(ندوة حواريةً حول "المعجم التاريخي للغة العربية" في معرض عمان الدولي للكتاب)

اتحاد الناشرين الأردنيين- نظم مجمع اللغة العربية الأردني أمس الأحد ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى في المركز الأردني للمعارض الدولية- مكة مول ندوة حواريةً حول "المعجم التاريخي للغة العربية"، الذي يعد أول معجم تاريخي للغة العربية، بمشاركة الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور امحمد المستغانمي، والمدير العلمي للمعجم الدكتور مأمون وجيه.
وقال الدكتور المستغانمي إن المُعجم هو ديوانُ ألفاظ الأمّة، وخزّانُ تعابيرها والأنساق اللغوية التي يستعملها أبناؤها، وسِجِلُّ تاريخها؛ إذ من خلال النّظر في معجم أيّ عصر من العصور، يتبيّنُ للباحث الكلمات التي كانت رائجة ذائعة في ذلك العصر، والعبارات التي ألِف أهلُهُ استعمالَها وتوظيفها في كلامهم اليومي، وفي كتاباتهم الوظيفيّة وإبداعاتهم الأدبيّة.
وأضاف أن التأليف المعجميّ المتجدّد دليلٌ على حياة اللغة التي يتناولها، وكلّما ظهرت في أسواق الثقافة معاجمُ جديدةٌ وقواميسُ متنوّعة متخصّصة، دلّ ذلك على حياة تلك اللغة ونموّها وتطوّرها، وأنّ اللّغويين العرب قد قطعوا أشواطاً مُهمّة في التأليف المعجمي في العصور القديمة ابتداء من عصر الخليل بن أحمد الفراهيدي مروراً بابن دريد وابن فارس وابن منظور والفيروزآبادي والزّبيدي وصولاً إلى التأليف المعجمي المعاصر.
وأشار الدكتور المستغانمي إلى أن المعاجم العربيّة القديمة يجمعها، على تفرّقها وتنّوع أغراض إنشائها، أنّها كانت خاضعةً لمقاييس الفصاحة وسُلطة المعياريّة العربيّة التي وضعها جامعو اللغة في تلك الآونة الزاهرة من حياة العربيّة.
من جهته، قال الدكتور وجيه إن المعجم التاريخي فيه من المزايا والفوائدِ اللغوية ما لا يعدّ ولا يحصى، أبرزها رصدُ تاريخِ الكلمات العربية بتتبع تاريخِ ميلادِ الألفاظ في أقدم النصوص التي وردت بالنقوش العربية القديمة الجنوبية المكتوبة بالخط المسند، والنقوش الشمالية الثمودية والصفوية، وتَـتَبُّعُ استعمالاتها، وتطور دلالاتِـها وتاريخِ ظهورِ الدلالات الجديدة، وما طرأ عليها في جميع العصور.
وأضاف أن المعجم رصد ما دخل العربية من الألفاظ الدخيلة والمُـعَرَّبة والمحْدَثة، وتاريخِ دخولِـها في كل عصر، وتنمية اللغة وتوسيعها بالخروج على عصور الاحتجاج الموروثة والاستشهاد بكل نص عربي صحيح في أي عصر من العصور ومن ثم تنوعت شواهد المعجم تنوعاً واسعاً فريداً فهو يستشهد بكلام القدماء والمولدين والمحدثين.
وكان الأمين العام لمجمع اللغة العربية الأردني الدكتور محمد السعودي قد استهل الندوة، بالشكر لاتحاد الناشرين الأردنيين ولوزارة الثقافة وأمانة عمان، القائمين على المعرض، وأشاد بمبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يشرف شخصياً على المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أُنجز منه سبعة عشر مجلّداً للحروف الخمسة الأولى من أحرف اللغة العربيّة، وتناول أوجه استخدامات الألفاظ ومصادرها واشتقاقاتها.