دراسة أكاديمية حول أوجه الفجوة الرقمية في الكويت
قام مجموعة من الباحثون من جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بدراسة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط حول أوجه عدم المساواة الرقمية في الكويت 2022. تناولت الدراسة بشكل خاص مهارات استخدام وتوظيف التكنولوجيا. ذكرت الدراسة أن استخدام وتوظيف تكنولوجيا المعلومات في الكويت يأتي من خلال التوجه السياسي للدولة والتي ترغب في تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد بشكل كبير على الاقتصاد النفطي ولكن الاستفادة من صناعة جديدة تعتمد على المعرفة. تناولت الدراسة كيفية استخدام المواطنين والمقيمين في الكويت للتكنولوجيا الحديثة واتصالات الإنترنت. أكد الباحثين على أن الكويت قطعت شوطًا كبيرًا في توفير خدمات الاتصال بالإنترنت لجميع المناطق السكنية. يظهر ذلك من خلال الجهود الحثيثة التي تقوم بها الدولة ممثلة في هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. فوق ذلك، انتشرت الهواتف الذكية بين المواطنين بحيث أصبحت الأكثر استخدامًا للوصول للإنترنت سواء بالنسبة للحاصلين على مؤهلات دراسية أقل أو بالنسبة للغالبية العظمى من السكان في نفس الوقت. أشارت الدراسة أيضًا إلى أن السيدات تنلن معاملة عادلة تمامًا فيما يخص إمكانية الوصول للإنترنت بشكل خاص، ولوسائل التكنولوجيا بصفة عامة. علاوة على ذلك، يحظى السيدات بمستوى أعلى في استخدام الإنترنت الشخصي ويحققن نتائج أفضل في مجال الاستخدام والوصول للتكنولوجيا وما يتعلق بها من نتائج. من ناحية أخرى، تنخفض مستوى النساء مقارنة بالرجال في مجال مهارات استخدام الإنترنت وصناعة المحتوى، ولكن مستويات أعلى فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية على الإنترنت. بالنسبة لتوافر الأجهزة الذكية، يحظى الشباب من الفئة العمرية 19 إلى 25 عامًا بامتلاك أجهزة هواتف ذكية أكثر من الفئات العمرية الأخرى. بالنسبة للسكان في عمر التقاعد، فلديهم هواتف ذكية أقل ولكنها نسبة مرتفعة لهذه الفئة العمرية عن السنوات السابقة حيث تصل 94%، وتمتلك 100% من أفراد الفئات العمرية الأخرى هواتف ذكية. حسب ما ذكرته الدراسة، تتفوق السيدات فيما يتعلق بمهارة الوصول للإنترنت، وهناك فجزة صغيرة بين الجنسين في هذه المهارة. فلقد أثبتت السيدات تميزًا طفيفًا فيما يتعلق بمهارات استخدام التكنولوجيا في الجانب الاجتماعي، ولكن الرجال لديهم مهارة أكبر في الجانب التقني والإبداعي ومهارات التنقل المعلوماتي. فالغالبية العظمى من الرجال تعتمد على الإنترنت في مجال العمل على عكس السيدات اللاتي يستغلون الإنترنت في مجال التواصل الاجتماعي. مع ذلك، تقترب نسبة الرجال والسيدات في استخدام الإنترنت بغرض الوصول للترفيه، ولكن تزداد نسبة الرجال قليلًا. فالترفيه في حد ذاته واحد من الاستخدامات الأساسية للإنترنت في الكويت حيث يقبل العديد من المواطنين على مشاهدة المحتوى الترفيهي والوصول للألعاب عبر الإنترنت والتي تعتبر أيضًا مصدر من أهم مصادر الترفيه. يميل الأشخاص لاختيار ألعاب تتناسب مع ذوقهم الخاص، حيث يفضل البعض ألعاب الحظ والبعض الأخر يميل إلى اختيار ألعاب المهارة. كمثال على ذلك، تعتبر لعبة روليت اون لاين في الكويت من ألعاب الحظ والتي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت بشكل سهل وسريع. تعتمد اللعبة بشكل كبير على الحظ ولا تحتاج إلى الكثير من المهارة من أجل اللعب. مع ذلك، يمكن شرح اللعبة بالعديد من الإحصائيات والاحتمالات التي يمكن أن تعزز عدد مرات فوز اللاعب. فمثلًا، احتمالات توقف الكرة على أحد الأرقام باللون الأحمر تبلغ 48.6% وهو ما يساوي أيضًا نسبة احتمالات توقف الكرة على الأرقام باللون الأسود. بشأن مهارات استخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، أشارت الدراسة أيضًا إلى أن هذه المهارة تتوفر في أعلى مستوياتها التي تصل إلى 57% من الطلاب، يليهم الموظفين بنسبة 54%، والنسبة الأقل هي بين العاطلين وتبلغ 53%. بالنسبة لمهارة استخدام التكنولوجيا بحسب السكان، فلقد سجل الكويتيون أعلى مستوى بنسبة 35%، ثم الهنود بنسبة 33% يليهم الفلبينيون بنسبة 28%، الوافدون العرب 30% والوافدون الآسيويون الآخرين نسبة 32%. تتنوع الأسباب التي تدفع المواطنين والسكان في الكويت لاستخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات. أشارت نفس الدراسة إلى أن البحث عن المعلومات يأتي في المرتبة الأولى والهدف الأساسي لاستخدام الإنترنت في الكويت. يلي ذلك استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ثم الترفيه بأنواعه، وبعد ذلك الاستخدام المهني في الوظائف والقيام بمهام العمل، وأخيرًا مشاركة المحتوى الأصلي. من ناحية أخرى، تشير الدراسة على الفجوة الرقمية في استخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات في الكويت. فالرجال لديهم تخوف أكبر مقارنة بالسيدات فيما يتعلق بمساهمة الإنترنت والتكنولوجيا بشكل عام في سوء العلاقات الاجتماعية، وأبدت السيدات مخاوفها بشكل أكبر وأكثر وضوحًا فيما يتعلق بمخاطر التحرش والتنمر على الإنترنت. لسد هذه الفجوة، توصي الدراسة بضرورة إنشاء بيئة تنظيمية أكثر أمانًا وسريعة الاستجابة للتقليل من هذه المخاطر وحماية الفئات الأكثر عرضة لأخطار الإنترنت.الإنترنت للجميع في الكويت
مهارات وطرق استخدام التكنولوجيا في الكويت
أسباب استخدام التكنولوجيا والإنترنت في الكويت