في الـ23 من سبتمبر/ أيلول المنصرم، بدأ فصل الخريف طاويًا صفحة نظيره الصيفي، لكن آثار الأخير ما زالت باقية حتى اللحظة.

فمنذ هذا التاريخ، حافظت درجات الحرارة في عدد من الدول العربية على ارتفاعها، خاصةً خلال ساعات النهار، فما زال المارة يعانون من حرارة الشمس، فيما تصدر هيئات الأرصاد الجوية المختلفة تحذيرات بشأن حالة الطقس.

ما سبق، حذرت منه الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر قبل أيام، بعد إعلانها تأثر البلاد بموجة شديدة الحرارة، تستمر حتى الأسبوع الجاري، مؤكدة خلال بيان صادر عنها عبر "فيسبوك": "يسود طقس شديد الحرارة نهارًا على القاهرة الكبرى والوجه البحرى وجنوب البلاد، حار على السواحل الشمالية".

الحال لم يختلف في العراق، فكشف خبراء الأرصاد الجوية عبر منصة "طقس العرب"، بأن مرتفعًا جويًا شبه مداري سيشتد، وهو ما يتزامن مع هبوب رياح جنوبية جافة وحارة، في أجواء تعاني منها أغلب مناطق البلاد، خاصة في وقت الظهيرة.

الوضع نفسه تشهده دولة الكويت، التي تتأثر أغلب مناطقها بأجواء رطبة وحارة نهارًا، بينما تنخفض تدريجيًا في ساعات المساء بحسب "طقس العرب".

لماذا لا نشعر بانتهاء الصيف؟

تعقيبًا على ما سبق، قال الدكتور وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية في مصر، إن سر ارتفاع درجات الحرارة يعود إلى تأثر المناطق برياح جنوبية شرقية قادمة من شبه الجزيرة العربية، وهي مناطق ما زالت شديدة الحرارة،

ما سبق، يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة المستمرة حتى اللحظة، إلى جانب ارتفاع الرطوبة بحسب "سعودي".

وأضاف الخبير: "نحن ما زلنا في بدايات فصل الخريف، الذي يأخذ سمات عديدة من الصيف. الخريف بدأ جغرافيًا منذ يوم 23 سبتمبر/ أيلول المنصرم، لكن حتى الآن لم تبدأ البداية المناخية، التي تحدث بعد البداية الجغرافية بـ10 أو 15 يومًا، أو قبلها بنفس المدة".

ينوه "سعودي" بأن الخرائط تشير إلى أن هناك توقعات ببداية تحسن تدريجي طفيف في الأحوال الجوية، تتمثل في انخفاض الحرارة لدرجة أو اثنتين: "سنلمس هذا غدًا أو بعد غد. بدأنا نستشعر هذا أثناء الليل باعتدال الجو".

وعن فكرة التأثر بظواهر الصيف في الخريف، شرح الخبير: "هذا أمر معتاد يتوقف على التوزيعات الضغطية، سواء على سطح الأرض أو في طبقات الجو العليا، وعلى مصادر الكتل الهوائية المصاحبة لهذه التوزيعات، ومدى تفاعل هذه الكتل مع بعضها كعمود هواء فوق المنطقة التي نتنبأ لها بحالة الطقس".