ما هي السورة التي لا تحوي حرف الميم؟

تزخر اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، بنحو 28 حرفا أبجديا ومع ذلك أحد هذه الحروف لم تضمنه سورة في المصحف الشريف، فما هي؟

السورة التي لا تحوي حرف الميم هي "الكوثر"، إحدى أصغر سور القرآن الكريم، وفيها يطمئن الله عز وجل المسلمين وعباده الصالحين أنه موجود وأن العقاب سيطول الكفار.

ويقول الله عز وجل في هذه السورة: بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ"، صدق الله العظيم.

"الكوثر" هي السورة رقم 108 في القرآن الكريم، وعدد آياتها يبلغ 3 فقط، وبضع المصادر تذكر أنها مكية والبعض يذكر أنها يخبرنا أنها من السور المدنية، وترتيبها من حيث السور المنزلة فإنها السورة الخامسة عشر.

وتعد "الكوثر" من أصغر السور في المصحف الشريف، إذ يصل عدد كلماتها إلى 10 فقط، وعدد الأحرف 16 حرفًا ولا يوجد بها حرف الميم، وكذلك لا يوجد في السورة أي سجدة تلاوة.

في هذه السورة تذكير من الله تبارك وتعالى بالنعم التي أنعم بها على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو نهر الكوثر، إذ جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ".

أما سبب نزول سورة الكوثر، فهو لقاء العاص بن وائل مع رسول الله عندما هم صلى الله عليه وسلم بالخروج من المسجد الحرام، وبعدما انتهى من الحديث معه سأله من جماعة من قريش من الذي كنت تتحدث معه، فرد عليهم قائلًا إنه الأبتر، وبعدها نزلت السورة الكريمة للرد على العاصي ولتوضح مكانة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

بالنسبة إلى سبب تسمية السورة بهذا الاسم، فإنه يعود إلى أن كلمة الكوثر تدل على الكثير من الخيرات التي قد أنزلها الله تبارك وتعالى على نبيه صلوات الله وسلامه عليه منها نهر الكوثر.

هذا النهر الذي يتمنى المسلمون أن يشربوا منه يوم القيامة، حيث إن من يشرب منه لا يظمأ بعدها ابدأ، كما أن شفاعة الرسول صلى الله عليه تجوز عليه.

وجاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بعدما غفا إغفاءةً ثم تبسم وقال لمن حوله: "أَتَدْرون ما الكوثرُ؟ فقلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإنه نهرٌ وعَدنِيه ربي عزَّ وجَلَّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، و حوضٌ تَرِدُ عليه أمتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدد النجومِ، فيَخْتَلِجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ، إنه مِن أمتي، فيقول: ما تدري ما أَحْدَثَتْ بعدَك".