امركا دوما سياسة المصلحة وضغط اللوبي ايا كان الرئيس
كلما بدأت الدعاية الانتخابية للرئاسة الأميركية، تتجه أنظار العرب صوب أميركا، مترقبة بشغف ما ستؤول إليه النتيجة، حتى إننا نجد أن بعضهم يكون متعاطفاً مع أحد المرشحين للمنصب، ويتمنى فوزه بفارغ الصبر، وكأن سياسته الخارجية ستكون أفضل من سلفه، أو أنه سيحل مشاكل الشرق الأوسط الكبير، التي تؤرق الدول، حكاماً ومحكومين، أو أنه سيكون رحيماً بهم وسيمنحهم مساعدات مالية لحل مشاكلهم الأقتصادية التي تؤرق شعوبهم، أو أنه سيحل مشكلة أرض الرباط فلسطين الحبيبة.
يعلم المتابع للمشهد السياسي أن السياسة الأميركية معروف عنها أنها واحدة لا تتغير بتغير الرئيس، لأنها تسير على نمط واحد، لا تحيد عنه، مهما كان توجه الرئيس المنتخب، الذي لم يصل إلى سدة الحكم إلا بعد مؤازرة اللوبي اليهودي له، حتى إنه يقطع على نفسه وعداً بضمان أمن إسرائيل وتنفيذ بروتوكولات حكماء صهيون.
ليس بخافٍ على أحد أن اللوبي اليهودي هو المتحكم في مفاصل الولايات المتحدة الأميركية، لأنه يتحكم في أسعار الدولار، والمعادن بكافة أنواعها، سواء الثمينة منها أو الرخيصة، وأجهزة الإعلام بكافة أنواعها،
منذ فجر التاريخ، لم نر لأميركا موقفاً مؤازراً للعرب، إلا البحث عن مصالحها الشخصية، فلم تتدخل في أي بلد عربي أو أعجمي إلا إذا كان تدخلها سيعود عليها أو على اللوبي اليهودي بالنفع.
ليس ببعيدٍ عنا ما حدث في أفغانستان، التي كلفت أميركا مليارات الدولارات، ناهيك عن الخسائر البشرية، وكان تدخلها المعلن القضاء على تنظيم القاعدة، الذي هو من صناعتها، وابنه المدلل «حركة طالبان»، أما ما خفي فهو أعظم، لأن حقيقة دخولها كان من أجل إنشاء قواعد حربية، لتكون شوكة في حلق الدول الآسيوية، لكي تفرض عليها إتاوات، بحجة حمايتها من أي اعتداء خارجي.
بعد خسارة أميركا وفشلها الذريع في أفغانستان، حاولت الخروج منها بصورة مشرفة، بعد أن وجدت أن احتلالها لها غير مجد، ولن يعود عليها بالنفع، وستخسر الكثير من العتاد والجنود إذا استمرت في طغيانها، فلجأت إلى عقد صفقات مع حركة طالبان، ولكنها كلها باءت بالفشل.
عندما أعلنت أميركا الحرب على العراق، بحجة أنه يمتلك أسلحة دمار شامل، وأوحت للمعارضين حينها أنها ستخلصهم من النظام الحاكم، رغم علمها بأن العراق خال تماماً من الأسلحة المحرمة دولياً، والدليل على ذلك أن هانز بليكس، رفض التوقيع على التقرير الخاص بذلك.
وفي حقيقة الأمر كان دخولها من أجل الاستيلاء على النفط، وليس مساعدة الشعب العراقي في تحقيق الديمقراطية المزعومة، لأن العراق يمتلك ثاني أكبر مخزون نفط على مستوى دول العالم.
مشكلة فلسطين المحتلة، التي بدأت بتهجير يهود أوروبا إلى أرض الرباط، بعدما أرهقوها من كثرة مشاكلهم، التي لم ولن تنتهي طالما أنهم باقون على قيد الحياة، التي تلعب بها أميركا على العرب، ولم تحاول التدخل لحلها حلاً جذرياً، وتكيل في ذلك بمكيالين، لأنها تعلم يقيناً أن الكيان الإسرائيلي محتل، وليس له دولة، وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيون، ومن حقهم تقرير مصيرهم، إلا أنها ترفض ذلك تماماً، خوفاً من انقلاب اللوبي اليهودي عليها.
يعلم المتابع للثورات العربية، أن من أشعلها، هم في حقيقة الأمر عملاء أميركا، وساعدهم في ذلك استبداد الحكام، وكراهية المواطنين لهم، رغم أنهم كانوا يحكمون بلدانهم من خلال التوجيهات الأميركية، لأنها كانت متحكمة فيهم من خلال المنح التي لا ترد، حتى أنهم كانوا يظنون أن رضاها عنهم هو من يمنحهم الشرعية وليس رضى الجماهير، وعندما أرادت استبدالهم بعملاء آخرين في ريعان الشباب أشعلت فتيل الثورة، التي راح ضحيتها الكثير من خيرة شبابنا الأبرار.
مما سبق يعلم القارئ العزيز أن السياسة الأميركية موجهة بالريموت كنترول من قبل اللوبي اليهودي الذي يضغط على الرئيس ليلبي مطالبه وينفذ سياساته، وإذا لم يسر على هواه، بحث له عن مصيبة لكي لا يكمل دورته الأنتخابية، كما حدث مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في حادثة مونيكا لوينسكي الشهيرة.
لا داعي للفت الأنظار، أو الأهتمام كثيراً بالأنتخابات الأميركية، لأنها لم تأت برئيس يقف مع الشعوب العربية، أو يحل مشاكلهم على حساب الكيان الصهيوني الغاصب،فلن تحل مشكلة فلسطين العزيزة إلا بتضافر الجهود العربية، أو عمل اتحاد عربي يجمع كل الدول العربية، ويكون له جيش واحد، على غرار قوات درع الجزيرة، يدافع عن قضاياها العادلة، مثل الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية.
والله أسأل أن يحقن دماء العروبة و ان يحفظ الوطن العربي من كل مكروه وسوء، ويوفق حكامه إلى العمل لصالح شعوبهم، وأن يوحد صفوفهم ويعلي كلمتهم ... إنه ولي ذلك والقادر عليه.