حكم الاحتفال بالمولد النبوي وشراء الحلوى
بالتزامن مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، يتساءل كُثر حول العالم عن حكم الاحتفال به وشراء الحلوى.
اتفق علماء الأمة بدار الإفتاء المصرية: إن يشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على الحب والتعظيم لسيد البشر سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكر الله تعالى على هذه النعمة، فهو أمر من أفضل الأعمال وأعظم القربات وهو مستحب ومشروع. وقالت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: «ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟»، المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: أن يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام، إعلاناً لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلاناً للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
أكدت دار الإفتاء أن حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزة شرعاً، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم. وحسم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الجدل حول حكم شراء حلوى المولد النبوي الشريف احتفالًا به.
وأجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على سؤال، هل يجوز لي شراء حلوى المولد النبوي الشريف؟، عبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك.
وقال: «الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدّ مظهراً من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة المولد، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يوم وُلِدتُ فيه»، أخرجه مسلم.
أضاف: «إذا ثبت ذلك، وعُلِم؛ فمن الجائز للمسلم بل من المندوبات له ألا يمرَ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنواناً وشعاراً، وقد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِهِ ابتهاجاً وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟».
تابع مستشهداً بالآية 32 من سورة الأعراف: «ومن يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقاً؟!، والله تعالى يقول: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ».
أضاف: «وما وجه الإنكار على إعلان يوم مولده شعاراً يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التي حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ».
وأكد: «وعليه؛ فلا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور، ومما ذكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم».
وتحل ذكرى المولد النبوي الشريف يوم السبت الموافق 12 ربيع الأول 1444هـ - 8 أكتوبر 2022م.