شهداء الفجر .. محمد وصحبه

جراءة نيوز - رأفت القبيلات يكتب ..


في صباح هذا اليوم وعلى الواجهة الشمالية استشهد النقيب محمد الخضيرات، استشهد وهو يحتضن سلاحه وارضه وأهله واحبته، استشهد مدافعاً عن وطنٍ لا يريد له الهوان، والمخدرات ام الهوان.

الخضيرات الذي عانق الشهادة مقبلاً غير مدبر هو وبعضٌ من أبناء هذا الوطن، اصحابِ الجباه السمر، أبناء القرى المهمشة، الذين يقاتلون على الجبهات وفي الساحات وفي الشوارع لنحيا يوماً آخر، هؤلاء الأبطال الذين لم يلتفت لهم أحد ( من الطابق الثاني) الذي يطل ساكنوه بين الفينة و الأخرى بحثاً عن بطولاتٍ غابرة، وصناعة حالاتٍ وحالاتٍ من الجدل في الشارع الأردني.
استشهد محمد وكلي فضولٌ في معرفة آخر مكالمة قام بها... فهل كانت مع امه او مع زوجته، لربما كانت مع والده، اعتقد بل أكاد أجزم ان الحوار كان كما يلي...
محمد: شلونكي يمه
امه: هلا يمينتي يا محمد
محمد: شلون الجو عندكوا، انتي شلونكي، من في عندكوا، شتساووا؟!
امه:: والله يمينتي كلنا بخير، مير انت انتبه ع حالك، يقولوا في ثلج
محمد: يمه عندكوا كاز؟! عندكوا خبز؟! ناقصكوا شي؟!
امه: يا مينتي ريتك سالم، ما ناقصنا غير شوفتك.
.............
محمد الذي عرفناه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، سننساه بعد اسبوع على المستوى البعيد، ولكن لن تنساه امه ولن يفارق خيال والده، محمد الشهيد هو حالَةٌ يعيشها الأردنيون دائماً، الذين يحَمونَ الطود و يَذودونَ عن الحمى أبناء الجيش العربي.
ونحن من لنا نحن؟! نحن الذين تجرعنا ألم الحزن صباحاً عند سماعنا بخبر استشهاد ابطالٍ من أبناءنا، ففاضت المقل بكثير من الدموع، شاهدنا صور الشهداء وقائدهم، فرأينا فيها بطولات وصفات الأردنيين، قائد يهرول للموت قبل جنوده، هذه دروس وعبر لا يعلم عنها ( مرتادوا فنادق الخمسة نجوم شيءً)
هنيئاً لنا بأبطالٍ يهرولون للموت كما نهرول نحن نحو الحياة، هنيئاً لنا برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هنيئاً لام محمد وامهات الشهداء جميعاً، فهن الصابرات القانتات، سلامٌ عليكم، السلام على دموعكن، السلام على نبض قلوبكن، السلام على وطننا وأرضنا، وترابنا.