جدل في مصر حول خدمة المرأة لحماتها.. واجب شرعي أم لا؟

الحديث في مصر حول الزوجين والعلاقة بينهما لا يهدأ، فبعد جدل حول واجبات الزوجة كأم، اشتعل جدل جديد حول واجبات الزوجة نحو أهل زوجها.

 

وشهدت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مصر تجاذبا حول تريند "المرأة مش ملزمة"، وذهب البعض للقول بأن الزوجة ليست ملزمة بخدمة زوجها أو إرضاع صغارها.

وخلال الساعات القليلة الماضية تطور الأمر ليشمل حقوق الزوجة واجباتها نحو أهل الزوجة، وتجادل رجال دين حول حكم خدمة الزوجة لأم زوجها وأهله بشكل عام، بين مؤيد ومعارض.

الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، قال إن الزوجة "غير مكلفة بخدمة غير الزوج"، مشددا على أن "إجبارها على خدمة والدة زوجها لا يجوز، ولم يقل به أحد من أهل العلم سلفا أو خلفا".

وأضاف "كريمة" في تصريحات تليفزيونية: "الزوجة تستحق النفقة للاحتباس للزوج، وهذا الأمر لا بد من وضع مليون خط تحته، فاحتباس الزوجة يعني غير مكلفة بغير الزوج، والزوجة غير مكلفة بخدمة أقارب زوجها، وهذا الكلام متفق عليه بين الفقهاء".

الدكتور أحمد كريمة

في المقابل، قال الداعية الإسلامي الدكتور مظهر شاهين إن خدمة الزوجة لأم زوجها "واجبة من باب الإنسانية والرحمة"، مضيفا: "أنا لا أمانع في أن تعيش الزوجة في بيت العائلة ولكن بشروط، فأمي تزوجت وعاشت في بيت عيلة، وخدمت أم أبي 25 سنة".

وأضاف "شاهين"، عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك": "جدتي لأبي فقدت بصرها، ونسيت أبناءها وبناتها، ولم تكن تتذكر في أيامها الأخيرة سوى اسم والدتي وأختي فقط، ولما عانت سكرات الموت لقّنتها أمي الشهادة ورأسها على صدرها. اتقوا الله في الأمهات ولا تتحدثوا عنهن وكأنهن عالة على أبنائهم وعلى المجتمع".

وفي وقت سابق، شهدت مصر جدلًا حاميًا حول واجبات الزوجة، وتصدر وسم "المرأة مش ملزمة" مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ذهب البعض للقول بأن الزوجة ليست ملزمة بإرضاع أطفالها أو خدمة زوجها فضلًا عن أمه وأهله، ودخل الأزهر الشريف على خط الجدل، وقال مركز الفتوى الإلكترونية إن "المرأة ملزمة بخدمة زوجها وأولادها، وإن مساعدة الرجل لها سنة".

الداعية مظهر شاهين

وترى الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة طنطا المصرية، أن مثيري الجدل حول أدوار الزوجين هم "راغبو شهرة أو يتحدثون بدون وعي".

وأضافت "منصور" في تصريحات صحفية أن "الزواج عقد بين الزوجين يقوم على المودة والرحمة، وفيه يتم إلغاء أنا وأنت من أجل نحن للوصول إلى التفاهم والسعادة".

وعن حقوق وواجبات الزوجة والجدل المثار حولها في مصر، أكدت أستاذ علم الاجتماع أن الأدوار بين الزوجين لا تخضع لنصوص مكتوبة، لكنها تخضع لمتغيرات الواقع وظروف الزوج.

وأكدت أن الأدوار توزع تبعا للأبعاد النفسية والاجتماعية بما يحقق مفهوم المودة والرحمة، وبما لا يجور على كرامة الطرفين، فالزوجة مطالبة بخدمة زوجها وصون كرامته، والزوج مطالب باحترام زوجته وصون كرامتها هي الأخرى.

وحول خدمة الزوجة لأهل زوجها، أعادت "منصور" القول بأن الأدوار لا تخضع لنص، ولكنها تتحدد وفقًا لعدة متغيرات.