتبع عيوبها وتحاول إصلاحها، ولا تتسرع بطلب الانفصال والطلاق وتفكيك الأسرة؛ لأن هذا القرار له تبعات خطيرة، ويقع تأثيره الأكبر على الأطفال".
وترى خبيرة العلاقات الأسرية أن المرأة "لا يجب أن تتغاضى عن الخيانة"، وتقول: "ليس مقبولا أن تأتي المرأة على كرامتها، ولكن يجب عليها أن تطور من نفسها حتى لا تبدو على الأقل مقصرة أمام أبنائها، وهذا في رأيي الجانب الأهم".
واعتبرت نصر أن الخيانة الزوجية المتعارف عليها هي التي ترقى للعلاقة الجنسية الموازية، مضيفة: "هناك من يعتبر مجرد الحديث أو التفكير في شخص آخر نوعا من الخيانة، وجميع الأديان حرمت هذا الأمر واعتبرته من الكبائر".
ودعت خبيرة العلاقات الأسرية إلى تبادل الاحترام بين الأزواج ومراعاة مشاعر الطرفين: "إذا كان هناك تصرفا تلقائيا يغضب الطرف الآخر وقد يعتبره نوعا من الخيانة مثل ضغطة (أعجبني) على (فيسبوك) فيجب مراعاة هذه الأمور ليسود جو من الاحترام والتقدير المتبادل".
وألقت نصر اللوم على بعض الإعلاميات المصريات، قائلة: "أسلوب بعض الإعلاميات مهين للمرأة، والمبالغة في تناول هذه الأمور غير مقبول"، مختتمة: "قديما كانت هذه الأمور تحل بالنقاش، وكانت هناك فرصة إذا ما أخطأ الزوج أو الزوجة، وفي النهاية يجب مراعاة الأولاد، لأن فاتورة الطلاق باهظة جدا".
عمل المرأة أما الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع في مصر، فتقول: "قديما كانت هناك مساحة للتسامح والرجوع من الخيانة، وهذا كان شائعا بين العائلات المصرية، فكانت الزوجة تسعى للحفاظ على بيتها وأسرتها، وتتغاضى عن أمور معينة من أجل الاستقرار".
وأوضحت لـ"العين الإخبارية": "مع خروج المرأة إلى سوق العمل بكثافة وقدرتها على الكسب مثل الرجل، أصبحت تشعر بمكانتها، وهذه المكانة تجعلها تتحكم مثل الزوج، وبدأت تتساءل (لماذا تغدر بي وأنا أحافظ على البيت وقدسية العلاقة؟)".
ورأت خضر أن "الخيانة إذا وصلت إلى مرحلة الزواج من أخرى في السر أو إقامة علاقة موازية كاملة فلا مجال للتجاهل، أما إذا كان الأمر مجرد ملاطفة أو حديث عابر مع شخص آخر أو (كعبلة) فهنا يجب إعطاء فرصة للزوج".
ودعت أستاذ علم الاجتماع إلى ضرورة انعقاد مجالس عائلية لحل هذه المشاكل وتهدئة الأجواء بدلا من تعقيدها، قائلة: "نريد أن تكمل الأسرة مسيرتها، وقديما كانت المرأة مساندة وداعمة للرجل، وهذا كان يمنح الرجل شعورا بالراحة، لكن بعض السيدات الآن ومع التمكين أصبحت تطيح بالزوج وتقهره، وأخيرا يجب أن تكون المرأة داعمة ويجب على الزوج أن يكون شهما".
أسباب الخيانة الزوجية وعدد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أسباب الخيانة الزوجية، وجاء في مقدمتها الفراغ، سواء الفراغ المرتبط بالوقت أو العاطفي، قائلا: "قد يعاني الزوج من فراغ وقتي أو عاطفي ناتج عن قصور في العلاقة الزوجية، ويجد المتنفس في الإنترنت ويصبح من السهل الوقوع في الخيانة".
وأضاف أن الخيانة قد تحدث بسبب الحاجة إلى تقدير الذات، موضحا: "من المهم أن يشعر الشخص بنفسه وكيانه، فقد يكون كيان الرجل أو المرأة ضعيفا إلى حد ما، لكنه يتقمص شخصية مغايرة غبر الإنترنت، ويشبع الحاجة في تقدير الذات ويجد الشخص المفضل على الإنترنت فتنشأ العلاقة الموازية".
ومن أسباب الخيانة "متعة المغامرة"، ويقول هندي: "البعض قد يغامر بعلاقته الأسرية ويشعر ببعض اللذة، ومن الأسباب أيضا المحاكاة والتقليد، والبحث عن الحرية والخروج من الخنوع والقهر، فبعض الزوجات تقهر أزواجهن أو العكس، ويكون المخرج في إنشاء علاقة موازية غالبا ما تكون عبر الإنترنت".
الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية
وأشار استشاري الصحة النفسية إلى أن السمات الشخصية من أهم عوامل الخيانة: "الشخصيات السيكوباتية لديها إجرام اجتماعي وتدهس القيم والأعراف والتقاليد، وهمها الأول والأخير هو إشباع حاجاتها الأولية، وهذه الشخصيات الأكثر وقوعا في براثن الخيانة، ومثله الشخصيات البرجماتية النفعية".
وتابع: "قد تنشأ العلاقة الموازية بسبب الملل والرتابة وكذلك التقدم في العمر وسعي الطرفين لسماع عبارات الغزل، والوصول لأزمة منتصف العمر عند الرجل، وهنا يريد أحد الطرفين إثبات ذاته بالولوج في علاقة، وكلك المرأة قد تصل لأزمة منتصف العمر، كما أن الاكتئاب يدفع لإنشاء علاقات موازية".
لماذا يخون الزوج؟ يعدد استشاري الصحة النفسية الأسباب التي قد تدفع الزوج لخيانة زوجته، ومنها:
إهمال الزوجة لنفسها من حيث الملابس والرائحة وغياب لغة الحوار مع زوجها، وعدم تعزيز ثقته بنفسه والاهتمام فقط بالأمور المادية. عدم تطور الزوجة، فالتطور مطلوب عند المرأة من حيث تسريحة الشعر وحاجياتها الخاصة والبيت والمكياج وغيرها من الأمور. عدم النظافة الشخصية خاصة في شهر رمضان وهذا شيء خطير جدا في العلاقات الزوجية. "الزوجة المسترجلة" التي تناطح زوجها وتعرف بصوتها الغليظ وكثرة الصياح. الإشباعات الجنسية وهنا يجب على الزوجة تجديد مهاراتها في العلاقات الجنسية. لماذا تخون الزوجة؟ في المقابل، أوضح استشاري الصحة النفسية الأسباب التي قد تدفع المرأة للخيانة ومنها:
عندما يسقط الرجل من نظر الزوجة لعدة أسباب مثل البخل أو الكذب أو الأنانية. غياب الدعم من الزوج وتراجع أهمية الزوج عند شريكته، وإذا حدث ذلك فلن تقوم للرجل للزوج قائمة. الرغبة في الانتقام خاصة إذا كان الزوج متعدد العلاقات. إهمال الزوجة من حيث الاحتواء وكلام الغزل وإشباع الحاجة الوجدانية للمرأة. الشعور بالوحدة النفسية وعدم وجود الزوج الداعم.