بلعاوي: جرعتا لقاح لا تكفيان لاحتواء أوميكرون
أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي ان الاستجابة لارتفاع المنحنى الوبائي والإصابات في المملكة جراء انتشار فيروس كورونا لا تكون بزيادة المخالفات والتشديد على قطاعات معينة فقط.
وأضاف ان الاستجابة أيضاً لارتفاع المنحنى الوبائي لدينا، هي بتقليل حالات الوفيات ومنع تدهور الإصابات للحالات الشديدة والحرجة، وتفعيل دور التوعية الصحية للمواطنين والمبنية على الدلائل العلمية، ودحض الشائعات بخصوص اللقاحات خصوصاً عند الفئات المترددة، بحسب ما ذكرت يومية الراي.
وتساءل حول الفائدة المرجوة من زيادة تسجيل المخالفات، في الوقت الذي تسجل فيه المملكة حوالي 30-40 وفاة يومياً بسبب كورونا، إذ لا يوجد حتى الان أي نتاج ايجابي او مخرجات ملموسة لعلاج المرضى الذين يدخلون المستشفيات وتتدهور حالتهم، والدليل هو أرقام الوفيات التي قد تعتبر الأعلى في العالم، لكل 100 الف او مليون نسمة.
وفق بلعاوي فإن الاستجابة تكون أيضاً، بالتوجه والتركيز على الفئات المترددة لتلقي اللقاح وهي ليست بالقليلة، وضرورة التفكير الخلاق بالذهاب اليهم وإيصال الرسائل عن أهمية وفائدة دورهم كأشخاص بأخذ اللقاح، ودحض الشائعات واعطاءهم المعلومات الصحيحة المبنية على أسس علمية، وهذا هو جوهر الاستجابة المنحنى الوبائي.
وتوقع بأنه قد تحدث موجة جديدة لكورونا بالمملكة في الشهرين المقبلين، في ظل انتشار المتحورات الجديدة ودخولنا الى فصل الشتاء الذي ربما يكون صعباً، كما حدث بالموجات السابقة بالعام الماضي حيث كانت موجة في شهر 10 وأعقبتها موجة أخرى في شهر 1، والمدة بينهما كانت قصيرة.
وعن المتحور الجديد «أوميكرون»، أكد بلعاوي انه سيكون ومتحوراته الأكثر انتشاراً بالعالم خلال الأشهر القادمة دون أدنى شك، لأن الطفرات الكثيرة لديه أدت لسرعة انتشاره، حيث انه أسرع انتشاراً من المتحور دلتا من 3-6 مرات. واعتبر ان هناك معلومات مغلوطة وليس لها اي دليل علمي يبثها البعض، كالقول بأن أوميكرون هو أقل خطورة من المتحور دلتا، فمن الممكن ان يكون مثل دلتا والمتحورات الأخرى، لكن سرعة انتشاره بحد ذاتها هي الأخطر، في ظل وجود 35% من المواطنين فقط تلقوا اللقاحات، وإثبات الدراسات بأنه قلل من فعالية اللقاحات، فح?ب آخر دراسة فإن أوميكرون قلل فعالية لقاح فايزر من 95% الى 22،5%، ما يدعونا لإبقاء أعيننا مفتوحة بشكل مستمر.
وعن قول البعض أن أوميكرون قد يكون لقاحاً مجانياً لإعطاء الحصانة للأشخاص عند إصابتهم به، رد بلعاوي أن ذلك ضرب في الرمل، لأن سرعة انتشاره ستؤدي لوصوله للفئات ذات الاختطار العالي من كبار السن أو اصحاب الأمراض المزمنة والأورام، وبالتالي زيادة الحالات الحرجة والشديدة، والوفيات.
وبين بلعاوي ان جرعتا اللقاح لن تكونا كافيتان لاحتواء متحور أوميكرون، لأن الدراسات تشير الى تخفيضه لفعالية اللقاحات، كما انه خفض نسبة الأجسام المضادة للأشخاص متلقي اللقاحات او من اما عدوتهم سابقاً، بمقدار 41 مرة، مقارنة مع متحور D614G، الذي كان متحور سابقاً بأوروبا.
ودعا إلى عدم التهوين او التهويل بمتحور أوميكرون، لأن الحديث عن اعراضه بأنها خفيفة هي غير علمي، ومن أصيبوا بجنوب افريقيا به كانوا من الفئات العمرية من 18-32، وهم من فئة الشباب ولديهم مناعة قوية، ولا نعرف لغاية الان تأثيره على كبار السن او غير متلقيه اللقاحات او اصحاب الامراض المزمنة، في حين ان الأعراض فيه لا تختلف عن المتحور دلتا. وفيما يخص الوصول لذروة الموجة الحالية لكورونا بالمملكة، لفت بلعاوي انه ليس المهم حاليا الوصول للذروة ام لا، لأن هناك متحورات وفتح قطاعات، وتراخي على المستويين الشعبي والمؤسسي، وال?هم التركيز على الفحوصات العشوائية، فالفحوصات الإيجابية تترواح الـ 10% وهي ليست عشوائية، اي ان هناك 10% من المجتمع مصابين اي اكثر من مليون مصاب، وهم منتشرون بالمجتمع، وسينقلون العدوى لغيرهم لتزيد الأعداد.
وعن الحلول اللازمة في ظل المنحنى الوبائي الحالي، دعا بلعاوي بضرورة ان تكون الفحوصات عشوائية إحصائياً، وحسب الكثافة السكانية بالمملكة، مع منع جميع التجمعات والفعاليات غير المهمة في الشتاء، وان تتخذ الحكومة قرارات او تعليمات بحق اصحاب العمل الذين يجبرون الموظفين او الطلاب على الدوام حتى لو كانوا مصابين بالزكام والرشح، مؤكداً على رفع المسؤولية المجتمعية للأفراد والمؤسسات.
وركز على اهمية ان تتجه الشركات العالمية نحو تحديث لقاحاتها، وان تعتمد على بروتينات الفيروس، واخراجها للتعامل مع المتحورات، مبيناً ان هناك شركات اعلنت البدء بهذا التحديث