اكتئاب ما بعد الإجازة.. حقيقة أثبتتها الدراسات

أثبتت دراسات عدة أن وجود الإجازات من العوامل المفيدة للصحة العقلية والنفسية، حيث أشارت دراسة إلى أن الشركات التي تسمح لموظفيها بأخذ إجازة لمدة 10 أيام مدفوعة الأجر تنخفض لديها خطر إصابة الموظفات النساء بالاكتئاب بنسبة %29.
كما بيّنت دراسات عدة أن الإجازات تساهم بشكل واضح في تقليل التوتر النفسي بين الموظفين، وتزيد الإبداع والابتكار وتعزز الإحساس بالرفاهية.

ولكن هناك أثراً جانبياً سلبياً للإجازات أثبتته دراسات عدة، خصوصاً إن استمرت الإجازة لفترة طويلة، فكآبة ما بعد العطلة أو اكتئاب ما بعد السفر أو «البلوز» بعد الإجازة جميعها أسماء لحالة يمر بها البعض بعد انتهاء العطلة أو السفر وعودتهم إلى روتين الحياة والعمل.

وهي حالة حقيقية، أقرها خبراء النفس، وتتمثل في شعور الشخص بمشاعر اليأس والحزن والتمرد، بحيث تجعل عودة البعض من السفر خطوة أصعب مما يعتقده الناس، خصوصاً إذا استمر السفر لفترة أطول من أسبوعين، وقد تمتد هذه المشاعر السلبية إلى أيام عدة لتسبب إنهاكه وكآبته وتذمره على رتم حياته وعمله.

اضطرابات المزاج

من جانبها، شرحت أبرار دكسن باحثة نفسية واجتماعية من مكتب بيوتفل مايند للاستشارات النفسية والاجتماعية، قائلة: «اكتئاب ما بعد العطلة أو اكتئاب ما بعد السفر (اختصاراً PTD) هو نوع من أنواع اضطرابات المزاج الذي يعود به الشخص إلى منزله بعد انقضاء الرحلة أو الإجازة الطويلة وهو يشعر بالضجر وعدم القدرة على التكيف مع ما كان عليه سابقاً، كما يصيب الموظفين الجدد والطلبة الجدد في الجامعة، والعاملين ومتولي الرعاية والوالدين».

الأسباب

بحسب الخبراء، فهناك أسباب عدة محتملة لهذه الحالة، مثل:

- عيش وتجربة حياة مختلفة لفترة من الوقت، فأنت الآن تعيد النظر في جوانب حياتك «المعتادة».

- خلال العطلة والإجازة شعرت بالحرية، والآن بعد عودتك لروتين العمل، فأنت تشعر بأنك أقل حرية، أو حتى محاصر في الواقع الذي تركته قبل بدء العطلة.

الأعراض

- الضجر والحزن والكآبة.

- الخمول.

- القلق والمزاجية ونفاد الصبر.

- الأرق وصعوبة الاستيقاظ صباحاً.

- التعب.

- فقدان الشهية أو فرطها.

- نقص الحافز وعدم التفاعل مع الناس.

استمرارها يدل على وجود خلل ما!

بحسب المصادر الصحية، المعدل الطبيعي لمتلازمة اكتئاب ما بعد العطلة لا ينبغي أن يتجاوز 15 يوما. اما استمرار أعراضها لأكثر من ذلك، فغالبا سيدل على وجود خلل او مشكلة في بيئة العمل او روتين حياة الشخص، بشكل يؤثر فيه أكثر من اكتئاب ما بعد العطلة، لأن هذا النوع من الكآبة مؤقت (فترة حزن مؤقتة) ليعود بعدها الشخص إلى طبيعته. لذلك، إذا استمرت المشاعر السلبية لفترة أطول، من المفيد استشارة الأقارب لتحليل مصدر الخلل او الاستعانة باستشاري نفسي لتقييم صحتك النفسية.

نصائح

للتغلب وتقصير فترة المعاناة من اكتئاب ما بعد الاجازة، نصحت أبرار دكسن بتجربة الارشادات التالية:

1 - عش الخيال وتذكر ما تحب: قبل الدوام، عش الخيال وتذكر الأشياء التي تحبها في بيئة العمل وفي وظيفتك.

2 - تجهز من الليل: جهز لباسك والكماليات والأغراض التي تحتاجها للعمل من الليل، وينصح بلبس ألوان زاهية لأنها ستنعكس على نفسيتك صباحا في العمل.

3 - النوم باكرا: النوم لساعات كافية ليلا أمر مهم للتغلب على الشعور بالتعب صباحا، ومن المفيد ان تنام وانت تمارس التأمل ليلا.

4 - روتين الصباح: وانت ذاهب الى العمل احرص على الابتسامة (حتى لو كانت مصطنعة) والاستماع لموسيقى تحبها او تنشيطية وتفادي الاستماع للأخبار والبرامج المملة.

5 - اجعل جو مكتبك مريحا وممتعا: ينصح بأخذ ورد طبيعي الى المكتب ورش عطر او بخور في بداية اليوم، فاستمتاع حاسة الشم والبصر بهذه الأجواء سيضفي شعورا إيجابيا وجميلا، كما ينصح بأخذ طبق (نقصة)، مثل شوكولاتة او حلويات لوضعها في المكتب، كل ذلك هدفه ان تعيش جو المتعة في مكان العمل.

6 - ترتيب المكان: الجلوس ورؤية بيئة غير مرتبة او فوضوية وغير نظيفة من الأمور التي تزيد الشعور بالإحباط والكآبة والتوتر. لذلك، ينصح بترتيب المكتب قبل مغادرته كل يوم حتى يعود الموظف اليه غدا ليراه نظيفا ومرتبا عند الدخول اليه، ومن المفيد أيضا إضافة ديكورات ذات الوان زاهية وتقسيمات لترتيب اغراضك وتظهرها بشكل جميل.

7 - الخروج للهواء الطلق: أظهرت دراسة بأن معظم الافراد يقضون ما يزيد على %90 من حياتهم في داخل المباني. بيد ان قضاء وقت في الخارج (في الطبيعة) أمر اكدت الدراسات على ارتباطه مع انخفاض التوتر والقلق وتحسن الصحة النفسية وحتى الصحة الجسدية.