الغضنفر ابن ابيه

لله يا ظالمين
هدنة يومين
بعد سقوط اكثر من ثلاثين الف أضحية بين شهيد وقتيل على الارض السورية اقترح المبعوث الاممي العربي الابراهيمي هدنة التقاط الأنفاس ولملمة الضحايا لمدة قصيرة في ايام عيد الاضحى المبارك الذي يُصادف بعد ايام قليلة والذي امر الله به سيدنا ابراهيم بالتضحية بسيدنا اسماعيل ثم افتداه بكبش بعد ان صدع خليل الله ابراهيم لاوامر الله عزّ وجل .

وها هوالاسد وعلى مرآة العالم من امريكان وعرب يصدع للشيطان ويضحّي باكثر من ثلاثون الفا من الشعب السوري المسلم ولأن المبعوث الابراهيمي فقد اقنع العراق وايران وتركيا بان الهدنة ضروريّة للشعب لإلتقاط انفاسه افلا يستحق راحة ذلك الشعب بعد ان اعياه القتل والتشريد فماذا فعل ذلك الشعب المسكين لكي ينال ذلك العقاب الجماعي اللئيم من دول العالم ومن ابناء شعبه وحكّامه المُستبدّين .


القتال في سوريا قتال مصالح وكرسي حكم فلا الجيش النظامي جيش وطني الآن لانه يقوم بقتل ابناء شعبه وكذلك ما يدعى بالجيش الحر لا هو حر ولا بقادر على ان يبعد الشر عن الشعب ولا ان يجلب الكرامة له فاصبح الشعب السوري وكانه بين مقصلتين لا يملكان الرحمة فيه لك الله ايها الطفل العربي السوري والمرأة الحرة العفيفة السورية ولجلاّديك جهنّم وبئس المصير وقد اصبحتم كالمستجير من الرمضاء بالنار فالجيران الذين لجأ لهم اللاجئون الهاربون من القتل والدمار تلك دول جميعها لها مشاكل داخلية او اقليمية او عدم كفاية في الموارد والإمكانات فماذا انتم فاعلون!!!!!!! .


الا يحقّ للسوريون والسوريات الاطفال منهم والامهات ان يفرحوا بالعيد وهم يريدون الفرحة بطريقتهم ان يجمعوا اشلاء ابنائهم ويستروا عورات موتاهم وان يشربوا ماء ليس ممزوجا بدم ابنائهم وان يرفعوا ما بقي من اطراف مفقوديهم من تحت الانقاض ان يعمّروا القبور ويكتبوا اسماء موتاهم على شواهد قبور اغلاهم .
ذلك العيد السوري كما فرضه الكرسي الاسدي على الشعب الاموي تلك هي سوريا التي تغنينا لها عندما اعادت للعربي كرامته وهويّته الحبيبة سوريا التي لم تكن تبكي ابدا سوى لبكاء فلسطين ولبنان والعراق وغيرهم من العرب اما بقية ايامها فرح وسرور وهناء .


سوريا الحميدية والصالحية وخالد بن الوليد وسلطان باشا الاطرش ومعاوية ابن ابي سفيان سوريا ابوفراس الحمداني وسعد الله الجابري ..........اين سوريا العظيمة وهي تطئطئ رأسها امام هؤلاء العظام ماذا ستقول لهم اتعترف بحقيقة ان من حكمها كان ثعلبا وليس اسدا

هل تبكي امامهم لانها باتت تستجدي يومين هدنة لتجمع اشلاء اطفالها من الطرق ومن تحت الانقاض !!!!!
يا إلهي ما بال طرقها تعج بالشهداء والقتلى والصامتون والباكون وتجار السلاح واللاجئين وخيام طيرتها ريح الذل والشقاء في بواكير الشتاء واطفال جمدتهم الأهوال بعد ان جفّت في مآقيهم دموع الخوف من مجهول تخبأه السماء !!!!


وما بال الحديقة العامّة بحلب اصبحت مقبرة حاضنة للمئات من الشهداء والقتلى وبات تحت كل شجرة شهيد يغتسل بماء قنواتها استعدادا لولوج الجنّة منطلقا من ساحة سعدالله الجابري وهل هي نفس حلب التي عشت احلى لياليها وايامها قبل اربعون عام ايام كان الجبس (البطيخ) بثلاث فرنكات سوريّة وكان صحن الكباب ومرفقاته بليرتين وعشرة قروش عند هاكوب ايام كانت الحياة رخيصة التكاليف ولكنها جميلة لا يفوح منها رائحة البارود ولا تُشوّش عليه صوت الانفجارات والصواريخ وازيز الطائرات وهي تقصف البهائم والبشر والحجر على حدّ سواء .


واين هي حمص خالد بن الوليد وحلاوة الجبن او حماة النواعير والرستن وسدّها الجميل بل اين هي معرّة النعمان واستراحتها التي كانت تُعطينا الانتعاش لاكمال سفرنا في المجيئ والذهاب اين كلّ ذلك لا اصدّق انّه بات خرابا واعشاشا للغربان والجرذان فلا يفعل ذلك إلاّ مجرم سفّاح ليس في قلبه ذرّة من حب او رحمة عليه لعنة.
اين سوريا التي قاتل اهلها الفرنساوي كما شاركوا في قتال الصهاينة دفاعا عن فلسطين والان جاءك واحد يدّعي انه منك يُبكيك دما صباح مساء شرّد ماجداتك واطفالك واسكنهم في مخيّمات الذل والهوان واجبر اطفالك الوقوف على الدور لإلتقاط فتات البؤس والشقاء ويتجرّعون شراب الخيبة والهوان ذاك هو الغضنفر ابن ابيه !!!!


ايها الاخضر سوريا تُريد يومين لتشحن من جديد ابناؤها بشحنة عزْ وكرامة لن تخبوا ابدا وسواء قبل الاسود ام لم يقبلوا فقد رضي السوريّون بما كُتب عليهم ورضوْا بحكم الله ولن يقبلوا غير حكم الله ولن يرضوا عنه بديلا .