بغداد ثالث عاصمة بالنفايات ضمن تصنيف منظمة اليونسكو
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، أو ما يعرف اختصاراً بالـيونسكو (UNESCO)، وهي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945، أعلنت أن بغداد حصلت على المرتبة الثالثة من بين أكثر عواصم العالم وساخة ونفايات وثامن عاصمة على مستوى التلوث البيئي.
هذا الواقع الذي تعيشه بغداد، من تردي الخدمات وعدم الاهتمام بها كحاضرة ومدينة تستحق الكثير، يعكس وبوضوح الاهمال الحقيقي الذي يمارسه الساسة والمسؤولون في العراق،إن رفض الواقع الذي عليه العاصمة بغداد، خدميا وصحيا وبيئيا واجتماعيا وتنظيميا، يحتم على كافة طبقات المجتمع خلع ثوب الانانية والاتكالية المقيتة.
ولكن للأسف فإن الاهمال الحكومي من عدة جوانب ومنها الجانب الخدمي جعل المواطن غائصا تتقاذفه الامواج العاتية، الساسة والمسؤولون يحاولون جادين جعل الفرد العراقي يستمتع بالعيش على هوامش الحياة وعلى غير هدى وكأنه يعيش في عصور مظلمة، بعيد كل البعد عن عصر النهضة، ولا أدري أين أبناء هذا البلد الشرفاء من قضاة عقلاء وفقهاء مشرعين وشيوخ حكماء؟!
أبناء العراق وأهل بغداد مدعوون للعمل الجاد و الفكر النير والسلوك النزيه من أجل البلد العزيز،وبالفعل فإن تصنيف منظمة اليونسكو هذا للعاصمة بغداد ولّد ردود فعل عند العراقيين الشرفاء على اختلاف طبقاتهم وكل عبر عن انزعاجه وأسفه بطريقته .
ولم يكتفوا بالتعبير عن آرائهم فقط بل تجاوزوا ذلك بحملات تطوعية للتنظيف وتظاهرات في عدة مناطق من العاصمة والمحافظات الاخرى تطالب المسؤولين بتفعيل دورهم والعمل الجاد من أجل اظهار العراق بأبهى صورة والاخلاص لهذا البلد الذي يعيشون تحت ظل نعمه وفضله، ولم يكتفوا بالمناشدات وإنما ضمنوا شعاراتهم وهتافاتهم تشخيصا للخل وعلاجا للمشكلة.
ففي بغداد، الشعلة، البياع، النهروان، وتحت ظل هذه الأوضاع المأساوية وضمن التظاهرات التي تندد بنقص وانعدام الخدمات رفع المواطنون شعارات ترسم صورة الواقع المأساوي منها: (الحكومة والبرلمان يدَعون الإيمان والعراق أوسخ الأوطان) و(بفضل الحكومة والبرلمان صار العراق أوسخ الأوطان) و(لا نظافة ولا أمان في ظل الحكومة والبرلمان) و(بلد المليارات والخيرات تملؤه الأوساخ والنفايات) و(الحفر والمطبات تملأ بغداد والمحافظات) وغيرها من الشعارات.
النجف، الشامية، المهناوية، شهدت احتجاجات واسعة على سوء السياسات الحكومية وانتقد المحتجون مظاهر الاوساخ والنفايات وعدّوا ذلك إهمالا متعمدا من قبل الحكومة لاشتغالها بالمحاصصات والفساد والسرقات.
وفي كربلاء، طويريج، المسيب، الفيادة، اعتبر المتظاهرون تقرير منظمة اليونسكو نتيجة طبيعية للإهمال المتعمد من قبل الحكومة ففي الوقت الذي تتجه سياستها الى تقديم مساعدات مالية للدول الضعيفة كالسودان وسوريا واليمن تقدر بـأكثر من 25 مليون دولار فإن عواصم هذه الدول لم تحتل المراتب المتدنية كما هو الحال في بغداد وهذا يعتبر استخفاف بالوطن والمواطن لأن الاولى توفير هذه الاموال لدعم القطاعات الخدمية.
في بابل، المحاويل، الحمزة الغربي، انطلقت تظاهرات منددة بسوء الخدمات المقدمة للشعب وانهيار المنظومة البلدية الخاصة بالنظافة ونظام الصرف الصحي وهتف المتظاهرون إن النظافة من الايمان وإن سبب انتشار الامراض والاوبئة هو فساد الحكومة والسياسيين لانهم اهتموا بسرقات البلد وملئ جيوبهم وأهملوا تقديم الخدمات البلدية والصحية وغيرها.
في القادسية، عفك، آل بدير، الدغارة، غماس، الشافعية، انتقد المواطنون فشل الحكومة حتى في أسهل الأمور وأبسطها ألا وهو موضوع النظافة في المدن العراقية ورغم ما يتمتع به العراق من ثروات لكن شوارع المدن مليئة بالقمامة والنفايات والأوساخ المسببة للأمراض والأوبئة المميتة وهذا يعكس ذوق السياسيين الحاكمين.
وفي واسط، الحي، الزبيدية.
وضمن التظاهرات والاحتجاجات التي ينظمها أتباع المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في العراق، انطلقت تظاهرة تندد بنقص وانعدام الخدمات بسبب فساد الحكومة وفشلها وعدم أهليتها وانتشار الرشوة والمحسوبية وتضييع المال العام وهدره على مشاريع وهمية لا وجود لها،وفي المثنى خرجت الجماهير بتظاهرة تستنكر الفساد الحكومي الذي شمل كل مرافق الحياة نتيجة صراعات وتناحرات منذ سنوات بين ساسة نفعيين ألقت بظلالها على المواطن العراقي.
وفي ميسان، المجر الكبير، انتقد المواطنون الساسة الذين جعلوا بلد الرافدين من الدول المتقدمة في كثرة الأوساخ وعدم النظافة فضلا عن فشلهم في الأعمار وتطوير البلاد،المتظاهرون في ذي قار، الشطرة، الفهود، بينوا أن المنهج والفكر الفاسد والمتلوث عند السياسيين العراقيين تسبب في اتساخ البلاد وجعلها أوسخ البلدان في حين أنها تعتبر من أغنى الدول، كما طالب المتظاهرون منظمة الامم المتحدة بعزل ومحاسبة من تسبب بتلوث هذه البيئة بأسرع وقت ممكن.
البصرة، الهارثة، القرنة، رفع المتظاهرون فيها لافتات تندد بفساد الحكومة المستشري في كل أروقة الحكومة ومؤسساتها وتراكم النفايات والاوساخ في المناطق السكنية وفساد المشاريع الخدمية التي تعقدها الحكومة، وحمل بعض المتظاهرون صورا كاريكاتيرية تعبر عن فساد الحكومة واستبدادها بالرأي.