بيلا حديد : لن أسمح بأن نُسمّى إرهابيين فقط لأننا ندافع عن شعبنا

مرّة جديدة أدانت عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية، بيلا حديد، ما يفعله جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلّين في المسجد الأقصى بالقدس، من خلال نشرها مجموعة من الفيديوهات عبر حسابها الخاص على إنستغرام.


وتعليقاً على الهجوم العنيف وغير المسبوق الذي شنّته قوات الاحتلال، على مئات المصلّين المعتكفين داخل مصليّات المسجد الأقصى في القدس، يوم الجمعة 15 أبريل/نيسان الجاري، قالت حديد: "كم مرّة سيعمد عسكري يحمل أسلحة، ويرتدي سترات واقية من الرصاص، إلى ركل رجلٍ مسنّ حتى يشعر بمزيدٍ من القوة؟ كم عدد الأطفال الذين يجب أن يقتلهم النظام الحكومي، قبل أن يبدأ الناس بالاهتمام”؟


وتابعت بيلا حديد، في رسالتها التي نشرتها يوم أمس الإثنين، 16 أبريل/نيسان: "لن أسمح أن يُطلق علينا جميعاً اسم إرهابيين (كما أُطلق عليّ منذ أن كنتُ طفلة، لمجرّد كوني فلسطينية)، فقط لأننا على قيد الحياة وندافع عن شعبنا”.


وأكّدت حديد في هذا الإطار قائلة: "وكأنهما خطّان متوازيان، الدفاع عن الحقّ وحقوق الإنسان. هذا الاحتلال لا يقتل فقط النساء والأطفال والرجال بشكلٍ منتظم ودوري، ولكنه يشوّه أيضاً صورة شعبٍ آخر خلال ذلك. إنه أمر محزن ومقزّز”.
وتابعت بيلا حديد تقول: "إن النسخة التي صُوّرت بشكلٍ غير صحيح عن شعبنا، بهدف تبرير الإساءة الجماعية للشعب، هي نسخة خاطئة”.
ثم توجّهت إلى الرأي العام قائلة: "إن كان بإمكانكم النظر إلى ما يجري، والتفكير بأن الطريقة التي يتعرّض بها الفلسطينيون للتعذيب والإذلال والإساءة والتفكيك والقتل من قِبل الاحتلال هو أمرٌ عادي، فأنتَ في الجانب الخطأ من التاريخ، لا يوجد عذرٌ لهذا النوع من السلوك أبداً”.
وتطرّقت بيلا حديد للحديث عن تاريخ معاناة عائلتها مع الاحتلال الإسرائيلي، منذ العام 1948، حين طُرد والدها من منزله عندما كان في التاسعة من عمره. وقالت: "لا يتعلّق الأمر بالدين، ولا يتعلّق بي وبكرهي لشيءٍ ما أو شخصٍ ما، بالنسبة لي يتعلّق الأمر بكل كائنٍ حيّ وما يستحقه في الحياة، لكن بالنسبة للحكومة الإسرائيلية فالموضوع مرتبط بالجغرافيا، والسياسة، والسلطة”.
وختمت حديد رسالتها متسائلة: "مَن المستفيد من الحرب والعنف؟ الجواب ليس أبداً الشعب، الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كلّ مكان”.

استنكار بيلا حديد لاقتحام الأقصى ليس الأول
وكانت عارضة الأزياء الأمريكية من أصولٍ فلسطينية قد أكّدت في وقتٍ سابق أن موقع إنستغرام قام بحظرها، من خلال ما يُعرف بالـShadow Banned، وهو حظر ظهور جزئي للمتابعين، بسبب منشوراتها عن فلسطين.
وأوضحت وفقاً لما نقله موقع Middle East Eye: "عندما أنشر عن فلسطين يتمّ حظر ظهوري بشكلٍ جزئي على الفور، ويقلّ عدد متابعي قصصي ومنشوراتي نحو مليون شخص”.
وفي منشورٍ لاحق نشرت حديد لقطة شاشة لما بدا أنه محاولة لإعادة نشر مقطع فيديو لضابط من الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على رجل فلسطيني مسنّ، وعلّقت عليها، قائلة: "لن يُسمح لي بإعادة النشر لمدة ساعتين الآن”، مع رمزٍ تعبيري للبكاء.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شنّت هجوماً عنيفاً وغير مسبوق، على مئات المصلّين المعتكفين داخل مصليات المسجد الأقصى، وقامت بعد صلاة فجر الجمعة، 15 أبريل/نيسان 2022، بتحطيم بوابات المصلّى القبلي ونوافذه، وإطلاق قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي على المرابطين بداخله، قبل أن تنجح في دخوله واعتقال الشبان الفلسطينيين، الذين اشتبكوا مع شرطة الاحتلال وحاولوا منعها من الدخول.
ويأتي هذا الهجوم، الذي أسفر عن مئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المرابطين، تزامناً مع دعوات المستوطنين المتطرّفين إلى اقتحام المسجد الأقصى، وتقديم ما يُسمّى "قرابين الفصح” في باحاته، خلال أيام "عيد الفصح العبري”، التي تبدأ مساء الجمعة وتمتدّ لثمانية أيام.
ولاحقاً، كان مستوطنون إسرائيليون اقتحموا ساحات المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية، اليوم الثلاثاء 19 أبريل/نيسان 2022، تحت حراسةٍ مشدّدة من الشرطة، لليوم الثالث على التوالي.
وكانت عناصر الشرطة اقتحمت ساحات المسجد، وانتشرت فيها، قبل وقتٍ قصير من بدء اقتحامات المستوطنين. وأجبرت المصلّين على إخلاء ساحات المسجد بشكلٍ كامل، قبل أن تبدأ بتسهيل اقتحام المستوطنين له عبر مجموعات.
كذلك فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن "الشرطة الإسرائيلية انتشرت على بوابات المسجد الأقصى لمنع المصلّين من العودة والدخول إلى المسجد مجدداً”