تقسيم سوريا قادم في ظل غياب الدور العربي



النشاط السياسي الخارجي الأميركي الآن في فترة هدوء وركود بسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية ولكن بعض الأوراق يستطيع السياسيون قراءتها من خلال بعض الأحاديث التي تقال هنا وهناك وبعض المحاضرات التي معظمها تضليل للرأي العام والإعلام ومنها كلمة كلينتون في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية وهو مركز أبحاث في واشنطن.

حيث قالت " ... ولكن يتعين علينا أن نساند أولئك الذين يعملون كل يوم على تقوية المؤسسات الديمقراطية ...!!!؟؟؟ ،ويدافعون عن الحقوق العالمية ويسعون من أجل نمو اقتصادي شامل،ذلك سيؤدي إلى شركاء أكثر قدرة وأمنا أكثر دواما على المدى البعيد"…وقالت "بالنسبة للولايات المتحدة فإن دعم التحولات الديمقراطية ليست مسألة مثالية وإنما ضرورة إستراتيجية"…... ؟؟؟

السيدة كلينتون لا تجيد اللغة العربية و أنها تقصد بان الإدارة الأمريكية سوف تحارب كل ثورة تقوم ضد الأنظمة العربية الديكتاتورية الحليفة لها ،وهي التي تقوم على قتل و تعذيب الأبرياء والشعوب المظلومة باسم الإنسانية و الدفاع عنها !!!! ،والأمثلة لا زالت حية سجن غوانتنامو وأفغانستان والعراق وسجن أبو غريب وسجن غزة الكبير.

وقالت كلينتون"كان يتعين دائما أن تكون الرؤية واضحة لدينا فيما يتعلق بخطر التطرف العنيف،لم يكن لعام من التحول الديمقراطي أن يصرفنا قط عن مكامن التشدد التي تراكمت خلال عقود من الدكتاتورية".....عن أي ديمقراطية تتحدث وهي تتعامل مع العديد من فئات المجتمع لديها بعنصرية وتطرف وهي فاقدة الحرية أيضا والحرية الإعلامية لأنها مثلا تكره قنوات بث عربية مثل الجزيرة ولا احد يستطيع نشر مقال أو الكتابة عن الكيان الصهيوني في الصحف أو القنوات الأمريكية .

كل هذا لا يتوافق مع الديمقراطية التي تدعي . وهل توافق على دعم الديمقراطية في السعودية والإمارات واليمن كما تدعي....؟؟؟ ولماذا موقفها من البحرين يختلف عن موقفها من سوريا .؟؟؟،هاهي تغض الطرف عن مقاتلي القاعدة في سوريا وتقاتلهم في أماكن أخرى ،أنها حرب مصالح لا يهمها من هو الرئيس ( العربي ) بقدر ما يهمها مصالحها الاقتصادية.

المناورات الدائرة في الشرق الأوسط التي تقوم بها الآن . ويدعون منذ سنين بأنها مناورات من اجل توجيه ضربة إلى إيران . هذا هو التضليل الإعلامي والبشري للرأي العام الداخلي والخارجي لأنها لا تستطيع ضرب إيران ،وهي تعلم جيدا تغير الروح والمعنويات لدى الشعوب العربية ومدى تدخل الشباب في المجال العام . والتواصل الحديث بينهم وميلاد أحلام جديدة لشباب يرغبون في تحقيقها .

هذه المناورات الأميركية الجارية الآن هي من اجل اقتحام سوريا في حال انهزام النظام السوري والسيطرة على المرافق العامة والاقتصادية . وهم يهدفون لتقسيم سوريا في غياب توحد المعارضة السورية ،وغياب الدور العربي الغريب . والتدخل في ليبيا بحجة الحفاظ على السفارة الأميركية ،تدخلها في سوريا سيكون بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لعدة أسباب منها الأمن للكيان الصهيوني وحماية حلفائها من الدول العربية ولكسب الثروة الطبيعية الموجودة في سوريا ....

من ناحية ثانية وضع حد لتمدد نفوذ دول أخرى في المنطقة مثل إيران وتركيا والروس... وغيرها من الدول . ونفوذ المد الإسلامي ،ويبقى الدور العربي مغيب عن جميع الساحات ومهدد دائما امنيا واقتصاديا واجتماعيا . ويبقى ضعيفا مهزوما أمام أي تحدي يواجهه ،وغياب العمل على إستراتيجية الأمن القومي العربي التي تحميه وتفرض على الجميع وجوده .