خيبة صمت لا فاجعة كلام

يقتلنا الصمت اكثر من الكلام لأننا ندرك ان اخاديده اعمق سلاح معانيه
اكثر وجعا وسقوطنا امامه مبكر... نعلم تماما ان انهزامنا في حضوره مباغت
كالطلقة الأخيرة... مدوية وقاتلة...لأن صاحبة يعلن انسحابه من مأساة
حضورنا برفع راية بيضاء لا قبعة...فتفصل المسرحية بروايات اخرى ...حضور
يمتزج بغبار المواقف ورقا وحبرا دون حروف... هل جئنا من المستحيل حيث
يحرق الابطال بخيبات صمت لا بفاجعة كلام...اما اننا لم نكن ابطالا منذ
البداية فعبرونا بهدوء ...! حين يعجزون عن التعبير يسافرون الى عالم اخر
تسهل فيه لغة الرد لتصفع الانسانية ...كأنهم يضعون النقاط لا الفواصل
ليشبعوا وجودنا في الهوامش..
وحده العتاب لغة الحب ...لانه يشبع نار فضولنا بكوننا نقرع باب قلب
لا صفحة فارغة ...يطفىء لهيبهم ولهيبنا ويحتجزنا في خانة اكثر تواصلا
ي جترحون الصمت ستارة لمشاعرهم ..ونحن يذيبنا الانتظار عند بواباتهم..
في مواجهاتنا معهم نقرأ لغة الشفاه لا عثرات الصمت ..
فنحن نحيا على ما يقال وليس ما يأخذ من ملامح...نفتح نوافذهم لنرى
صورنا التي رحلت وهم يغلقون اخاديدهم خوفا من عبور ذاكره...بأي شهية
يتناوبون على حرقنا بالصمت..! يرتدونه ليصبحوا أكثر دفئا حين لايجدون
من الكلام وشاحا.. أكثر وقارا.. أكثر تمسكا بما يملكون فالحروف باتت تعريهم
أمام العيون ..ونحن نسكن ضمائرنا بعقاب وحساب ..لنعلق مقصلة وقت.
يعزفون سمفونيات مؤجلة على قارعة طريق ونحن نصغي لما حولها لعلنا
نزور ما لم يقل بعد بوصلتهم التي اسقطوها في احضاننا بدأت ترتجف تبتعد
ويبتعدون ليغيب كل الكلام.نحفظ ما تبقى منهم وهم يعيدون لنفوسهم ما
ضاع خلف آلهة الصمت وما يحملون.