ينازعني القلم بأن له فضل علينا وعلى الناس جميعا، فأعود عليه مكر غير مفر مقبل غير مدبر، وأقول له: أنت مجرد أداة جعلك الله لنتعلم بك فشكرا لله، ثم لك احترامك. ولكن.. أين أنت ممن جعله الله زيتا ينير لنا ليلة الجهل، وأين أنت من شمعة لا تنطفئ؟ وأين أنت ممن علمنا كيف نمسك بك فنكتب بك لنقرأ حروفا على سطر واحد ونخطها على صفحة بيضاء تخرج منها أشعة الشمس، ونرسم دائرة أو مربعا ليكون منفذا للهواء نتنفس به؟. فالدنيا ضيق من غير فسحة المعلم. وأين أنت من المعلم الذي علمنا بالقلم علمنا مما علمه الله، فأول معلم نبي وهو إدريس عليه السلام وهو أول من خط بالقلم. وحينما ختم الله أنبياءه أرسل للناس نبيا معلما لا يخط بالقلم، وأمرنا أن نخط بالقلم وأن نتعلم فصلوات ربي وسلامه على خير معلم للثقلين.

فرد علي القلم متبخترا:

لولاي ما أصبح المعلم معلما ولا المتعلم متعلما، لولاي لما عرفتم حدود الأوطان وعد النقود والأثمان ولا المكيال ولا الميزان ولا عقود الزواج والإرث والحقوق والمستحقات، ولا قرأتم تاريخكم لتعرفوا أرضكم وبحركم وعدوكم ومن اغتصب أرضكم ومتى وكيف خرب دياركم فيما مضى والبوم يكتنفكم ويدخل عليكم حضارته التي منكم انطلقت، فكيف لكم أن تعرفوا ذلك كله لولاي أنا القلم؟.

فقلت له: سيدي أذعنت إليك ولولاك ما كان هذا السجال بيننا، ولك فضل لا ننساه وسأقرأ التاريخ مرة ومرتين لأعرف ماذا كتبوا بأحبارك، لأنك أداة جليلة ولكنك قد تنساق مع الغير ضد الغير ويستخدمونك في غير محلك، ألا ترى أن لك مائة لون ولون؟ وكم من صفحة بيضاء نقية كتبوا فيها (فيتو) وكم من اتفاقية كتبوها بك وعادت علينا وبالا؟.

سيدي القلم.. لولا المعلم لما عرفناك ولولا المعلم ما عرفنا حقوقنا ومستحقاتنا وأوطاننا وأثماننا وأوزاننا وعقودنا..

أقولها لك بصراحة: لولا المعلم ما عرفنا ربنا "جل في علاه" ولا قرأنا كلام ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

ولولا المعلم ما تعلمنا أننا بشر ولا تعلمنا كيف نزرع الشجر ونقطع منه عودا أخضرا نجففه ونصنع منه قلما.

أرأيت.. معلم الخير بين الناس لا يوازيه مقام بين الناس.. فقم نوفه التبجيلا وتعوذ أيها القلم من رب الناس..

واحفظ مقام المعلم ولو كان فقيرا وأنت مصنوع من الماس.

------------

سلام على من علمني حرفا سلام على من علمني مسك القلم..

سلام على المدرسين والمدرسات في العالم

وسلام عليهم في أمتنا الإسلامية والعربية..

سلام عليكم يا معلمي الأردن.. سلام عليكم ولن نوفيكم حقكم.

تلميذ الأمس سيبقى بين أياديكم تلميذا/

محمد عبدالجبار الزبن، الأردن.

بمناسبة يوم المعلم العالمي: 2021