عويس: ينبغي تعديل أسس القبول الجامعي
رعى وزير التعليم العالي والبحث العلمي – رئيس اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية الدكتور وجيه عويس، افتتاح فعاليات الأسبوع الدولي الثاني، الذي تنظمه دائرة العلاقات والمشاريع الدولية في جامعة اليرموك، على مدار ثلاث أيام في مبنى المؤتمرات والندوات.
وأشار عويس في كلمته الافتتاحية، بحضور رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية، أكد على أهمية تنمية الموارد البشرية وبناء إنسان أردني قادر على الاضطلاع بدوره في تنمية مجتمعه، وعليه جاءت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016 – 2025 لتترجم هذه الرؤية الملكية السامية في تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة وواضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية، ولتؤطر لعمل القطاعات المعنية بالتعليم.
وأضاف أن قطاع التعليم العام وهو أحد قطاعات الاستراتيجية الوطنية الثلاثة، الذي يشمل مجموعة من المراحل هي: مرحلة التعليم المبكر للأطفال الذي يكون من عمر 0-6 سنوات، حيث تسعى الاستراتيجية إلى تنمية الطفولة المبكرة من خلال تدريب المعلمين لمرحلتي KG1 و KG2 ، وتطوير المناهج الخاصة بهاتين المرحلتين، ورفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع حول أهمية تنمية الطفولة المبكرة.
وأشار عويس إلى أن المرحلة الثانية هي المرحلة المدرسية التي تواجه العديد من التحديات التي تتطلب منا الكثير من الجهد المتعلق بإعداد معلمين مؤهلين ومدربين لدخول القاعة الصفية وتزويد الطلبة بالعلوم والمعارف اللازمة بأسلوب متطور وحديث، مشددا على أهمية هذا الأمر لإنجاح أي نظام تعليمي.
وفيما يتعلق بمرحلة تطوير المناهج الدراسية، أكد عويس أن الاستراتيجية الوطنية أوصت بتشكيل هيئة لتطوير المناهج الدراسية بحيث تضم مجموعة من المختصين والخبراء، بهدف إعداد مناهج دراسية مواكبة للمستجدات التعليمية والتربوية الحديثة، والتركز على المهارات اللغوية ومهارات التفكير النقدي البناء والاستنباط والاستكشاف بدلاً من أسلوب التلقين والحفظ.
ولفت إلى أن قطاع التعليم العام يشمل كذلك مرحلة امتحان شهادة الثانوية العامة، ومرحلة التعليم المهني الذي يتطلب إعادة تأهيل المدارس المهنية ومعاهد التدريب المهني ومشاغلها بما ينسجم مع الخطة الاستراتيجية، وتطوير البنية التحتية، التي تشمل البناء والتجهيزات ومصادر التعليم، وجميع مدخلات منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني.
وشدد عويس على أنه ولإنجاح الأنظمة التعليمية في الأردن، ينبغي علينا تطوير جودة التعليم المدرسي والجامعي، وتعديل سياسات القبول في الجامعات، وتنظيم استثناءات القبول الجامعي، وتوفير الدعم المالي للجامعات لتتمكن من تطوير العملية التعليمية والتطبيقية فيها، وضرورة إدماج التكنولوجيا في التعليم، موضحا أن عملية تعديل أسس القبول تتم بربط عملية التعليم بـقدرة الطالب ورغبته، بحيث لا يتم الاقتصار على اعتماد امتحان شهادة الثانوية العامة كمعيار وحيد للقبول في الجامعة بحيث تأخذ الجامعات دوراً في وضع معايير إضافية تضمن المواءمة بين قدرة الطالب ورغبته والتخصص الدراسي الملائم، والذي يمكن تطبيقه إما من خلال امتحان الثانوية العامة بالإضافة إلى السنة التحضيرية.
من جهته، رحب مسّاد بالمشاركين في فعاليات هذا الأسبوع الدولي، الذي سيكون منصة للشراكات والتواصل بين جميع المؤسسات والمنظمات المشاركة، وفرصة لفتح قنوات التعاون وتشجيع الحوار وتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن فعاليات هذا "الأسبوع” تقام هذا العام بالتزامن مع المؤتمر الختامي لمشروع BITTCOIN Jordan المدعوم من الاتحاد الأوروبي، والذي يُعنى بموضوعات نقل التكنولوجيا في الجامعات الأردنية.
واستعرض مسّاد نشأة الجامعة، والتي تعد ثاني أقدم جامعة حكومية في الأردن، تأسست عام 1976 لتوفير تعليم جيد لطلبتها في مختلف التخصصات والدرجات العلمية، ولتحقيق التوازن بين العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة والتخصصات العلمية والهندسية والطبية من جهة أخرى.
وأشار مسّاد إلى أن خطط الجامعة الاستراتيجية وخطط العمل مستمدة من الرؤى الملكية لجلالة الملك عبد الله الثاني، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من التخصصات المقرونة بتحقيق التميز في التدريس، وتوفير الفرص لخدمة المجتمع وتنفيذ الأنشطة اللامنهجية، وتشجيع الأفكار المبدعة والابتكار، لأن "اليرموك” لا تسعى لتخريج حاملي الشهادات، فحسب وإنما تخريج كفاءات منتجة تتمتع بالنزاهة والرؤية والتفكير الخلاق والتسامح والسعي وراء تحقيق الأهداف.
وأضاف أن "اليرموك” تضم أكثر من أربعين ألف طالب وطالبة يواصلون تعليمهم الجامعي في خمسة عشر كلية تقدم تسعة وستين برنامجا في مرحلة البكالوريوس، وسبعون برنامجا في الماجستير، وخمسة عشر برنامجا لمرحلة الدكتوراه، منهم 8% من الطلبة الوافدين الذين يمثلون 46 جنسية، كما خرجت "اليرموك” و منذ تأسيسها ما يقارب مائتي ألف طالب موزعين في جميع أنحاء العالم.
وتابع: ولمواكبة التغيرات في السوق المحلي والإقليمي والعالمي، فقد طرحت "اليرموك” مؤخرا بعض البرامج الأكاديمية الجديدة كالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وإدارة المتاحف وأنظمة المعلومات الجغرافية والإدارة الهندسية والابتكار والقيادة، كما أنشأت مركزًا علميًا للتنمية المستدامة ومركزًا آخر للإبداع والابتكار.
في ذات السياق، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق المهندس مثنى الغرايبة، على أهمية التكنولوجيا التي ساهمت في تسريع تنفيذ القضايا المختلفة التي سبق وان اخذت اوقاتا طويلة واليوم تُنجز بوقت قصير جدا، مشددا على ضرورة تطوير البنية التحتية لمؤسساتنا، وتطوير قدرات الهيئة التدريسية والإدارية في مؤسساتنا التعليمية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، نظرا إلى التسارع التكنولوجي الحديث وضرورة مواكبته لتحقيق التنمية المنشودة في مختلف القطاعات.
وأكد على أهمية دور المؤسسات التعليمية في تعزيز دمج القطاعين الصناعي و الأكاديمي الذي يتطلب وجود موظفين اكفاء من ذوي المهارات المتطورة.
من جانبها، شددت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية شيري كارلين، على أهمية تعزيز الشراكات والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة لدعم عملية التنمية في الأردن، معتبرة فعاليات هذا الأسبوع الدولي منصة مثالية للمشاركين للتحاور في كيفية تعاون الأوساط الأكاديمية ومساهمتها في توفير تعليم عالي الجودة لجميع المدارس والجامعات في الأردن.
وأشارت إلى أن هناك العديد من الطلبة الأردنيين يواصلون دراساتهم في العديد من الجامعات الأمريكية، بموجب برامج التبادل التعليمي بين الجامعات الأمريكية والأردنية، مما يمكن هؤلاء الطلبة من اكتساب الخبرات من نظرائهم الأمريكيين والعودة إلى الأردن بأفكار جديدة ومبتكرة لتطبيقها في مجالات خبرتهم.
ولفتت كارلين إلى مشاركة آلاف الأردنيين في برامج التبادل التعليمي والمهني والثقافي التي تمولها الحكومة الأمريكية، كبرامج فولبرايت، مشيرة إلى أنه وبالمقابل يعدّ الأردن من بين أكثر الوجهات شعبية لدى الأمريكيين المهتمين بدراسة اللغة العربية كلغة أجنبية.
وأضافت أنه وإلى جانب هذه البرامج التبادلية التعليمية، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جنباً إلى جنب مع وزارة التربية والتعليم الأردنية لزيادة جودة التعليم في الأردن، ليس فقط في جامعات فحسب وإنما في المدارس الابتدائية والثانوية في كافة أنحاء المملكة، لافتة إلى أن الوكالة تعمل حالياً مع وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وجامعات اليرموك والأردنية ومؤتة والهاشمية لتنفيذ برنامج إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة كوسيلة لتحسين جودة التدريس والتعلم للصفوف من الرابع إلى العاشر.
وقال مدير دائرة العلاقات والمشاريع الدولية الدكتور موفق العتوم أن هذا الأسبوع الدولي يهدف لتعزيز الشراكات والتشبيك بين مختلف المؤسسات المشاركة، وفتح آفاق جديدة للتعاون فيما بينها وتشجيع الحوار، وتبادل الخبرات في شتى مجالات التعليم العالي.
ودعا العتوم إلى زيادة تطوير التكنولوجيات الجديدة وزيادة فرص الوصول إلى التقنيات الحالية الذي يعد أمرا أساسيا لضمان التنمية المستدامة، مشيرا الابتكارات التكنولوجية الحديثة تمكننا من زيادة قدرتنا على الصمود أمام الآثار السلبية للتحديات العالمية، حيث يعتبر موضوع "نقل التكنولوجيا” أمرًا حيويًا في منع تأثيرات التحديات العالمية على مختلف القطاعات.
وأضاف أن مؤسسات التعليم العالي تلعب دورًا أساسيًا في عملية نشر الوعي بين طلبتها لفهم التحديات العالمية، ودمج أهداف التنمية المستدامة في نظامها، وهنا تأتي أهمية الموضوع الرئيسي الثاني لهذا الأسبوع "نحو تكامل أهداف التنمية المستدامة في استراتيجيات التعليم العالي”.
وأشار العتوم إلى أن برامج التبادل الطلابي وتبادل أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية له تأثيرات إيجابية مختلفة على قطاعات التعليم العالي، ويلعب دورًا حيويًا في تحديد أفضل الممارسات لمواجهة التحديات العالمية وفي تبادل المعرفة والخبرة في هذا المجال.
وتتضمن فعاليات هذا الأسبوع مناقشة مجموعة من المحاور، كأثر الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016 – 2025 في الأردن، والسعي نحو جامعات خضراء مستدامة، والإنصاف والشمولية في التعليم العالي، والتحول الرقمي في التعليم العالي: الاتجاهات وأفضل الممارسات.
وسيتناول هذا "الأسبوع” أيضا السعي نحو إدماج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجيات التعليم العالي، والتبادل الافتراضي بهدف تعزيز بعد تعدد الثقافات في التعليم العالي، والابتكار والتوظيف، وجودة التعلم ومناقشة مدى تطور البنية التحتية الرقمية للجامعات في سياق التعليم عن بعد، وتعزيز التعليم والتدريب المهني وحراك الطلاب والموظفين: التحديات والفرص.
وحضر فعاليات الافتتاح السفير الإماراتي في عمّان أحمد علي البلوشي، ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وجودتها الدكتور ظافر الصرايرة، ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور خالد السالم، ومدير مكتب إيراسموس بلس الوطني الدكتور أحمد أبو الهيجاء، وعدد من مدراء مكاتب المنظمات والهيئات الدولية الاكاديمية في عمان، ونائبي رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، والدكتور رياض المومني، وعمداء الكليات ومدراء الدوائر الإدارية والمراكز العلمية وعدد من طلبة الجامعة من مختلف الكليات