ما هي شروط المضحي في عيد الأضحى؟
يقترب احتفال المسلمين بما يطلقون عليه اصطلاحا "العيد الكبير"، ومعه يكثر البحث عن شروط المضحي في عيد الأضحى المبارك، فما هي؟.
وأعلنت المحكمة العليا السعودية أن الخميس 30 يونيو/حزيران أول أيام شهر ذي الحجة، وعليه يبدأ ضيوف بيت الله الحرام أداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة (يوم التروية) الذي يوافق الخميس 7 يوليو/تموز، على أن يكون الوقوف بعرفة يوم الجمعة 8 يوليو/تموز.
وبهذا يحل أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم السبت 9 يوليو/تموز، على أن ينتهي موسم الحج لعام 2022 في رابع أيام العيد الموافق يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022.
وحج بيت الله الحرام فريضة واجبة مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل استطاع إليه سبيلاً، لقوله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا"، رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري والترمذي ومسلم.
وذبح الأضاحي أو نحرها في عيد الأضحى شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة على شرعيتها لقول الله عز وجل: "فصل لربك وانحر".
وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين سمينين، عظيمين أملحين، أقرنين، موجوءين (مخصيين) وأضجع أحدهما وقال باسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وآل محمد ثم أضجع الآخر وقال: باسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ.
ويتساءل كثيرون عن أحكام وشروط المضحى في عيد الأضحى، وهل هناك فرق بين المضحي من الرجال والمضحي من النساء؟.
شروط المضحي في عيد الأضحى
حدد فقهاء الدين عددا من الشروط الأساسية التي يجب توافرها في كل من يرغب في ذبح الأضحية خلال عيد الأضحى، حتى تكون الأضحية صحيحة ومقبولة شرعاً.
وتشمل شروط المضحي في عيد الأضحى للرجال والنساء ما يلي:
1- النية
من شروط المضحي تحديد نية التضحية، لأن الذبح قد يكون للحم، وقد يكون للقربة، والفعل لا يقع قُربةً إلا بالنية، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: :إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، رواه البخاري.
2- الإسلام
تصح الأضحية من كل مسلم حر، ولا تصح من غيره، وقد اختصت عبادة الأضحية بالمسلم، لأنّها قُربة إلى الله تعالى يتعبّد له بها.
3- البلوغ
يشترط أن يكون المضحي بالغًا، وذهب المالكيّة إلى كونها سنة في حق الصغير، ورأى الحنفية أنها واجبة في حق الصغير إن كان ذا مال، ويُضحّي عنه أبوه، أو وصيّه، ويُسَنّ له أن يأكل من أضحيته، وذهب بعضهم إلى أنّها لا تجب على الصغير من ماله، وهي غير مسنونة للصغير عند الشافعية، والحنابلة.
4- المقدرة المالية
يرى الحنفية أن المقدرة الماليّة شرط من شروط المضحي، وتسقط عن العبد دون الحُر، لأنّ العبد لا يملك شيئًا، والمقدرة المقصودة هنا أن يمتلك الذي ينوي الأضحية النِّصاب الزائد عن حاجته اليومية.
وعرف الشافعية المقدرة المالية بأن "يملك المضحي في يوم وليلة النَّحر وأيام التشريق ما يزيد عن حاجته وتحصل به الأضحية".
بينما رأى المالكية أنّ القادر هو "من لا يحتاج إلى ثمن الأضحية لأمر ضروري"، ورأى الحنابلة أن القادر هو "من يستطيع أن يُحصّل ثمن الأضحية حتى لو استدان ثمنها إن علم أنه قادر على سداد دَينه".
5- غير حاجّ
يشترط عند المالكية ألّا يكون المضحي حاجًّا؛ إذ إنّ السنّة للحاجّ الهَدْي وليس الأضحية ، وقد انفرد المالكيّة بذلك الشرط عن باقي الفقهاء.
6- الإقامة
اشترط جمهور الفقهاء الأضحية على المُسافر كالمُقيم، في حين انفرد الحنفية في سقوطها عن المُسافر فلا تجب عليه، أي أنّهم اشترطوا أن يكون الشخص مُقيمًا؛ والسبب في عدم وجوبها على المسافر عندهم أنّه يشقّ على المسافر تحصيل أسباب الأضحية .
بينما تضم قائمة المستحبات والمحظورات للمضحي في عيد الأضحى ما يلي:
- يستحب على من أراد أن يضحي ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره منذ بداية الأيام العشر من ذي الحجة حتى يتم الذّبح.
- يحرّم على المضحي بيع أي جزءٍ من الأضحية حتى شعرها وأظافرها.
- يحرّم إعطاء من ذبح الأضحية جزءًا منها كأجرٍ على عمله، وإنّما يجوز إعطاؤه على سبيل الهدية أو الصّدقة.