فتح وحماس كلاهما خسر الانتخابات
من الطبيعي أن يتمنى الجميع الفوز في إي ممارسة انتخابية ، تكون بشرف ونزاهة ، ديمقراطية وحضارية ، انه طموح وتطلع المتنافسين فيها، أما موضوع الربح والخسارة فهو أمر لا شك فيه صعب للغاية على إي متنافس، وليس سهلا ، لكن لابد أن نتقبل النتيجة بالخسارة مثلما نفرح بالفوز .
علينا تهيئة النفس على تقبل الأمرين، بكل تواضع وروح تتجسد بها الطمأنينة وراحة البال وسعة الصدر، وان نثقف أنفسنا بثقافة الانتخابات وثقافة الربح والخسارة والقبول بالأخر، وان تكون أخلاقنا سامية ، ومبادئنا مبادئ محبة .
ونحن في الحقيقة نجد أنفسنا كمواطنين في موقف حرج لو طلب إلينا أن نقول أي القوائم أفضل في ظل الانقسام الفلسطيني ، أكبر حركتين فلسطينيتين (فتح وحماس)، ومن هذا المنطلق وبهذا اليوم الانتخابي تقدم الجميع باتجاه الدعوى لشراكة سياسية حقيقية في كافة المؤسسات باختلاف مسمياتها ، واعتبار نتائج الانتخابات لمجالس البلديات بداية لهذه الدعوى ، واعتبار هذا اليوم يوم الوحدة الوطنية، فكان توجه المواطن نحو القوائم المستقلة بظل حالة الانقسام ، وكذلك الابتعاد عن الحركات والتنظيمات الأخرى كي تمنع التحالفات، ووضع حد للمكابرة لدى حماس وفتح .
نعم نتائج كما توقعها المواطن ، حماس امتنعت وخسرت ، وفتح خاضت الانتخابات ، رغم عدم وجود منافس بحجمها كحماس فخسرت الحسم لرئاسة بعض البلديات ، لا بل خسران أهمها وأعظمها ، مثل مدينة رام الله التي تعد العاصمة المؤقتة والإدارية والمركزية للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وكذلك خسرت بلدية جبل النار نابلس التي تشكل الهرم الاقتصادي لفلسطين .
نعم فتح خسرت غالبية المقاعد لمدن كبيرة، رام الله نابلس بيت لحم وجنين وبعض البلدات بالمحافظات بالضفة الغربية ،بالنسبة لحركة فتح خسارة غير صحية وغير مقبولة ، فالخسارة كانت من خلال من هم ليسوا ببعيدين عن حركة فتح ، وإنما من صلب حركة فتح آلا وهم أبنائها، رغم تحذيرهم بمعاقبتهم بتجريدهم من العضوية، كما حصل في مدينة نابلس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غسان الشكعة بكتلة نابلس الوطنية المستقلة يتفوق على الكتلة الرسمية لحركة لفتح التي يقودها رئيس المجلس الثوري للحركة أمين مقبول، وكذلك بالنسبة لمدينة رام الله ،أبناء وأعضاء من الحركة ومقربون منها ولها باسم كتلة أبناء البلد خاضوا الانتخابات وفازوا بها ضد الكتلة الرسمية للحركة فتح ، وهذا بحد ذاته يعد كأكبر خسارة لفتح .
الانتخابات أفرزت تطلعات وطموحات شعبنا نتيجة الانقسام الوطني الحاصل ، وأدرك شعبنا المعنى الحقيقي للانقسام وسلوكياته المتشنجة ،أصبح الانقسام غير مقبول لدى شعبنا وغير واقعي ولا منطقي ولا يليق بأبسط أبجديات الثقافة الوطنية والقومية وحتى العائلية والشعبية.
الانتخابات وما أفرزته اليوم هي رسالة لحماس وفتح نرجوهم استيعابها واستيعاب المعنى الحقيقي للخسارة والإخفاق ، فحماس امتنعت فخسرت ، فتح خاضت فخسرت أهم المواقع ، وخسارتها كانت من خلال كوادرها وأعضائها والناشطين فيها ، لأنهم خاضوا الانتخابات كمستقلين بما يتوافق مع توجه الأهالي فمنحهم الأهل الثقة.
علي فتح وحماس اليوم إعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء، كي ننهض من جديد في محاولة في بناء الوطن معا ، وان يستعدوا للفرص القادمة تنظيميا وفكريا نحو الأفضل ، أمامكم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إن بقي حالكم حال الانقسام ، فلن تجدوا من يقف إلى جانبكم ، لان المواطن يريد إنهاء الانقسام .
إن الانقسام تتسبب في إيلام مشاعر المواطنين، المواطن يدعوا إلى التمسك بروح ايجابية ووطنية ، وروح الحرص على الوطن ، حتى يكون التفاهم و الحوار شريان العمل والحس الوطني بين التنظيمات الفلسطينية حتى في الاختلاف في الرأي والابتعاد عن المشاحنات التي تؤدي إلى الاحتقان الذي ينعكس على الوطن ويصب لمصلحة عدو متربص ، وعكس ذلك ستفقد فتح وحماس المواطن الذي يعتبر التنظيم الذي ينتمي إليه الملاذ الحقيقي والوحيد لتطلعات وطموحات وتحقيق أهدافه.
نعم شعبنا ومن خلال انتخابات البلديات انطلق من مبادئه مبادئ البحث عن الأصلح، الذي لا يتناغم مع روح الانقسام رغم اقتناعه بحركته و بتنظيمه، يتفق اليوم الجميع بان الشخص الواعي من أبناء شعبنا هو صاحب العقلية والثقافة المتحضرة الذي لا يؤيد تنظيمه على حساب تعصب أو انغلاق في تعميق الانقسام ، نعم ندرك لا طعم ولا زخم للانتخابات إن لم يكن هناك متنافس قوي يتساوي بقوته مع الطرف الأخر، فإذا استمر الانقسام فان شعبنا قادر على إيجاد الطعم وخلق الزخم ، ويكون المنافس الوحيد والمنفرد في ساحة شعبنا ووطننا ، من خلال تشكيل القوائم والكتل المستقلة ويكون ذلك كاستحقاق تصحيحي ونضالي وبديل في ظل الانقسام .
وكلنا أمل أن تجتمع فتح وحماس تحت الخيمة الفلسطينية ،ومن اجل هدف واحد ألا وهو الوطن ومصلحة الوطن، و احترم كل الإرادات ، وعكس ذلك عليهم انتظار نكبة الخسارة لان الفائز سيكون المستقل والمخفقون في الانتخابات أشقاء وأخوة انقسموا لأننا كشعب لا نقبل بالانقسام نبحث عن الوحدة ، شعب واحد وأمة واحدة وفي بيت واحد اسمه الوطن فلسطين.