كورونا والوعي الصحي

منذ بداية الأزمة في الأردن وفي جميع أنحاء العالم وانفراد كوفيد (كورونا) عالساحة الصحية وانتشارها المتزايد أصبح مفهوم الصحة العامة وصحة الأفراد ضرورة تتكاثف فيها الجهات الرسمية وغير الرسمية لتعميقها مجتمعياً حتى يتمكنوا من السيطرة على هذا المرض المستجد الذي تحكم في حياتنا على جميع الأصعده
فأصبح الوعي الصحي واحد من الأولويات الحقيقية التي ينادي فيها العالم للسيطرة على هذا الوباء
فأصبحت الوقاية ضرورة.. خاصة مع تزايد المرضى ومحدودية المستشفيات فعملت الجهات الصحية منذ بداية الجائحة على تثقيف الناس والعمل على زيادة معلوماتهم وثقافتهم الصحية لتعليمهم كيفية التعامل مع المرض وتفادي الإصابة وذلك من خلال نشر السلوكيات الصحيحة وتفادي الأساليب الخاطئة التي تؤثر بشكل سلبي علي الصحة بشكل عام وعلى انتشار كوفيد بشكل خاص بأساليب مبسطه.. يسهل فهمها من جميع المستويات والأعمار . حيث اعتمدت الحكومات والمنظمات على وسائل عديدة في إيصال المعلومة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وحملات التوعية الميدانيه ووسائل الإعلام المرئي والمسموع وان كان هناك قصور بعض الشيء في آلية وصولها للمناطق النائية والبيئات الريفية مع ضعف في آلية تعاطي هؤلاء الأفراد مع الكوفيد ووجوده مماشكل عبئاً على تلك الحملات و جعل السيطرة عليه في تلك المناطق أصعب مع سرعة انتشاره. حيث حاولت الوزارة قدر الامكان بالتعاون مع مبادرات مجتمعيه ومنظمات المجتمع المدني بالاعتماد على خطة صحية مدروسه لتقليل الانتشار عن طريق العزل والحجر وتقليل الانشطة غير الضرورية للانتقال من مرحلة الخطر وزيادة الأعداد إلى اقل خطورة ووصولاً الى منطقة أمنه. مع التركيز في جميع الحملات على ضرورة تظافر جميع الهيئات في مكافحة الجائحة،
فالتزم الجميع بإجراءات النظافه العامة والتعقيم
فانتقل مفهوم النظافه من المفهوم العام الإعتيادي إلى مفهوم أكثر تعقيداً وسط حيره عامة وتساؤلات عن آليات التعقيم الواجب اعتمادها لمنع انتقاله فزادت الاجتهادات وتنوعت الاساليب حسب القدره الماليه للافراد والمؤسسات من وسائل نظافة شخصية وتنظيف المنزل والمنشآت واعداد الطعام وتهيئة وتعقيم الأدوات فتغيرت السلوكيات وتبدلت العادات. لقد أثبت فيروس كوفيد بشكل واضح بأننا جميعاً سواسية فالجميع مهيء للالتقاطه في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة.

ومن ضمن المواضيع الصحيه المستجده للوقاية ظهر على السطح منذ بداية الأزمة موضوع ارتداء الكمامه حيث رفض العديد من الافراد ارتدائها لاعتقادهم انها غير مجديه والبعض الآخر لم يستطع التأقلم مع ارتدائها خاصه مع العمل لساعات طويله او التنقل الا ان استعمالها كما اثبتته منظمة الصحة العالمية أنه ضروري للوقاية حيث تتمثل إحدى الطرق الرئيسية التي ينتشر من خلالها كوفيد-19 في الرذاذ التنفسي الذي يقذفه الأشخاص عندما يتحدثون أو يغنون أو يسعلون أو يعطسون. بينما تستمر الأبحاث، فإننا ندرك الآن أن الفيروس يمكن له أن ينتشر عن طريق الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، مما يعني أن بعض الأشخاص يمكن أن يكونوا ناقلين للعدوى وهم لا يدركون ذلك.فأصبح ارتدائها ضرورة حتميه يجب الالتزام فيه خاصة في الاماكن المكتظه وعالية الخطوره
ومن ضمن المواضيع التي طرحت على السطح ودخلت من باب الجدليات موضوع المطعوم.. فاعتمدت المؤسسات على الوعي للافراد وتعميقه من خلال الحملات المستمره التي عقدتها بالتعاون مع الحكومة على امل أن يتقبل الأفراد ضرورة المطعوم الا ان الاعداد التي كانت تسجل للمطعوم مقارنه بأعداد السكان كانت ضئيله فتجهت بعض الدول والحكومات ومن ضمنها الأردن لقرار الزامية المطاعيم حيث جاء
توجه الحكومه كحل اخير لتدارك الوضع الوبائي في محاولات جاده لاعادة الحياة لطبيعتها لكي تنتهي الجائحة بأقل الخسائر خاصة أن وجودها امتد وقد يمتد لسنوات أخرى الا في حال تم تطبيق المناعه وهذا لا يتم الا بالوعي وتقبل الموضوع ككل.. فمن مصلحة الجميع حكومات وافراد انتهاء هذا المرض.
 

وأخيراً يجب ان ينظر إلى هذه الجائحة كوسيلة لاعادة التفكير بقاعدتنا الصحية واهمية دور الوعي الصحي وتفعيله لدى الأفراد مهما كان المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي فقد أصبح موضوع الوعي الصحي ضرورة حقيقية لتجنب الوقوع في مطبات قادمة لا سمح الله خاصة بعد ما شهدناه في هذه الأعوام من انهيار المنظومة الصحية للدول ككل وصعوبة في اجتياز هذا المرض وفي حياتنا كأفراد والانطلاق إلى نقطة تغيير يصبح فيها هذا المرض وما حمله عبر هذه الأعوام التي مضت درس من دروس كوفيد.