تحترق سيارته أثناء التراويح فيجمع له المصلون ثمنها


شهدت مدينة وهران الجزائرية، مساء السبت، واقعة ظلت حديث العام والخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي في ربوع الجزائر، حين احترقت سيارة أحد المصلين أمام مسجد الأمير عبد القادر بحي البركي، غير أن الفرج جاء سريعا، بعدما نجح المحسنون في جمع مبلغ السيارة المحترقة في وقت قياسي، ومنحه لصاحبها من أجل شراء سيارة أخرى، حتى يعيل بها عائلته كثيرة العدد

وبحسب ما أكده شهود عيان، فإن الحادث وقع في حدود التاسعة والنصف ليلا، أثناء صلاة التراويح، حيث ركن كهل سيارته التي يعمل بها في مجال النقل، من أجل إعالة أسرته، فكان يحضر صلاة جماعة بالمسجد العتيق، ثم ينطلق في رحلة البحث عن قوته، إلا أن القدر شاء عكس ذلك، لتندلع شرارة كهربائية وسط محرك سيارته من نوع شوفرولي 2005، وما هي سوى لحظات حتى اشتعلت مثل كومة قش، ما خلق حالة طوارئ بالموقع، لاسيما وأنه كان يشهد ركن عشرات السيارات الخاصة بالمصلين، وقد حاول بعض المواطنين إطفاء النيران بواسطة قارورات المطافئ اليدوية، إلى أن جاءت سيارة الإطفاء وتمكنت من التحكم في الوضع، وإزاحة الخطر عن باقي المركبات التي كانت بالجوار

صاحب المركبة، بدوره خرج مسرعا مثل باقي الفضوليين من أجل تحري ما وقع، ليصطدم بمشهد مركبته التي تحولت إلى ركام، وهنا بالذات انطلقت مبادرة طيبة أعلن عنها إمام مسجد البركي الشيخ بحري، الذي دعا المصلين إلى التضامن مع الضحية، وهذا ما كان، إذ تم وضع طاولة على بعد خطوات من المسجد وتنظيم تيليطون خيري تضامني.. وما هي سوى ساعات، حتى تم بنجاح جمع قيمة السيارة، وهنا تعالت التكبيرات وسعد الجميع لهذا الخبر المشجع، ومنح المبلغ لصاحب المركبة، الذي تعهد بشراء سيارة أخرى من أجل مواصلة عمله اليومي ككلوندستان من أجل إعالة أسرته، وهي المرة الثانية التي يتم فيها إغاثة مواطن بنفس الطريقة، الأولى كانت في سوق السيارات بمستغانم، وهذه هي المرة الثانية التي يصنع فيها الجزائريون صورة من صور التآزر والتضامن في الشهر الفضيل