ما حكم الدين في إعدام من أنهى حياة أولاده؟
أقدمت سيدة مصرية على قتل أطفالها الثلاثة، ثم حاولت الانتحار لكنها لم تفلح في الأمر وتعرضت لجروح نقلت على إثرها للمستشفى.
وهز الحادث الرأي العام المصري، وأحدث جلبة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مطالب بضرورة الكشف النفسي على الأشخاص قبل الزواج، وغاضب من التصرف البشع، الذي أودى بحياة ثلاثة أطفال أبرياء، لم يتخط عمر أكبرهم 10 سنوات.
وتركت الأم، التي تسكن في محافظة الدقهلية شمالي القاهرة، رسالة مؤثرة ومحيرة في آن، توضح فيه سبب فعلتها لزوجها، وشعورها بالذنب تجاه الأبناء، وفي الوقت نفسه تخبر الزوج أنه سيعثر على امرأة أفضل منه.
وتعد هذه الحالات من الجرائم فريدة وغريبة بمصر بما يدفع كثيرين للتساؤل حول قتل الوالد بولده، في رأي الدين ووفق تشريعاته وأحكامه، وهو سؤال طرح من قبل على مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، في حوار صحفي أجرته معه صحيفة مصرية منذ سنوات.
وقال شوقي إنه فيما يخص جرائم قتل الوالد بالولد، فإن هذا مما يتنافى مع طبيعة الأبوة، القائمة على الحنان والشفقة على الولد، فمن النادر أن يقتل الوالد ولده متعمدا، لكن ذلك قد يحدث من باب القتل الخطأ، وفي تلك الحالة لا يتلقى حكما بالإعدام.
وبحسب رد مفتي الديار المصرية فإن هناك قضايا يستشف منها من خلال التحقيقات والظروف المحيطة بالجريمة، أن الوالد ارتقى بالفعل وقفز فوق الحنان والشفقة إلى العمد والقصد الذي يريد به بالفعل قتل ولده. ومذهب المالكية يذهب إلى قتل الوالد بولده.
فإذا أضجعه مثلا وأخذ السكين وذبحه فهي أعمال في مجملها تؤيد أن الوالد لم يكن في حالة الخطأ، بل كان عامدا وقاصدا فلا يمكن له أن يفعل مثل هذه الأمور، ويقتله دون قصد، ويفعل القانون المصري ما ينص عليه مذهب المالكية في قتل الوالد بالولد.