بيل جيتس: أنا أنفق مليارات على اللقاحات ولا أكسب المال منها

يبدو أن مسلسل المشاحنات والاتهامات والأخبار الغريبة التي تعج بها حياة الملياردير الأمريكي بيل جيتس، سيشهد حلقات أكثر جنونًا واضطرابًا.

الملياردير الأمريكي بيل جيتس، وصف في مقابلة شاملة تناولت موضوعات متعددة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، نظريات المؤامرة التي تتعلق به بأنها أفكار "مجنونة" كما وصف الهتافات ضده في الأماكن العامة بأنها أمر "مروع".

مقابلة الملياردير الأمريكي بيل جيتس مع شبكة بي بي سي

وقال في برنامج "توداي" على الشبكة البريطانية، أن لقاءه مع الملياردير الأمريكي جيفري إبستين كان "خطأ"، وتحدث عن انتقاد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا والرجل الأغنى في العالم "إيلون ماسك" العلني له في الفترة الأخيرة.

ما وراء الخلافات الحادة بين جيتس وماسك كان بيل جيتس يعد أغنى شخص في العالم. لكن هذا اللقب الآن بات من حصة إيلون ماسك. ولا يتآلف الرجلان مع بعضهما.

وفي الأسبوع الماضي اتهم ماسك جيتس بأنه "يقلل من قيمة" أسهم شركة تيسلا، وهي طريقة لكسب المال من خلال المراهنة على أن الشركة ستفقد قيمتها.

كما كتب ماسك تغريدة، وصفت بأنها إهانة صبيانية، لجيتس على تويتر.

ويقول جيتس: "لا داعي لأن يكون لطيفًا معي". لكن ماسك يقول إن التقليل من قيمة أسهم شركة تيسلا، وهي شركة تصنع السيارات الكهربائية، يقوض جهود جيتس الخيرية في مجال البيئة.

ولدى سؤاله على وجه التحديد إن كان مناوئا لـ"تسلا"، أجاب جيتس: "ليس لهذا علاقة بتغير المناخ. إذ إن لدي طرقا للتنويع".

ورفض فكرة أن تقليل قيمة أسهم شركة تسلا سيكون عملا ضار بالبيئة.

وأوضح: "ستؤدي شعبية السيارات الكهربائية إلى مزيد من المنافسة لبيع هذا النوع من السيارات. وهناك فرق بين شيوع السيارات الكهربائية التي يتبناها الناس، وأن تصبح الشركات التي تنتجها عالية القيمة جدا".

كيف سيصبح "تويتر" مع ماسك؟ وكان ماسك قدم في الفترة الأخيرة عرضا لشراء تويتر وافق عليه مجلس إدارة الشركة.

ولدى سؤاله عن هذه الصفقة، قال جيتس: "أعتقد أنه من الممكن أن يصبح موقع تويتر أسوأ. ولكنه قد يكون أفضل أيضا ... لذا فإن علي أن أنتظر وأرى".

ويهتم جيتس اهتماما خاصا بوسائل التواصل الاجتماعي، ليس لأنه جنى مليارات منها، ولكن لأنها أصبحت محورا لنظريات المؤامرة.

وصرح مؤسس "مايكروسوفت" خلال قمة مجلس الرؤساء التنفيذيين التي تنظمها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن التغييرات التي سيحدثها الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك"، إذ حصل على ملكية "تويتر"، لم تتضح بعد، لكنه حذر من المخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.

في حين أشاد "جيتس" بإنجازات "ماسك" في شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، بعد أن شكل فريقًا كبيرًا من المهندسين في الشركتين، لكنه أعرب عن شكوكه حول إمكانية تكرار هذا الإنجاز مرة أخرى.

ودعا "بيل جيتس" خلال المؤتمر إلى عدم التقليل من شأن "إيلون ماسك"، لا سيما مع عدم وضوح هدف "ماسك" وراء شراء "تويتر" في صفقة تبلغ قيمتها 44 مليار دولار.

وتأتي تصريحات "جيتس" بعدما اتهمه "ماسك" ببيع أسهم "تسلا" على المكشوف خلال شهر أبريل الماضي، لكن "جيتس" أكد أن هذه الاتهامات لا تزعجه.

ولطالما كان جيتس مدافعا عن اللقاحات - وضخ المليارات في برامج التلقيح حول العالم.

وقد جعلته شهرته في هذا المجال موضوع ادعاءات غريبة لا أساس لها من الصحة، تفيد بأنه يحاول تعقب الناس من خلال اللقاحات. وراج عدد من النظريات على منصات التواصل الاجتماعي، وكتب لها الانتشار خلال فترة الوباء.

ويقول جيتس: "يكاد يكون الأمر، في بعض النواحي مثيرا للضحك، لأن به جنونا".

ويضيف: "أعني: هل أنا أرغب حقا في تتبع الناس؟ كما تعلمون، أنا أنفق مليارات على اللقاحات، ولا أكسب المال منها واللقاحات تنقذ الأرواح".

وقال جيتس أيضا إن أصحاب نظريات المؤامرة هتفوا ضده في الشارع.

معارضة مشروع بيل جيتس للقاحات كوفيد-19

وأضاف: "خرجت في الفترة الأخيرة إلى الشارع ووجدت بعض الناس يصرخون في وجهي قائلين إنني أتتبعهم. وهذا شيء مروع".

وأعلن جيتس وزوجته ميليندا فرينش جيتس أنهما كانا على وشك الطلاق العام الماضي. وأنشأ الزوجان مؤسسة بيل وميليندا جيتس - وهي إحدى أكبر المنظمات الخيرية في العالم - وظلا متزوجين 27 عاما.

ويقول: "حياتي مختلفة للغاية. لقد ترك أطفالي المنزل، وكان آخر شخص تركه للجامعة قبل عام. والطلاق صعب للغاية. كان عاما صعبا".

وانتهى الزواج بتقارير تفيد بأن جيتس كان على علاقة غرامية. وفي مارس/آذار، قالت ميليندا جيتس أيضا إنها تساءلت عن سبب عقده اجتماعات مع جيفري إبستين الممول المدان بارتكاب جرائم جنسية.

وقالت لشبكة سي بي إس في مارس/آذار: "لم يعجبني أنه التقى مع جيفري إبستين، لا. وأوضحت له ذلك".

ولدى سؤاله عن تلك اللقاءات، وصف جيتس التحدث مع إبستين بأنه "خطأ".

وأضاف: "ارتكبت خطأً في لقاء جيفري إبستين. وربما كانت غرائز ميليندا في ذلك تميل إلى الحرص أكثر مني.. يمكن أن يُنظر إلى أي لقاء أجريته معه على أن فيه تغاضيا عن سلوكه الشرير. وكان ذلك خطأ".