بعد ظهور مدعي نبوة أمريكي.. فتح ملف الهلاوس الدينية

ألقت الشرطة الأمريكية القبض مؤخرا على زعيم طائفة في ولاية أريزونا متهم بالزواج من 20 فتاة لا تتجاوز أعمار بعضهن 9 سنوات، ومن بينهن ابنته.

وكشفت وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة أن صمويل رابيلي بيتمان (46 عاماً) كان زعيماً لمجموعة صغيرة من المورمون متعددي الزوجات.

ووفق شهادة مكتب التحقيقات الفيدرالية فإن بيتمان بدأ منذ عام 2019 الادعاء أنه نبي وأعلن عن نيته الزواج من ابنته.

وتزوج بيتمان نحو 20 فتاة، العديد منهن قاصرات، ومعظمهن دون سن 15 عاماً، وأجبرهن على الانخراط في أعمال منها سفاح القربى وممارسة الجنس الجماعي مع الأطفال والاتجار بالجنس.

وكشفت وثيقة عن حادثة مروّعة تمثلت في أمر بيتمان 3 أتباع من الذكور بممارسة الجنس مع بناته، وإحداهن كانت تبلغ 12 عاماً فقط، تحت أنظاره.

وفي أيلول من هذا العام، ألقي القبض على بيتمان بينما كان ينقل قاصرات عبر حدود الولاية في مقطورة قذرة وغير آمنة مزودة بأريكة ودلو لقضاء الحاجة.

انتشار الهلاوس الدينية

يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في مصر، إن الشخصيات التي تدعي المهدوية أو النبوة الكاذبة، هي شخصيات مرضية بمرض البارانويا (داء العظمة).

وأوضح فرويز لـ"العين الإخبارية" أن داء العظمة يصاحبه هلاوس سمعية أو بصرية، تجعل الضلالات تسيطر على الشخص، فيتخيل أن ربه يخاطبه أو يوحي إليه.

انعكاس لاضطراب نفسي ويؤكد الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، أن البارانويا تتسبب في رؤية الشخص نفسه أعظم من باقي الناس، وبذلك يرفع نفسه عنهم مقامًا بادعاء النبوة أو الألوهية.

ويضيف الباسوسي أن هذه الحالة قد تكون ناتجة عن بعض الضلالات الموجودة في بعض الاضطرابات الانفصامية الحادة، فهي رد فعل وانعكاس لاضطراب نفسي.

ويشير إلى أنها استجابات لعوامل بيئية وجينية منها الشعور بالنقص والدونية، لذا يتخيل المريض أنه "رب أو إله أو رسول منتظر" وقد يتخيل أنه يرى الملائكة أو يوحى إليه.

بين المريض والمحتال

الباسوسي يؤكد أن المرضى غالبا ما يكون كلامهم "مفكك وغير مترابط"، في حين أن المحتالين الذين يدعون "المهدوية أو النبوة" يكونون محترفين ولديهم بلاغة وترابط في الحديث.

المحتال، بحسب الباسوسي، يقدم حديثًا له مدلولات ومرجعيات دينية نتيجة قراءاته وتمكنه من الدين، بهدف إيقاع البسطاء.

العلاج يرى فرويز أن مثل هذه الحالات منتشرة بكثافة، وعلاجها سهل ويتم سريعاً، إذا توجه المريض إلى الطبيب المختص.

ويؤكد الباسوسي، أن أولى الخطوات من قبل المعالجين النفسيين المحترفين هي التفرقة بين الحالة المرضية والاحتيال، ويتم ذلك من خلال محتوى الكلام وطريقة عرض الأفكار، ومن ثم يمكن معالجة المريض، وفضح المحتال.