الحابل بالنابل
انتقيت العنوان من مدلول على الخلط بين امرين , فهذا ما اجده حينما اجول المواقع الالكترونيه , فتجد احد الكتاب نظم حروفه للحديث عن هم اجتماعي او سياسي يشرح فيه واقع مؤلم من وحينا وثقافتنا و سلوكيات البعض , فحاز جزأ لا باس فيه من وصف دقيق لما تحدث عنه .
او معد اخبار ينقل لنا خبر ما , لنتفاجئ بعدها بتعليقات القراء ...! فهذا ما يستوقفني لدقائق كثيره ! فلو كان الخبر او المقال عن مشاكل الصرف الصحي مثلا , فحتما ستجد تعليقا مثل ذلك , (ذبحونا بقانون المطبوعات والنشر وبقلك صرف صحي ) واحدهم يكتب (احنا بدنا وظائف بدناش((تأمين صحي))
والاخر يتهكم,,! (وزير الاعلام ينفي ) ناهيك عن(الفهلوي) الذي لا يعرف الا التدقيق النحوي فقط. (طبعا قرفتها حرف الجر يجر جملا ) والسياسي المحنك (ابو العريف هاظ ) يدلي برأيه : كلها خطط اسرائيليه ماسونيه ...!!!
فاتسائل ما هذا التهكم ؟ والتباعد الفكري الثقافي بربط الاحداث ببعضها , هل هو ضعف في الادراك او حب المشاركه للمشاركه فقط , او ان (كل يغني على ليلاه ) ام ان جزا من المشكله يوضع على عاتق المواقع الالكترونيه ؟ فكيف تسمح بمثل هذا الخلط ؟ ليفقد الخبر او المقال لذته .
تساؤلات عديدة اترك الاجابه عليها لكم .
اختلط الحابل بالنابل وما اثارني للكتابه بهذا السياق , هو استشهاد ضابط الامن العام (المقدادي)رحمه الله , فتفاجأت بأن احدهم يعلق على هذا الخبر المؤسف : (ههههههه أمن ناعم ) وهذا يعبر عن رأيه ايضا (رووووووح طالعه الله حيهم رجال الامن العام !!!) واخر يكتب ( الله يرحمه بس ليش ما طخ المجرم ,,,,,!؟)
فسرعان ما تذكرت القذافي حينما قال عن قتلى الثوره : اذهبوا واسالوهم من قتلكم !؟
قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ......
وبعد اجاباتكم على ما اسلفت من تساؤلات عديده ...اعتقد وبرايي المتواضع الذي لا يتعدى رأي الصغير فيكم , واؤكد اننا شعب متعلم , لكن شتان بين العلم والثقافه , وشتان بين العلم والمعرفه , شعب متعلم بشهاده لكنها تخلو من الفكر وزخم الثقافه , تخلو من العودة للكتاب والعودة لسطوره, ووضع النقاط على الحروف .
ولا ينكر احدنا بان متابعة تقرير تلفزيوني مصور ستكون كفيله لمعرفة ضعف التعبير فينا , ربما لان ثقافتنا اقتصرت على الاخبار ,,,طوبى لامة جعلت مكتبة البيت من سلم اولوياتها , طوبى لها رسمت بمخطط بيتها المكتبة قبل المطبخ .
sofyan.aldaw@yahoo.com