الأزهر يعلن موقفه من أزمة فيلم أصحاب ولا أعز

لا تزال أصداء عاصفة الجدل التي أحدثها فيلم أصحاب ولا أعز، تسيطر على الرأي العام المصري والعربي، واشتبك مع هذا الجدل مؤخرًا مؤسسة الأزهر الدينية الإسلامية.

أثار فيلم "أصحاب ولا أعز" جدلا كبيرا لما يتضمنه من مواضيع ومشاهد صدمت من اعتبرها "مخالفة لقيم المجتمع" وأسعدت من رآها كشفا لـ"واقع عادة ما نريده مخفيا". وتعرضت منى زكي، وهي من أبطال العمل، لهجوم شرس على خلفية مشهد لها في الفيلم، وكذلك تم تقديم بلاغ للنائب العام المصري ضدها.

فتوى الأزهر بشأن الخيانة والمثلية الجنسية:
أوضح الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، رأي الشرع في فيلم "أصحاب ولا أعز" بطولة الفنانة منى زكي.

واسترشد "الحديدي" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب بقناة "mbc مصر" بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه".

وقال: "الفن دوره مهم جدًّا، ويجب أن يكون موجَّهًا لبناء الشخصية والإنسان وتصدير القدوة الصالحة، ولدينا آلاف من الصالحين ممَّن يمكننا إبراز أدوارهم في المجتمع، ولا يجب أن نشغل الناس بما هو محرَّم ومجرَّم شرعًا مثل المثلية الجنسية".

وأضاف: "الأمراض المجتمعية يتم طرحها في الأعمال الفنية بما يتوافق مع عادات وتقاليد وأخلاقيات المجتمع، والمثلية الجنسية مجرَّمة ومحرَّمة في الإسلام، وارتكاب هذه الفاحشة أمر محرَّم ومجرَّم".

وتابع: "لو كان الشاذ جنسيًّا مريضًا فيعالج، وقد يكون سلوكًا أو خللًا هرمونيًّا، ودورنا نشر الوعي بالتحذير من إشاعة هذه الفاحشة في المجتمع".
وأردف: "النفس الإنسانية تأبى وترفض سلوك المثلية الجنسية، وهذا الأمر من الناحية الشرعية لا ينبغي أن يروَّج له في المجتمع، ولا ينبغي أن يسلك هذا السلوك في المجتمع وأن يكشف الستر بهذه الطريقة".

بيان الأزهر بشأن فيلم أصحاب ولا أعز:
عقب الجدل الذي أثاره فيلم "أصحاب ولا أعز" بطولة الفنانة المصرية منى زكي، أصدر مركز الفتوى العالمي للأزهر فتوى أكد فيها أن الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات.

وأضاف أن "التَّمرُّد على الفَضيلة، والتَّنكر لقيم المُجتمع السَّويَّة بمخطَّطات وحملات مُمنهجة ليست حُرّيَّة، أو تحرّرًا، أو إبداعًا، بل هو إفسادٌ وإِضعَاف للمُجتمعات، وغَمْسٌ لها في أوحال الرَّذيلة، مشيرا إلى أن المُشاركة في إشاعة الفواحش وتهوينها في عيون النَّاس خطيئة تنشر المُوبقات والجرائم، وتهدِّد قِيم المُجتمع وأمنه واستقراره".

وتابع الأزهر أن تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع وانضباطه وسَلامه، مؤكدا أن النَّماذج السَّيئة في المُجتمعات لا يُحتفَى بها، ولا يُتعاطف مع خطئها، بل تُبغَّض أفعالها، ويُحذَّر النَّاس منها.

وأكد مركز الفتوى بالأزهر أن صناعة القُدوات الصَّالحة المُلهِمة، وتسليط الضَّوء على النَّماذج الإيجابية المُشرِّفة من أهم أدوار الإعلام الرَّفيعة في بناء وعي الأمم، وتحسين أخلاق الشَّباب، وانحسار الجرائم، وتشويهُ معنى القدوة ينشر الانحلال الخُلقي، ويُزيّف الوعي، ويُفسد الفِطرة، مضيفا أن البذاءة اللفظية لا جرأة فيها أو شجاعة، بل هي صفة دنيئة، مُخالفة للفطرة، ومُنافية للآداب الشَّرعية والذَّوق العام.

 

وتابع مركز الفتوى أن الخيانة الزَّوجية -بكل صُورها- جريمة لا مبرر لها مُطلقًا، بل تبريرها جريمة كذلك، مشيرا إلى أن العلاقة غير الشَّرعية بين الرجل والمرأة زنا مُحرّم من كبائر الذُّنوب، ومحاولة تحسينها وتطبيعها إهدار للحقوق، وهدم للمُجتمعات، ومخالفة صارخة لتعاليم الإسلام.

وقال مركز الفتوى إن الشُّذوذ الجِنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وجريمة تطبيعه والتَّرويج له مَسْخٌ لهُوِيَّتنا، وعبثٌ بأمن مُجتمعاتنا، وهدمٌ للمُنظومة القِيمية والاجتماعية ومُؤسَّسة الأسرة.

وكان أشرف فرحات المحامي بالنقض، مؤسس حملة تطهير المجتمع، قد تقدم الاثنين الماضي، بدعوى بوقف عرض "فيلم أصحاب ولا أعز" الذي أطلقته منصة نتفلكس منذ أيام قليلة، وأثار الكثير من الجدل على المواقع والروابط المصرية، لمحكمة القاهرة الاقتصادية.

وأشار المحامي إلى أنه وفقاً لأحكام (155،79،73،9،2) من الدستور المصري والمادة (4) من قانون الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 فإنه تقع على عاتق المدعى عليهما مسؤولية عن كافة التعاملات داخل جمهورية مصر العربية مع الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) "فيجب عليهما تقنين استخدام تلك الشبكة بما يتفق وقيم وتقاليد الشعب المصري وحماية الأمن القومي والمصالح العليا للدولة. وقد تم بالفعل إغلاق مواقع تمثل معارضة سياسية على الإنترنت وإغلاق موقع يمثل فكرا إسلاميا يهدد كيان الدولة بالخطر".

فيلم أصحاب ولا أعز:
"أصحاب ولا أعز" أول فيلم عربي تنتجه Netflix، وهو النسخة العربية من الفيلم العالمي الشهير Perfect Strangers، الذي حقق رقما قياسيا في عدد مرات النسخ التي تم تقديمها حول العالم بإجمالي 18 نسخة حول العالم لتصبح هذه النسخة هي الـ19، من بطولة منى زكي وإياد نصار، عادل كرم ونادين لبكي ودايموند عبود وجورج خباز، ومن إخراج وسام سميرة في أول تجاربه الإخراجية.

وسبب الفيلم المقتبس من فيلم perfect strangers حالة من الصدمة لدى المشاهدين فور طرحه لعدة أسباب كان أوها تضمنه الكثير من الألفاظ الخارجة، بالإضافة لطرحه موضوع المثلية الجنسية بين أبطاله، حيث أدى الفنان اللبناني فؤاد يمين شخصية مثلي جنسيا يخفي الأمر عن أصدقائه.

كما تضمن الفيلم مشهد جريء لمنى زكي سبب صدمة للجمهور الذي أكد أنه غير معتاد منها على هذه الجرأة، حيث ظهرت الفنانة المصرية وهي تخلع ملابسها في أحد المشاهد.

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع. وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد، بمن فيهم أقرب الأصدقاء.

وتصدر هاشتاج باسم الفيلم، محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح ضمن قائمة الأعلى تداولاً في الوطن العربي. وأعرب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد مما قامت به منى زكي في هذه الفيلم، من تلفظ بألفاظ وصفها الجمهور بـ”الإباحية”، خاصة أن الجمهور عرف عنها الابتعاد عن الأدوار الجريئة التي لا تتناسب مع العادات والتقاليد السائدة بالمجتمع الشرقي.