خديجة بعد 12 عاما مع الإدمان: بطّلت لما شفت الموت
كانت الحياة تسير هادئة، تعيش مراهقتها يشكل طبيعي، قبل أن تنغمس بالضغوط النفسية، ربما الصدمات والمشكلات كانت أكبر من تحملها، أو حتى مواجهتها، فلم تجد أمامها سوى الهروب منها بتناول الكحول والمخدرات، كوسيلة للهروب ممن وجدته حولها، وكأن الأمر هو الحل الوحيد.
3 أعوام من حياة خديجة سلامة، 31 عامًا، قضتهم تحت سيطرة الخمور ومخدر «الحشيش»، ربما كانوا طعامها وشرابها منذ أن أتمت الـ18 عاما من عمرها، وحتى 21 عامًا، لا تدرك ما يدور حولها، ضربت بمستقبلها وعقلها عرض الحائط، وتركت نفسها أسيرة للإدمان، ليلعب القدر لعبته وتتحول رحلة تعافيها من المخدرات لإدمان الهيروين، قبل أن تعكف عن التعاطي، باحثة عن مساعدة غيرها.
قعدت 3 سنين أدمن الخمور والحشيش
بهذه الكلمات كشفت «خديجة» عن بداية رحلتها مع الإدمان، مع تلقيها العديد من الصدمات: «كان عندي 18 سنة، وحصلي مشاكل وصدمات كبيرة جدًا، ملقتش قدامي إلا الخمور والحشيش لحد ما بقيت مدمنة».
كان أول رد فعل للأهل وضعها بأحد المستشفيات للعلاج، فور اكتشاف الأمر: «لما أهلي عرفوا بعد 3 سنين حطوني في مستشفى للعلاج، وهناك حياتي اتقلبت بدل ما اتعالج».
زميلة بالمستشفى تحول حياتهم إلى جحيم الهيروين
لم تسر رحلة العلاج على وتيرة واحدة، فرغم تعافيها من المخدرات والكحول، كان رفقتها لزميلة بالمستشفى، الباب الذي حول حياتها لجحيم، بعدما أقنعتها بتناول الهيروين، فور خروجهما من المستشفى: «علمتني الضرب، وفضلت 19 سنة بشم وأضرب هيروين، وأدخل المستشفيات وأخرج منها أضرب تاني، مبطلتش من أول مرة، وكنت بشوف الموت بعنيا».
رحلة قاسية عاشتها الفتاة، خريجة كلية الإعلام، مع الـ «سرنجات»، وزجاجات الهيروين، بين «الحقن» والـ «الشم» وهي تستمتع بملذات الإدمان، دون أن تفكر حتى بحياتها.
شفت الموت 3 مرات
3 مواقف كانت ستفقد فيهما الفتاة حياتها للأبد، لم تنسهم أبدًا، بعدما توقفت أنفاسها ونبضاتها 3 مرات في أوقات مختلفة بسبب الجرعات الزائدة، وفقًا لما سردته لـ «هُن»:«مرة كنت مأجرة بيت في مدينة في القاهرة، وأنا بضرب الحقن، روحت في غيبوبة، وشالوني أصحابي للمستشفى وقالوا هناك مفيش نبض، وقعدت 7 ساعات في العناية، وصحيت لقيت نفسي لوحدي من غير حد».
لم تتوقف الفتاة بعد هذه المرة، بل واجهت الأمر من جديد: «كنت في مارينا وضربت المخدرات، وبعدين وصلت لصاحبتي قطعت النفس أول ما وصلت، اتصلوا وقالوا لـ ماما خديجة ماتت وجه أخويا خدني وداني مستشفى في مارينا قبل العلاج، والمرة التالتة كنتأجرت بيت في التجمع وفقدت الوعي في مرة وبابا اللي انقذني»
بطلت لما صاحبتي ماتت وأهلي هددوني يرموني في الشارع
ربما صدمة وفاة صديقتها المقربة بسبب المخدرات، كان جرس إنذار لـ «خديجة» التي أيقنت أن هذا نهاية الطريق، خاصة بعدما هددها أهلها بالعلاج أو ترك المنزل، لتجد نفسها تخطو بأقدامها نحو أول خطوات العلاج بالمستشتفيات، ثم المنزل مع المعالجين والأطباء: «لقيت أن النهاية معروفة، وهي الموت اللي شوفته بعيني 3 مرات، ومعنديش اختيار غير إني أبطل، وأهلي وفرولي كل الأجواء اللي خلتني أرجع أقف على رجلي»
نفسي يبقى عندي مركز علاج وتأهيل
لم تتوقف «خديجة» عند العلاج فقط، تحلم بامتلاك مركز للعلاج والتأهيل: «بقالي فترة بحكي التجربة في فيديوهات للتوعية، وحاليًا باخد كورسات تؤهلني أكون معالج نفسي للمدمنين والمتعافيين، وبحلم بمركز علاج وتأهيل».